سروجي سيارات يذبح سيدة وابنتها غدرًا للهروب من ديونه

رحلة قاتل من الجريمة إلى حبل المشنقة

الضحية وإبنه الضحية
الضحية وإبنه الضحية

كتب: محمد عوف

أسدلت محكمة جنايات طنطا، الستار على أبشع جريمة قتل هزت مشاعر أهالي محافظة الغربية، بدايتها كانت في شهر رمضان الماضي حينما أقدم سروجي سيارات على التخلص من سيدة وابنتها الطفلة البريئة ذبحًا بسبب خلافات مالية بينهما، ومماطلته في سداد مبلغ مالي مستحق لها، ولم يبال بما فعل أو يراعِ أنه في شهر الرحمة والمغفرة، لم يرحم ضحيته ارتدى ثوب الشيطان ونفذ جريمته بدم بارد، ثم ألقى بجثتيهما في المصرف وفر هاربًا، لكنه سقط في قبضة رجال الشرطة وأحيل للمحاكمة.

تعود القضية عندما تلقى مدير أمن الغربية، إخطارًا بالعثور على جثتين مجهولتي الهوية لسيدة وطفلة بإحدى الترع بنطاق مركز طنطا، وتم نقل الجثتين لمشرحة مستشفى طنطا الجامعى، وتشكيل فريق بحث لكشف غموض الواقعة، والنشر بأوصاف الجثتين ومن خلال السير في خطة البحث تبين أن هناك بلاغًا بتغيب سيدة ونجلتها بنفس أوصاف الجثتين التي عثر عليهما، وتبين أن السيدة تدعى سماح الطنطاوي 38 سنة وابنتها الطفلة ملك 10 سنوات، ومع تتبع الكاميرات وإجراء التحريات، تم تحديد هوية المتهم سروجي سيارات، والقبض عليه ويدعى السيد ع م ا، وتولت النيابة العامة التحقيق والتي قررت حبسه وقرر المحامي العام الأول لنيابة غرب طنطا الكلية إحالته إلى المحاكمة الجنائية لقتله المجني عليها سماح الطنطاوي وابنتها عمدًا مع سبق الإصرار بأنه وعلى أثر احتدام الخلافات المالية بينهما والتي تتمثل في كونه مدين لها بمبالغ مالية وتوقيعه إيصالات مثبتة لدين لصالحها ضمانًا لسداد تلك المبالغ وعدم رده للمبالغ المالية لها ومطالبتها له مرارًا برد تلك المبالغ المالية؛ بيت النية وعقد العزم على إزهاق روحها وأعد لذلك الغرض سلاحا أبيض سكين، واستدرجها لمكان ارتكاب الواقعة بأن اتصل بها هاتفيًا وطلب منها لقاءه بمكان الواقعة بحجة تسديده للمبالغ المالية، المستحقة عليه لها وبوصولها استل السلاح الأبيض من بين ملابسه وباغتها بأن سدد لها طعنة بالسلاح الأبيض، وحال مقاومتها له عاجلها بطعنة أخرى بالرقبة وأخرى في البطن إمعانا في التيقن من إزهاق روحها ثم انهال عليها طعنًا بذلك السلاح بأن سدد لها عدة طعنات بالصدر والبطن وعقب تيقنه من إزهاق روحها ألقى جثتها بمصرف المياه الكائن بمكان الواقعة قاصدًا من ذلك قتلها فأحدث بها الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية والتي أدت لوفاتها.

كما اقترنت بتلك الجريمة بجريمة أخرى هي أنه في ذات الزمان والمكان قتل عمدًا الطفلة المجني عليها ملك حسني على السيد زغلول - نجلة المجني عليها سماح مع سبق الإصرار بأنه وحال رؤيته للطفلة المجني عليها سالفة الذكر رفقة والدتها المجني عليها الأولى حال وصولهما لمكان الواقعة بيت النية وعقد العزم على إزهاق روحها خشية افتضاح أمره لاحقا فبادر بقتلها أولا بأن استدرجها لمكان ناء مجاور لمكان الواقعة بحجة شراء بعض الحلوى لها، وطلب من المجني عليها الأولى انتظارهما بمكان الواقعة وما أن ظفر بها حتى باغتها بأن كمم فمها واستل السلاح الأبيض من بين ملابسه وسدد لها طعنة بالبطن، مستغلا ضعف الطفلة المجني عليها، وعقب تيقنه من إزهاق روحها ألقى جثتها في مصرف المياه الكائن بمكان الواقعة، قاصدًا من ذلك قتلها فأحدث بها الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية والتي أدت لوفاتها، وبعد أن أكمل جريمته الشنعاء فر هاربًا ومارس عمله المعتاد بشكل عادي حتى لا يلفت الانتباه ولا يشك فيه أحد.

