نحتل المركز الأول عالميًا في إنتاجها l «التمـور».. كـنز مصر القادم

التمـور
التمـور

أعد الملف: هانئ مباشر

تنتشر زراعة نخيل البلح فى معظم محافظات مصر، ولدينا حوالى 15 مليون نخلة، وتمثل هذه المساحة المنزرعة بأشجارها حالياً نحو 73 ألفاً و653 فدانا بنسبة 6.32٪ من إجمالى المساحة الكلية المنزرعة بأشجار الفاكهة، ويصل الإنتاج السنوى من التمور قرابة 1.6 مليون طن، أى حوالى 18% من إجمالى الإنتاج العالمى البالغ 9 ملايين طن، ومصر الأولى بنسبة 23% على مستوى الإنتاج العربى من التمور، ما يجعل التمور بمثابة كنز مصر القادم، لذا اهتمت الدولة بالتمور والنخيل لزيادة الإنتاجية والتصدير، خصوصا أنه رغم المزايا التى تتمتع بها مصر فى هذا المجال فإن حجم صادراتنا لا يتجاوز 2.7% من إجمالى الإنتاج.. فكيف نجعل النخيل محصولا استراتيجيا ومصدرا للدخل القومى؟!

محصول استراتيجـى ..  ومصدر للدخل القومى

التمور من المحاصيل الاستراتيجية فى مصر، وقد بدأت الدولة فى اتخاذ خطوات حقيقية لجعل النخيل محصولا استراتيجيا ومصدرا للدخل القومي.. وتشير الإحصائيات إلى أن مصر تحتل المركز الأول عالميا فى إنتاج التمور، ورغم ذلك فحجم صادرات مصر لا يتجاوز 2.7% من إنتاجها.

الدكتور حامد الزعبلاوي، الأستاذ بقسم البساتين بكلية الزراعة ببنها،  يوضح أنه يتم التصدير من خلال 15 مليون نخلة معظمها فى محافظات االوادى الجديد، أسوان، الجيزة، الشرقية، البحيرة، دمياط، مطروح، وشمال سيناءب ويتم التصدير إلى 63 دولة تتقدمها إندونيسيا والمغرب وماليزيا وبنجلادش وتايلاند.

ويتابع: تنتج مصر 23 صنفا من التمور منها ما تؤكل ثمارها وهى طرية كالأمهات والزغلول والحيانى والسلمانى وبنت عيشة ومنها الأصناف نصف الجافة التى لا تؤكل إلا بعد تجفيفها أو تصنيعها وأشهرها السيوى والعجلاني.

ويضيف: رغم هذه الأرقام فإن هناك مشكلات كثيرة تواجه قطاع النخيل والتمور، من بينها قلة عدد الأصناف التجارية المزروعة من النخيل، ما يجعل إنتاجنا الذى يصل إلى 18% من إجمالى الإنتاج العالمى مهدر ويحتاج لعمليات تصنيعية لرفع القيمة المضافة، حيث يتم زراعة وإنتاج أصناف من التمور منخفضة السعر، ولا نزرع النخيل الذى ينتج أصناف تمور مرتفعة السعر، كما أن هناك نسبة كبيرة فى الفاقد بعد الحصاد، وصعوبة فى تسويق التمور، كما تفتقر مصر لفكرة إنشاء كيان (شركة متخصصة) يهتم بالنخلة كمشروع متكامل.

500 ألف طن.. عوائد مرتقبة

عوائد المشروع القومى لزراعة أشجار نخيل البلح فى مصر، كبيرة للغاية، وكذلك الحال بالنسبة إلى معدلات الإنتاجية المرتقبة، بخلاف فرص العمل المباشرة التى سيوفرها المشروع.

الدكتور عادل الغندور، عضو لجنة تطوير وتنمية قطاع النخيل بالوادى الجديد، يقول: العائد المرتقب من المشروع حال الانتهاء منه يبلغ نحو 2.1 مليار دولار سنويا، وإنتاجية المشروع تبلغ 500 ألف طن من التمور البرحى والمجدول سنويا، ويباع الطن بـ5000 دولار، ويسهم المشروع فى توفير 60 ألف فرصة عمل بأجور تبلغ 2 مليار جنيه سنويا.

