مواقف من السيرةl محاولة اغتيال النبي (صلي الله وعليه وسلم)

رسول الله صلى الله عليه وسلم
رسول الله صلى الله عليه وسلم

سالم عبدالنبى

جلس عمير بن وهب مع ابن عمه صفوان بن أمية قال صفوان، وهو يذكر قتلى بدر: والله ما في العيش بعدهم من خير وقال له عمير صدقت، ووالله لولا دين على لا أملك قضاءه، وعيال أخشى عليهم الضيعة بعدى لركبت إلى محمد حتى أقتله، فان لى عنده علة أعتل بها عليه أٌقول قدمت من أجل ابنى هذا الأسير، فاغتنمها صفوان وقال: على دينك.. أنا أقضيه عنك.. وعيالك مع عيالى أواسيهم ما بقوا.. فقال له عمير: اذن فاكتم شأنى وشأنك... ثم أمر عمير بسيفه فشحذ له وسمه، ثم انطلق حتى قدم المدينة. وبينما عمر بن الخطاب فى نفر من المسلمين يتحدثون عن يوم بدر، ويذكرون ما أكرمهم الله به، اذ نظر عمر فرأى عمير بن وهب، قد أناخ راحلته على باب المسجد، متوشحا سيفه، فقال: هذا الكلب عدو الله عمير بن وهب، والله ما جاء إلا لشرّ..

ثم دخل عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: يا نبى الله هذا عدو الله عمير بن وهب قد جاء متوشحا سيفه.. قال صلى الله عليه وسلم: أدخله عليّ..» ودخل به عمر على النبى صلى الله عليه وسلم، وهو آخذ بحمّالة سيفه فى عنقه فلما رآه الرسول قال: دعه يا عمر.. ادن يا عمير.. 

فدنا عمير وقال: انعموا صباحا « وهى تحية الجاهلية» فقال له النبى صلى الله عليه وسلم: قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير، بالسلام.. تحية أهل الجنة.

فقال عمير: أما والله يا محمد إن كنت بها لحديث عهد.

قال النبى: فما جاء بك يا عمير..؟؟

قال: جئت لهذا الأسير الذى فى أيديكم.

قال النبى: فما بال السيف فى عنقك..؟؟

قال عمير: قبّحها الله من سيوف، وهل أغنت عنا شيئا..؟!

قال الرسول صلى الله عليه وسلم: أصدقنى يا عمير، ما الذى جئت له؟

قال: ما جئت إلا لذلك.

قال الرسول صل الله عليه وسلم: بل قعدت أنت وصفوان بن أمية فى الحجر فذكرتما أصحاب القليب من قريش، ثم قلت، لولا دين علي، وعيال عندى لخرجت حتى أقتل محمدا، فتحمل لك صفوان بدينك وعيالك على أن تقتلنى له، والله حائل بينك وبين ذلك. وعندئذ صاح عمير: أشهد أن لا اله الا الله، وأشهد أنك رسول الله.. هذا أمر لم يحضره الا أنا وصفوان، فوالله ما أنبأك به إلا الله، فالحمد لله الذى هدانى للاسلام..

فقال الرسول لأصحابه: فقّهوا أخاكم فى الدين وأقرئه القرآن، وأطلقوا أسيره 

هكذا أسلم عمير بن وهب، هكذا أسلم شيطان قريش، وغشيه من نور الرسول والاسلام ما غشيه فاذا هو فى لحظة يتقلب إلى حوارى الإسلام يقول عمر بن الخطاب رضى الله عنه: « والذي نفسى بيده، لخنزير كان أحبّ اليّ من عمير حين طلع علينا.. ولهو اليوم أحبّ إلى من بعض ولدى». 

أقرأ أيضأ l بالفيديو.. رمضان عبدالمعز: نعمة الأمن ذكرت بعد العبادة وذكر الله فى القرآن