محمد البهنساوي يكتب: إكرام الميت وأهله بالشهر العقارى !!

محمد البهنساوي
محمد البهنساوي

لا أحب تناول شكاوى فردية أو خاصة بهذا المقال إلا إذا كانت صارخة أو تمس فئة مجتمعية، والحالة التى نحن بصددها تجمع الإثمين معا وأكثر ، وضع غريب بجهة خدمية حكومية هى الأهم ويتعامل معها الملايين يوميا، ولو لم يتوافر للعاملين بها أبسط الأمان الوظيفى فقل على مصالح الملايين السلام!

الشكوى الغريبة التى أرويها تخص الشهر العقارى، المصلحة التى ليس فقط منوطا بها توثيق معاملات المواطنين اليومية، إنما ينتظرها وضعا أهم بعد اتجاه الدولة لتسجيل وتوثيق كافة الملكيات حفظا لحقوق الدولة والمواطن، قصتنا اليوم لورثة موظف بأحد مكاتب الشهر العقارى بمحافظة المنيا، كان نموذجا يحتذى فى خدمة المواطنين والتميز بعمله بشهادة زملائه وتقاريره الوظيفية، مات الموظف قبل 3 أعوام، ولن نتحدث عن عذاب أبنائه الأربعة وزوجته ووالدته لصرف مستحقاتهم من مصاريف جنازة وغيرها، وعندما سألوا عن مكافأة نهاية الخدمة بدأت فصول القصة الغريبة، طلبت المصلحة أوراقا ومستندات ورغم أن معظمها يخص مكاتب وفروع الشهر العقارى إلا أن الأسرة لبت ونفذت سعيا لصرف المكافأة لحاجتهم الملحة إليها. 

الغريب أن الأسرة بعدما وفرت كل الأوراق المطلوبة طلبت منهم المصلحة الانتظار حتى يحين دورهم فى الصرف، وصلوا بشكواهم إلى رئيس المصلحة الذى أبلغهم مكتبه أنه لا صرف إلا بموافقة مندوب وزارة المالية بالمصلحة ثم انتظار الدور لحين توافر أموال، انتظرت الأسرة 3 سنوات كاملة ثم جاءتهم رسالة قبل أسابيع أنه أخيرا حل دورهم وعليهم الحضور للمكتب الرئيسى بالقاهرة للصرف ليبدأ فصل جديد فى معاناتهم، مشاوير عديدة قضوها بين المنيا والقاهرة، وكل مرة يخترع البيه المسئول طلبا جديدا، والكارثة أن معظمها أوراق بين مكاتب المصلحة بالقاهرة والمنيا وأسيوط والأسرة كعب داير بينها متكبدين نفقات لا طاقة لهم بها وسط معاش مهلهل وتأخر باقى المستحقات، وبعدما «داخوا السبع دوخات» استكملوا الأوراق من جديد ليفاجأوا بالبيه المسئول يطلب منهم انتظار الدور مرة أخرى لحين توافر أموال!! 

الأسئلة عديدة أهمها أهكذا تكرم المصلحة الأكفاء من أبنائها الراحلين فتكون مكافأتهم تعذيب أبنائهم، ثم كيف لأسرة المتوفى الصبر وكيف يواجهون الحياة فى غياب والدهم ومستحقات سنين عمله؟!، وكيف تتحمل الأسرة مشقة توفير أوراق داخلية بنفس المصلحة، أين التطوير التكنولوجى وهل هذا مسئولية أسر المتوفين أو المحالين للمعاش أم أنه «أذى وخلاص»؟، وكيف لأسرة مات عائلها أن تظل كل هذه السنين فى انتظار صرف مستحقاته، والسؤال الأخير ما هو موقف موظفى المصلحة وهم يرون مصيرهم عند بلوغ المعاش أو مصير أسرهم إذا لا قدر الله جاء أجلهم وهم بالخدمة ؟! 

القصة نهديها كاملة إلى المحترم الوطنى النشيط وزير العدل بعد أن غاب العدل والرحمة من قلوب رئيس وموظفى الشهر العقارى، هل يصح هذا، ومن يحاسب المسئولين عن بهدلة زملائهم السابقين ومنع أذاهم عن جمهور المتعاملين مع المصلحة؟!