وهناك خطة قومية طموحة بدأ العمل بها لزراعة 7 ملايين نخلة من صنف المجدول والبرحي، وبعض أنواع التمور التى دخلت حديثا لمصر ولها سوق عال ذو أسعار عالية، بواسطة القطاع الخاص وقطاع الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة، وشركة الريف المصرى فى مشروع االمليون ونصف المليون فدانب، لا سيما فى المناطق التى تروى بمياه جوفية عالية الملوحة، مثل واحة المغرة بالصحراء الغربية ومنطقة غرب المنيا.

وبدأ فعليا تنفيذ هذا المشروع القومى العملاق بواسطة جميع القطاعات الفاعلة فى هذا المجال، بزراعة هذه الأصناف فى أماكن مختلفة فى مصر، وتم تقييم الأصناف الجديدة، والأماكن المناسبة لزراعتها، كما تم الاتفاق وعمل عقود مع معامل زراعة متخصصة ثبت جودة منتجها، لزيادة إنتاج الفسائل الزراعية التى سيتم استخدامها فى المشروع.

وبدأ جهاز الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة فى زراعة 2.5 مليون نخلة من صنف المجدول، كما بدأ القطاع الخاص فى زراعة 2.5 مليون نخلة فى الوادى الجديد من نفس الصنف، والمتبقى حوالى مليونى نخلة سيتم زراعتها فى غرب المنيا وفى غرب وشرق النيل على مستوى الجمهورية وفى منطقة المغرة وتوشكى بواسطة الحكومة والقطاع الخاص.

ومن ضمن أهداف استراتيجية تطوير قطاع النخيل فى مصر التوسع فى زراعة الأصناف التصديرية المعروفة دوليا، إلى جانب تحسين جودة المنتجات القائمة من خلال تطبيق الممارسات الزراعية الجيدة فضلا عن تعظيم القيمة المضافة للأصناف المنتجة محليا، مثل الاستفادة من الأصناف الرطبة، التى تمثل ما يزيد عن 52% من إنتاج التمور فى مصر ويرتفع بها نسبة الفاقد فى إنتاج عجينة التمر والمربى، مع الاستفادة من الأصناف الجافة، والبذرة الجافة فى إنتاج مسحوق التمور المجفف كبديل للسكر.

الارتقاء بـاتمور الدرجة الثانيةب

يجرى حاليا تنفيذ مشروع بحثى ممول من أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا، يشارك به مركز تكنولوجيا الصناعات الغذائية بوزارة الصناعة ومعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية بوزارة الزراعة، لتعظيم القيمة المضافة لتمور الدرجة الثانية، وعمل خط إنتاج المسحوق، كما تم تجربة المسحوق بديلا للسكر بعدد من المنتجات مثل البسكويت والمخبوزات والحلاوة والمربى والعصائر.

كما سيتضمن المشروع توفير ثلاجات لتخزين 600 ألف طن بلح برجى على درجة حرارة صفر درجة مئوية لإطالة موسم التسويق داخلى وخارجى لضمان عائد مادى للمنتج والدولة، مع إنشاء المخازن المبردة والمجمدة، ومحطات التعبئة، نظرا للكميات الضخمة المتوقع إنتاجها والتى تصل إلى 300 ألف طن من صنف المجدول، مع تدريب العمالة والمزارعين والفنيين على المعاملات الزراعية الجيدة لنخيل البلح والمعدات اللازمة لعمليات زراعة النخيل، وزيادة المشاركة فى المعارض الدولية والمحلية، بطريقة فاعلة للتعريف بالإنتاج المصري، وجذب القطاع الخاص للمشاركة فى إنشاء محطات التعبئة والمصانع والثلاجات المطلوبة لتنفيذ المشروع.

مشروع قومى عملاق بشرق العوينات l أكبر مزرعة تمور فى العالم

فى الركن الجنوبى الغربى من الصحراء الغربية على بعد 500 كيلومتر من بحيرة ناصر، مشروع قومى عملاق وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى بتنفيذه بمنطقة شرق العوينات، والذى سيصبح أكبر مزرعة للتمور فى العالم.. وتمتاز هذه المنطقة بالتربة الغنية والخالية من الملوثات، ما يجعلها مثالية لزراعة أشجار النخيل، وقد تم بالفعل زراعة 19 ألف فدان من إجمالى المساحة المحددة بنسبة 45% من المستهدف.

