كنوز| 9 أعوام من غياب أول فنانة تترأس الأوبرا

رتيبة الحفنى عندما تطوعت فى المقاومة الشعبية 1956
رتيبة الحفنى عندما تطوعت فى المقاومة الشعبية 1956

بعد رحلة حافلة بالعطاء والتميز والتألق غادرت د. الفنانة رتيبة الحفنى ساحة الحياة منتقلة إلى جوار ربها فى 16 سبتمبر 2013 إثر أزمة قلبية بمنزلها عن عمر ناهز 82 عاما، بعد أن تمكن منها المرض عام 2010، وكانت قد أوصت أن يخرج جثمانها من مسجد دار الأوبرا، وخرج النعش ملفوفا بعلم مصر.

من الجدير بالذكر أنها كانت أول فنانة تتولى منصب رئاسة دار الأوبرا من يونيو 1988 حتى مارس 1990، وعينت بعدها مستشاراً فنياً لها، وفى تاريخها سجل حافل من المناصب والإنجازات التى سنتعرف عليها..

ولدت رتيبة الحفنى 2 ديسمبر 1931 بالقاهرة، ونشأت فى أسرة موسيقية، فوالدها هو المؤرخ الموسيقى الشهير محمود أحمد الحفنى، أول من أدخل الموسيقى فى المدارس المصرية، وأثرى المكتبة العربية بما يزيد على 45 كتابا فى الموسيقى، ووالدتها ألمانية، وقد ورثت عشق الموسيقى من جدتها لأمها التى كانت تعمل مغنية فى الأوبرا الألمانية، أجادت رتيبة الحفنى العزف على البيانو وهى فى الخامسة من عمرها، حصلت على دبلوم المعهد العالى للموسيقى 1950، ثم سافرت فى منحة إلى ألمانيا لدراسة الموسيقى فى برلين وميونيخ، وحصلت على الدكتوراه فى الموسيقى.

ونالت دبلوم الغناء الأوبرالى العالى للموسيقى من ميونيخ 1955، ثم عادت للقاهرة اثناء العدوان الثلاثى على مصر 1956 وفور عودتها تطوعت فى المقاومة الشعبية وتدربت على حمل واستخدام السلاح، كانت الروح الوطنية وقتها متأججة لدى الشباب والفتيات، وأثبتت مثل غيرها أن المرأة المصرية امرأة وطنية مستعدة للتضحية بدمها من أجل وطنها، وفى عام 1961 شاركت بالغناء فى أوبريت «الأرملة الطروب»، وهو أول عمل أوبرالى تُرجم إلى العربية، وقامت ببطولة «أوبرا عايدة» للموسيقار العالمى فيردى فى باريس، وغنت فى عدة دول أوروبية، وقدمت ما يقرب من 500 عرض أوبرالى..

عينت رتيبة الحفنى معيدة بالمعهد العالى للموسيقى 1950، وانتدبت للعمادة فى معهد الموسيقى العربية «قسم البنات»1951، وتولت عمادة المعهد 1962 بعد أن أصبح تابعا لوزارة الثقافة ثم لأكاديمية الفنون لمدة 29 عاما، وتولت رئاسة البيت الفنى للموسيقى 1980، وتولت رئاسة المجمع العربى للموسيقى التابع لجامعة الدول العربية.

وأسست وترأست مهرجان الموسيقى العربية 1992، وساهمت فى  إنشاء المعهد العالى للفنون الموسيقية بالكويت، وأنشأت أول كورال أطفال فى مصر 1960، وكورال أطفال أوبرا القاهرة، وفرقة أم كلثوم للموسيقى العربية، وأشرفت على برنامج إذاعى للموسيقى، وقدمت برنامج عالم الموسيقى والأوبرا عام 1960 ثم برنامج الموسيقى العربية، وهى أول فنانة عربية تتولى الإخراج الغنائى لفيلم ديزنى «سنووايت».

وتقديرا لرحلة العطاء الطويلة وسلسلة الإنجازات الكثيرة حصلت على جائزة الدولة التقديرية فى الفنون 2004، وكرم اسمها مهرجان الموسيقى العربية فى دورته الـ 25 وتسلمت أسرتها جائزة أوسكار المهرجان، ومن اهم إنجازاتها التى تزين المكتبة الموسيقية العربية مجموعة الدراسات التى قدمتها عن محمد القصبجى، ومحمد عبد الوهاب، ومحمود الحفنى، ومنيرة المهدية، وأم كلثوم، وفن الصولفيج، والموسوعة الموسيقية الميسرة للأطفال.
من «عالم المعرفة»

إقرأ أيضاً|أبرزها ممشى الكورنيش والأوبرا.. حصاد مشروعات التطوير بدمنهور