عبدالله حسن يكتب: مصر وقطر وعودة الروح

عبدالله حسن
عبدالله حسن

الزيارة الرسمية التى قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى دولة قطر تلبية لدعوة من الأمير تميم بن حمد آل ثانى أمير قطر يمكن وصفها بأنها تاريخية وأعادت الروح إلى العلاقات القوية التى كانت بين البلدين الشقيقين طوال تاريخهما، فمصر وقطر كانتا دائما فى علاقات وطيدة تحكمها الأخوة والصداقة والمصالح المشتركة على كافة المستويات الرسمية والشعبية، وتعرضت هذه العلاقات إلى هزة عنيفة فى أعقاب ماسمى بالربيع العربى الذى هبت عواصفه على العديد من الدول العربية عام ٢٠١١ وكانت مقدماته بعد غزو العراق للكويت ثم غزو القوات الأمريكية للعراق بعد تحرير الكويت وبدأت المخططات الأجنبية للوقيعة بين الدول العربية وتقسيمها  تمهيدا للاستيلاء على ثرواتها، وكانت مصر ومن ورائها دول مجلس التعاون الخليجى الست فى مقدمة الدول التى تستهدفها هذه المخططات، وتم زرع بذور الفتنة بين العديد من الدول العربية إلى أن تمت مقاطعة قطر من ثلاث دول من مجلس التعاون الخليجى هى السعودية والإمارات والبحرين بالإضافة إلى مصر فى ٥يونيو عام ٢٠١٧ واستمرت هذه القطيعة عامين ونصف العام حتى عقدت القمة الخليجية الأربعين فى ديسمبر ٢٠١٩  فى الرياض وشارك فيها الأمير تميم بن حمد آل ثانى وصدر بيان قمة العلا الذى أعلن عودة العلاقات مع قطر بعد استجابتها  لمطالب الدول التى أنهت المقاطعة وكانت بداية إزاحة هذه الغمة من الساحة العربية وعودة العلاقات الطبيعية بين الأشقاء.

وكانت الحفاوة التى استقبل بها الرئيس عبدالفتاح السيسى  والوفد المرافق له من الأمير تميم بن حمد وكبار المسئولين القطريين كفيلة بفتح صفحة جديدة فى العلاقات الثنائية بين البلدين وطى صفحة الماضى والتطلع إلى المستقل وتوقيع العديد من اتفاقيات التعاون والاستثمارات المشتركة فى مختلف المجالات، كما كان لقاء الرئيس السيسى بممثلى رجال الأعمال القطريين فرصة ليؤكد لهم حرص مصر على تطوير علاقات التعاون الاقتصادى والتجارى مع مجتمع رجال الأعمال والشركات القطرية وتنمية الاستثمارات المشتركة لدعم مسيرة التنمية الاقتصادية لصالح البلدين والشعبين الشقيقين.