ويأتى تنفيذ هذا المشروع العملاق فى إطار توقيع بروتوكول مشترك بين وزارة الزراعة وجهاز الخدمة الوطنية، لزراعة 8 أصناف من النخيل بالصحراء الغربية بالوادى الجديد وأسوان لزراعة أهم الأصناف التى تندرج ضمن أفخر أنواع التمور العربية الشهيرة فى العالم ومنها تمور البرجى والمجدول والصقعى والشيشى والنميشى والخلاص والسكرى والحوى.

ويجرى زراعة 60 نخلة بكل فدان من هذا النخيل المتميز ليصل إجمالى عدد النخيل فى هذه المساحة إلى 2.5 مليون نخلة لإنتاج التمور العربية المتميزة وذلك من خلال استيراد فسائل هذه الأصناف من السعودية والإمارات وأمريكا.

محطات التعبئة

ويستكمل جهاز الخدمة الوطنية إنشاء عدد من محطات التعبئة فى مناطق الإنتاج وإنشاء مصانع لتصنيع تمور الدرجة الثانية والتى لا يتم تصديرها بحالتها لتعظيم قيمتها المضافة وإدخالها فى منتجات صناعية متعددة.

ومن المتوقع أن تحقق المزرعة نتائج إيجابية بالنسبة لصناعة التمور والتى تعد من الصناعات الواعدة وزيادة عدد الأصناف التى تنتجها مصر بما يتلاءم مع متطلبات بعض الأسواق الخارجية، وسيكون هناك نوع جديد من الإنتاج لكن بجودة عالية وزيادة صادرات مصر السنوية من التمور، والأصناف التى يتم زراعتها عليها طلب خارجى كبير خاصة فى أوروبا وفرصة كبيرة لسد الفجوة فى الأسواق العالمية.

وتتضمن المزرعة أصنافاً معدلة وراثياً ومقاومة للآفات مع إيجاد صنف يلائم التصدير خاصة من حيث الأحجام والأصناف والأشكال، كما سيتم استنساخ أصناف نادرة فى هذه المزرعة وسوف تساعد فى زيادة عدد مصانع التمور داخل مصر حيث يبلغ عدد مصانع التمور القائمة 160 مصنعا، كما ستساعد فى تقدم مصر فى ترتيب الدول المصدرة للتمر حيث تحتل مصر المركز الثامن بين الدول المصدرة للتمور فى العالم.

وتستكمل محافظة الوادى الجديد، تنفيذ مبادرة الرئيس بزراعة 2 مليون نخلة على مستوى المحافظة، حيث تم تخصيص حوالى 200 ألف فدان تم توزيعها على المراكز، وتم تخصيص مساحات منها لصالح عدد من المستثمرين للبدء فى التنفيذ بمزايا وتسهيلات غير مسبوقة.. وجرى تخصيص 70 ألف فدان بزمام مركز الداخلة وتم الانتهاء من الرفع المساحى للأراضى المخصصة لتنفيذ المبادرة، فى مناطق: اقرية القلمون - قرية غرب الموهوب - طريق المطار بمدينة موط.

النخلة ب ٢.٥ مليون .. أصناف فاخرة

اهتمام القيادة السياسية بقطاع التمور وزراعة النخيل من خلال مبادرة زراعة 2.5 مليون نخلة من الأصناف الفاخرة يعتبر بمثابة الدعوة لإعادة الحياة لإنتاج التمور المصرية كمحصول استراتيجي.

ويوضح المهندس جمعة طوغان، استشارى هيئة تنمية الصعيد، أن تحقيق ذلك يتم من خلال تنفيذ خطة متكاملة لتنمية وتطوير قطاع النخيل ومزارعه وصناعة التمور لتشمل التوسع فى الزراعات المخططة والمميكنة، بجانب التوسع فى زراعات النخيل العضوية ومطابقة موصفات الجودة العالمية لمضاعفة الصادرات ورفع سعرها وفتح أسواق جديدة لها، بالإضافة لإقامة مصانع يمكن من خلالها إعادة تدوير مخلفات النخل حيث تنتج النخلة الواحدة 36.5 كجم من المنتجات الثانوية والتى يمكن استخدامها فى صناعة الأخشاب والأعلاف.

