"الراحمون يرحمهم الرحمن" وأعظم درجات الرحمة هي الرحمة على الحيوانات، في عام 1949 توفيت بلندن السيدة "بلدوين" ولما فتحت وصيتها تبين أنها تركت ثروة تقدر بمبلغ 250 ألف فرنك سويسري أي نحو 15 ألف جنيه مصري في ذلك الوقت.
وخصصت هذا المبلغ لإطعام 270 قطة وذكرت اسمائهم كلهم في الوصية، واضطر الحاضرون إلى قراءتها ثلاث مرات إذ خيل إليهم أنهم اخطئوا، حسب ما تم نشره بمجلة آخر ساعة بتاريخ 13 أبريل 1949.
وقام المحامي بزيارة المنزلين اللذين كانت تملكهما مسز بلدوين، وتأكد من صحة الوصية لأنه وجد في أحد المنزلين 150 قطة، ووجد في الثاني 120 قطة ولقد كانت هذه القطط تنعم بحياة كلها رفاهية وتكريما في حياة مسز بلدوين، لان الجزار كان يأتيها صباح كل يوم بطعامهم المكون من اللحم المشوي.
اقرأ ايضا:«القاتل الصامت» .. 5 علامات تشير إلى ارتفاع ضغط الدم يجب ألا تتجاهلها
ولم يكن في وسع مسز بلدوين أن تأتي للقطط بكفايتها من اللبن فكانت تستورد لأجلهم من أمريكا الجنوبية كميات من اللبن المحفوظ.
ومن أعجب ما شوهد في المنزلين أن مسز بلدوين قد أعدت المنزلين خصيصا لسكنى القطط وتوفير الراحة لهم حتى أنها جلبت مدفأت كهربائية لتبعث الحرارة أيام البرد والشتاء وفي الأيام التي تظهر فيها الشمس كان يمكن للقطط أن تخرج إلى الشرفة.
وقد نعمت القطط بهذه الحياة حتى أنها تعودت على الكسل بعد أن زاد وزنها، ويظهر أن هذه الحالة أثرت فيها فلم تعد تجد لذة كبيرة في صيد الفئران ولذلك وجد المشرفون على تنفيذ الوصية عددا كبيرا من الفئران ترعى في قبو المنزل.
واعترض ثلاثة من المحامين على هذه الوصية وأقاموا الدعوى لكي يثبتوا أنها وصية لم تنفذ بقوة القانون، ويجب إرسال القطط كلها الى الحجرات المزودة بالآلات الكهربائية الخاصة بإعدام الحيوانات في جمعية الرفق بالحيوان.
المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