جثتان وإعدام
وبعد مرور عدة ساعات من ارتكاب الواقعة يمر أحد الأهالي بجانب المصرف ويعثر على جثة لسيدة تبدو في العقد الرابع من العمر ملقاة في المصرف الواقع في زمام قرية الرجدية التابعة لمركز طنطا، فانتابته حالة من الذهول والذعر فأخذ يصرخ مستنجدًا بالجيران الذين أبلغوا النجدة على الفور، وفي لحظات ينتقل ضباط المباحث بمركز طنطا لمحل الواقعة للمعاينة وبسؤال شهود العيان، أكدوا أن إحدى الجثتين لسيدة في العقد الرابع من العمر، والثانية لطفلة صغيرة لا يزيد سنها عن 10 سنوات، وتمكنت قوات الإنقاذ النهري والحماية المدنية من انتشال الجثتين ونقلهما إلى مشرحة مستشفى طنطا الجامعي تحت تصرف النيابة، ويبقى السؤال مَن وراء تلك الجريمة وما هي دوافعها؟ كل هذه الأسئلة كانت محور اهتمام رجال المباحث، وأمام ذلك قرر اللواء ياسر عبدالحميد مدير إدارة البحث الجنائي بالغربية تشكيل فريق بحث لكشف غموض الواقعة، والنشر بأوصاف الجثتين بجانب حصر بلاغات التغيب بالمحافظة للوصول لأي معلومات عن الواقعة وأثناء السير في خطة البحث، وفي وقتٍ متزامن قام أحد الأشخاص يدعى حسن ز، بتحرير محضر باختفاء زوجته سماح ط 38 عامًا والتي تقيم في منطقة العجيزي التابعة لدائرة قسم أول طنطا، وابنتهما ملك 10 سنوات، في ظروف غامضة بعد خروجهما من المنزل ولم يعودا وبمطابقة أوصافها مع أوصاف الجثتين تبين أنها نفس الأوصاف، تم اخطار النيابة بالواقعة والتي أمرت بتشريح الجثتين لمعرفة سبب الوفاة، والتصريح بالدفن بعد ذلك وتحرر عن ذلك محضر بالجريمة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وبتكثيف الإجراءات تبين أن الجثة الأولى لسيدة تدعى سماح الطنطاوي، 38 سنة ربة منزل، والثانية لابنتها ملك حسن 10 سنوات، وبتتبع خط سيرها توصلت التحريات أن وراء الواقعة شخص يدعى السيد ع 45 عامًا  سروجي من المتعاملين ماليا مع المجني عليه لسابقة تحريره إيصالات أمانة لها، إلا أنه قرر التخلص منها للحصول على إيصالات الأمانة التي تخصه وفوجئ بوجود ابنتها معها فغافلها وتخلص منها بذبحها ثم ألقى بجثتها في ترعة بزمام قرية الرجدية مركز طنطا بعيدًا عن محل سكنها، كما تخلص من الطفلة بنفس الطريقة حتى لا يفتضح أمره ونجح فريق البحث في القبض على المتهم وإحالته للنيابة للتحقيق، والتي أحالته بدورها إلى محكمة جنايات طنطا "الدائرة الأولى"، برئاسة المستشار سامي رجب بريك رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين حسام أبو زهرة، ومدحت سالم رمضان، وبحضور مهاب عادل وكيل النائب العام، وأمانة سر المحمدي الباجوري، والسيد الزقزوق، والتي قضت بإجماع الآراء، بالإعدام شنقًا على المتهم، وذلك بعد ورود رأي فضيلة المفتي، في القضية رقم 12357 جنايات مركز طنطا، والمقيدة برقم 800 كلي غرب طنطا، ليسدل الستار على تلك القضية البشعة.

اقرأ أيضًا  تحقيقات موسعة في استغاثة فتاة تعرضت للتحرش بطنطا 

"أخبار الحوادث" انتقلت لأسرة المجني عليهما سماح وابنتها ملك، عقب صدور الحكم وقد سادت حالة من الارتياح بينهم فيقول رضا طنطاوي شقيق سماح؛ إن القضاء العادل اقتص من القاتل الذي لم يرحم ضعف شقيقتي وابنتها مشيرًا أن أخته كانت "بميت راجل" وأنها يوم الواقعة تأخرت عن منزلها وعندما حاول زوجها الاتصال بها كثيرا لم تجبه فقام بتحرير محضر إثبات حالة بنقطة شرطة العجيزي، وقمنا بالبحث عنها في كل مكان لكن دون جدوى، وبعدها بعدة أيام فوجئت بضباط الشرطة يأتون للقبض عليَ ظنًا منهم أنني قتلت أختي، ويتم اقتيادي لقسم أول طنطا أنا وزوج أختي، وبعدها وضحت الحقيقة واعترف المتهم بجريمته النكراء، والحمد لله قضت المحكمة بإعدامه.