بجانب ضرورة التوسع فى عمل مزارع مليونية فى كل محافظة بهدف إحلال التمور من الأصناف الفاخرة محل الأصناف التقليدية  بما لا يقل عن 15 ألف فدان للمزرعة بهدف زراعة مليون نخلة لزيادة الأنواع المعروضة للتسويق داخليا وخارجيا من التمور نصف الجافة فهى الركيزة الأساسية لتطوير ثروة النخيل فى مصر وإدخال بعض الأصناف العالمية مثل المجدول والسكرى والخضري.. إلخ

كما يمكن أيضا إنتاج الإيثانول من تالف التمر كمصدر مستدام للطاقة والذى يتم استخدامه عالميا ، حيث ينتج الطن من التمور ما يقرب من 280 لتر من الإيثانول، وذلك بخلاف إنتاج سكر الجلوكوز والفركتوز الصناعى الخل والخميرة وثانى أكسيد الكربون والفيناس كسماد وغيرها من المنتجات، مع ضرورة عمل علامة تجارية مناسبة عالمياً للتمور المصرية وربط الأبحاث العلمية الخاصة بالتمور بالصناعة، وابتكار منتجات غذائية جديدة من التمور وتطبيق مخرجات البحث العلمى وبراءات الاختراع.

إن للنخيل مستقبلا تجاريا كبيرا عالميا وذلك لسببين الأول وهو عدم كفاية الغذاء المنتج عالمياً مع الزيادة المستمرة فى السكان خاصة فى الدول النامية التى يعانى الملايين بها سوء التغذية أو التى بها مجاعات، ما يتطلب توفير الغذاء الكافى مما يبعث على زيادة الطلب للتمور والتى يمكن أن تحقق الأمن الغذائى فالنخلة الواحدة تنتج ما بين 60 و250 كجم من التمور حسب الصنف.

أما السبب الثانى فيرجع لاحتواء التمر على مواد غذائية تفوق الأغذية الأخرى كالثمار والبذور وغيرها ولكونه مصدراً جيداً للطاقة يصل مقدار السكر فى الثمار الناضجة لـ80% ويتألف من سكر العنب وسكر الفاكهة وهى سكريات أحادية يمتصها الجسم مباشرة دون الحاجة لهضمها منتجة طاقة سريعة.. وهنا يقول الدكتور أمجد القاضى، مدير مركز تكنولوجيا الصناعات الغذائية والتصنيع الغذائى: إنه يتم حاليا إنتاج التمور ذات القيمة التسويقية المرتفعة والمطلوبة لدى الأسواق الدولية.

يــا طــالع النخـــل l أقدم المهن فى التاريخ وواحدة من أكثرها خطورة وإجهادًا

فى مثل هذا التوقيت من كل عام يصبح اسيد صابرب محور اهتمام أهالى مدينة االقرينب بمحافظة الشرقية، فالمدينة التى تشتهر بلقب اصاحبة المليون نخلةب قد حل عليها موسم جنى البلح، ولا موسم ولا فرحة بالحصاد بغير اعم سيدب، فالرجل ـ الذى بلغ العقد السابع من العمر - يعمل اطالع نخلب!

ولمن لا يعلم، فمهنة اطالع النخلب من أقدم المهن فى التاريخ وواحدة من أكثرها خطورة وإجهادًا، حيث يتسلق صاحبها ارتفاعات طويلة ضد الجاذبية الأرضية، وصاحب هذه المهنة - وهى مهنة موسمية - هو المسئول عن تلقيح النخل وحصاد البلح والتمر من على النخيل، ثم إعادة تنظيف النخل وتجهيزه للسنة المقبلة، وعادة ما يبدأ االموسمب بشهر يوليو ويستمر حتى نهاية سبتمبر.

عم سيد يعمل فى هذه المهنة منذ أكثر من ٥٠ عاما.. تعلمها وشرب أصولها من والده الذى ورثها هو الآخر عن أبيه، ومنها تعلم الصبر وقوة التحمل، حيث يتسلق النخيل بحركات رشيقة وخفة متناهية ليستقر أعلاها ساعات ويختفى بين اقنوهاب يسترق السمع وما يقوله الريح للنخيل ليدنو للأرض مبتسما وقد جنى ثمرها النضيد، حيث يميز الثمرة الحلوة بنظرة عين، ويقول: اأعرف البلحة المسكرة من شكل النخلة، لأننا من كثرة الشغل نعرف البلحة الحلوة من السيئة، البلحة المسكرة تلاقيها لونها جميل وأحمرب.

النخيل كالبشر!

ويتابع: االنخل عامل زى البنى آدم، فى نخلة طيبة شكلها حلو وجامدة وبلحها مسكر ولها سلالم سهل الواحد يطلعها، وتلاقيها كلها خير، وفى نخل تانى ناعم صعب جدًا نطلعه بالراحة عشان مانقعشب.

