رئيسا طاجيكستان وقرغيزستان يتفقان على وقف إطلاق النار

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

التقى رئيس طاجيكستان إمام علي رحمن نظيره القرغيزستاني صدر جباروف، الجمعة 16 سبتمبر ، خلال قمة منظمة شنجهاي للتعاون في أوزبكستان، وطلبا من قوات بلديهما وقف إطلاق النار والانسحاب عقب مواجهات حدودية أسفرت عن عشرات الجرحى.

وقالت الرئاسة القرغيزستانية في بيان، إن "زعيمي البلدين اتفقا على الطلب من الهيئات ذات الصلة وقف إطلاق النار وسحب القوات والعتاد من خط المواجهة"، وذلك بعد إعلان سلطات قرغيزستان عن التوصل لوقف لإطلاق النار.
اقرأ ايضًا|البنك المركزي الأرجنتيني يعلن رفع الفائدة إلي 75 %

وكانت روسيا دعت في وقت سابق الجمعة، طاجيكستان وقرغيزستان إلى اتخاذ "تدابير عاجلة" لوقف التصعيد عند الحدود بين البلدين الواقعين في آسيا الوسطى. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان، "ندعو الطرفين إلى اتخاذ تدابير شاملة وعاجلة... لوضع حد لأي محاولة تصعيد ولاستفزازات أطراف أخرى".

وأعلن جهاز حرس الحدود في قرغيزستان، في بيان، أن "رئيسي لجنتي الأمن القومي في قرغيزستان وطاجيكستان كامتشي بيك تاشييف وسايمومين ياتيموف توصلا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار" اعتباراً من الساعة 16:00 بالتوقيت المحلي (10:00 بتوقيت غرينتش).

وكانت قرغيزستان قد اتهمت الجمعة طاجيكستان بقصف مدينة حدودية بالأسلحة الثقيلة، في تصعيد أوقع أكثر من 30 جريحاً.

وعادةً ما تشهد الحدود بين طاجيكستان وقرغيزستان اشتباكات دامية. فالجمهوريتان السوفياتيتان السابقتان منخرطتان في نزاع حدودي منذ سنوات، لكن التطورات الأخيرة تشكل تصعيداً كبيراً.

وبحسب العاصمة القرغيزستانية بشكيك، قصفت القوات الطاجيكية الجمعة مدينة باتكين الحدودية الواقعة في جنوب غربي البلاد، في منطقة متنازع عليها بين البلدين.

وأعلنت قوات حرس الحدود القرغيزستانية في بيان، "تعرّض محيط مطار باتكين و(مناطق) في ضواحي المدينة للقصف بواسطة راجمات صاروخية"، مشيرةً إلى "تدمير بنى تحتية مدنية".

فرار إلى مراكز إيواء

وأعلنت وزارة الصحة القرغيزستانية أن 31 شخصاً نُقلوا إلى المستشفى الجمعة، وفق حصيلة جديدة. وبحسب السلطات الإقليمية، تعرّض أربعة عسكريين على الأقل لـ"إصابات من جراء أسلحة نارية".

وأفادت اللجنة الحكومية للأمن القومي في قرغيزستان، بـ"اشتباكات كثيفة" و"عنيفة" دارت في المنطقة الحدودية، متهمةً طاجيكستان بـ"قصف الأراضي القرغيزستانية بكل ترسانتها المتاحة" وبمواصلة نشر "آليات ثقيلة".

وأفادت باستخدام طاجيكستان "مدرعات ثقيلة وراجمات صاروخية وطائرات". وقالت اللجنة إن "الجانب القرغيزستاني يرد على كل الهجمات الأرضية والجوية ما يمنع الاستيلاء على أي أراض".

وأشارت وزارة حالات الطوارئ في قرغيزستان إلى أن سكان قرى حدودية عديدة فروا من المنطقة التي تشهد معارك، وأعلنت فتح مراكز إيواء.

طاجيكستان اتهمت من جهتها القوات القرغيزستانية بفتح النار في وقت مبكر الجمعة على مواقع طاجيكية، من دون ذكر سقوط ضحايا لديها حتى الساعة. وأفادت وكالة أنباء "ريا نوفوستي" الروسية، بأن عنصراً من حرس الحدود الطاجيكيين قُتل وأُصيب ثلاثة آخرون.

خلافات حدودية

ويأتي التصعيد في حين يشارك رئيسا البلدين منذ الخميس في قمة لمنظمة شنغهاي للتعاون في سمرقند في أوزبكستان. ومساء الخميس جمعتهما الصورة التذكارية للقادة المشاركين في القمة.

وأسفرت اشتباكات بين البلدين مطلع الأسبوع عن قتيلين في صفوف حرس الحدود الطاجيكيين وإصابات لدى الجانبين.

ويتنازع البلدان بشأن نحو نصف الحدود التي تمتد على 970 كيلومتراً بينهما، وسُجل تقدم بطيء في ما يتعلق بترسيم الحدود خلال السنوات الأخيرة.

وشهد عام 2021 عدداً غير مسبوق من الاشتباكات بين الجانبين خلفت أكثر من 50 قتيلاً وأثارت مخاوف من اتساع رقعة الصراع.

ويحكم إمام علي رحمن البالغ 69 سنة، طاجيكستان منذ 30 عاماً، ما يجعله صاحب أطول فترة حكم في المنطقة. أما جباروف فتولى رئاسة قرغيزستان في 21 يناير 2021، وهو شغل قبل ذلك منصب رئيس الوزراء بالوكالة بعد تنحي سورونباي جينبيكوف على خلفية احتجاجات ضد حكومته.