وفاء عزالدين أحمد تكتب: إياكم وكسر القلوب

وفاء عزالدين أحمد
وفاء عزالدين أحمد

الحياة الزوجية لا تسير على خط مستقيم بل تشبه تخطيط القلب، فيها لحظات سعيدة وفيها الحزينة، وهذا أمر طبيعى نظرًا لاختلاف وجهات النظر والقناعات بين كلا الزوجين، وقد تحدث عادةً بينهما بعض الصراعات والمشاجرات وتمر بسلام إذا تعامل كلاهما تجاهها بالحِكمة والاتزان والصبر وتجنب الطرفان كسر القلوب، وأشد ما يكسر القلب ويؤلم النفس بعد الإيذاء المادى الإيذاء المعنوي، ويكون بالكلمة السيئة التى تخرج من الأفواه فتجرح القلوب، وبالتصرف المهين، والتقليل من شأن الآخر وإحراجه، وإذا كان التعدى بالأيدى يؤثر على البدن، فالتعدى باللسان يكسر القلب، وإذا كُسر القلب يحتاج وقتًا طويلا لترميمه ولا يعود كما كان؛ فالقلوب كالزجاج إذا كسرت يصعب إصلاحها، فلا تستهينوا أيها الأزواج والزوجات بكلمة قاسية تنطقها ألسنتكم، فقد قال النبى صلى الله عليه وسلم : «إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن رِضْوانِ اللَّهِ، لا يُلْقِى لها بالًا، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بها دَرَجاتٍ، وإنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن سَخَطِ اللَّهِ، لا يُلْقِى لها بالًا، يَهْوِى بها فى جَهَنَّمَ.» (رواه البخاري).

فلابد من التأمل والتفكر فى الكلام قبل قوله، فبين كسر القلوب وكسب القلوب حرف، وقد رغبنا النبى صلى الله عليه وسلم فى الكلمة الطيبة التى لها أثر السحر فى كسب  القلوب فقال صلى الله عليه وسلم: «الكلمةُ الطيبةِ صدقةٌ» متفق عليه.وإذا كان الكلام الطيب اللين مطلوب عند التعامل مع عموم الناس فإنه يكون بين الزوجين أولى، فقد تسامح الزوجة زوجها على بعض ما صدر منه من مجاوزة فى حقها، وكذلك الزوج قد يسامح زوجته وتعود الحياة، ويسير الزوجان معًا فى طريقهما ولكن أثر الإساءة فى القلوب لا ينسى.