أحوالنا

زينب إسماعيل تكتب: كيف تحزن وأمر الله غالب !

زينب إسماعيل
زينب إسماعيل

إذا اضطرب البحر وهاج الموج وهبت الريح العاصف ، نادى أصحاب السفينة : يا الله، و إذا مال الركب عن الطريق وحارت القافلة في السير ، نادوا : يا الله ، إذا وقعت المصيبة وحلت النكبة نادى المصاب المنكوب : يا الله، إذا بارت الحيل وضاقت السبل وانتهت الآمال وتقطعت الحبال ، نادوا : يا الله.. أمور تمر بنا ونقول عندها "يالله " ولكن الأهم أن نتيقن أن أمر الله غالب.

والأمثلة كثيرة أعجبني منها ما يلي :  أمر يعقوب عليه السلام ابنه يوسف عليه السلام ألا يقص رؤياه على إخوته حتى لايكيدوا له ، فغلب أمر الله حتى قصَّ . أراد إخوته قتله فغلب أمر الله حتى صار ملكا وسجدوا بين يديه . أراد الإخوه أن يخلولهم وجه أبيهم فغلب أمر الله حتى ضاق عليهم قلب أبيهم وظل يذكريوسف سبعين سنة أو ثمانين سنة.

تدبروا أن يكونوا من بعده قوما صالحين تائبين فغلب أمر الله حتى نسوا الذنب وأصروا عليه حتى أقروا بين يدي يوسف في آخر الأمر وقالوا لأبيهم ( إنا كنا خاطئين).

أرادوا أن يخدعوا أباهم بالبكاء والقميص والدم الكذب فغلب أمر الله فلم ينخدع ، وقال ( بل سولت لكم أنفسكم أمراً) . احتالو في أن تزول محبته من قلب أبيهم فغلب أمر الله فازدادت المحبة والشوق في قلبه  وبكى حتى عميت عيناه فلم يعد يراهم أيضاً . دبرت امرأه العزيز له المكيدة، فغلب أمر الله وشهد شاهد من أهلها  ، حتى قال العزيز (استغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين ).

دبَّر يوسف لنفسه أن يتخلص من السجن وطلب من الذي ظن أنه ناج وهو الساقي فغلب أمر الله فنسي الساقي ولبث يوسف في السجن بضع سنين ..  أحوالنا الدنيوية كثيرة منها الطيب ومنها الردئ منها ما يسعدنا وفيها ما يشقينا ، ولكن لا أحد ينكر أن الأحداث مهما تطورت بنا  وبعد أن تعود "الفكرة" بعد "السكرة " نتأكد أن الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون.اللهم اجعلنا ممن لا تؤذيهم"السكرة"في مواجهة أصعب الأمور واهدنا الي" الفكرة" التي تنجينا يا أرحم الراحمين.

[email protected]