ما إن يفرغ اعم صابرب من تناول كوب الشاى االحِبرب على حد وصفه لضبط ادماغهب قبل أن يصعد النخلة يقرأ الفاتحة والمعوذتين وآية الكرسي، حماية له وصيانة، حتى لا يتأذى وهو فى الأعلى عندما يجد ثعابين قد تسكن أعالى النخيل، التى لا يجب عليه قتلها بل يقوم بإبعادها فقط لأن قتلها فى المعتقدات نذير شؤم لمالك النخلة وأهل بيته.

فى عمله يعتمد على أدوات مثل االشرخ والمطلاع واللجاحية والمشنة والحبلب.. والمطلاع هو حبل شديد عرضه لا يقل عن 15 سم يستخدمه فى تسلق النخلة يلتف حول جسمه وحول النخلة أثناء الصعود، اللجاحية هى شبه وسادة مبطنة رقيقة جدًا كى يقوم بإسناد ظهره عليها أثناء الطلوع ولا بد أن تكون متشابكة بالحبل، والشرخ هو البلطة التى يستخدمها فى تقطيع جريد النخل أو القنو، أما المشنة فهى الوعاء الذى يجنى فيه ثمار البلح الناضج..

كما أنه يجب أن يخلع االبُلغةب ويطلع حافى القدمين، وهذا فى حد ذاته ينطوى على الكثير من المخاطر، حيث قد تدخل االسلايةب وهى شوك النخلة أو حوافها الحادة فى قدمه، ولو كانت النخلة معوّجة لابد أن يصعدها بهدوء حتى لا تنكسر، كما أن حزام االلجاحيةب يكون ضاغطًا على الكلى فيتعبه.

وإذا كانت النخلة التى سيصعدها بين المنازل فإنه ينادى بصوت عال حتى ينبه ساكنى المنازل المجاورة لها، خاصة السيدات، بغلق النوافذ أو النزول من على الأسطح حتى لا يكشفهن..

هو يعشق المهنة رغم خطورتها ووقعة الشاطر بكسر فى العمود الفقري، وهو ما حدث له منذ عدة سنوات، حيث وقع من فوق النخلة وكسر عموده وظل عاجزا عن الحركة حتى أجرى عملية جراحية وبمجرد شفائه عاد لمزاولة مهنة اطلوع النخلب.

ويوضح: انظام الشغل يعتمد الدخل فيه على عدد النخلات التى أقوم بطلوعها، وأجرة طلوع النخلة الواحدة ٣٠ جنيها، وخلال اليوم الواحد أصعد حوالى 5 نخلات، وفى ذروة الموسم يصل معدل العمل إلى ١٥ نخلة، علما بأن كل نخلة تستغرق نصف ساعة عملب.

النخيــــل.. يضـــــرب بجــــذوره فـى التـاريخ المصـرى

حالة العشق والشغف بالنخيل يفسرها عماد الدين هلال، الباحث الشعبي: االنخيل يضرب بجذوره فى التاريخ المصرى والموروث الشعبي، حتى أن أهل الصعيد يطلقون على النخلة (العمة) أى أنها شبيهة بأخت الأب لحنوها وكرمها على أبناء أخواتها. والنخلة من أكثر الأشجار التى تدخل فى حياتنا اليومية، من خلال صناعات حرفية عديدة، وقد أثر النخيل فى الحياة اليومية للأهالى وموروثها الشعبي.ب

ولقد عرف المصريون القدماء أهمية النخيل، حيث تم استخدامه منذ عصر الأسرة الأولى، حيث استخدمت جذوع النخيل فى تشييد البيوت والحظائر وعمل الكبارى البدائية للمرور من على القنوات المائية، ولا زالت حتى الآن بعض القرى تستخدم تلك الطريقة.

كما تم استغلال سعف النخيل فى تصنيع السلال، والمقاطف، والأطباق، والصناديق، وغيرها، وتوجد تلك الصناعات إلى الآن، وتم استخدام اعراجينب النخيل بعد جمع البلح منها كمكانس للأرضيات وهى إلى الآن تستخدم أيضًا فى القرى، واستخدام الليف الخاص بالنخيل فى الاستحمام وصنع الشباك لجمع المحاصيل..الخ.

سيدة النخيل

وكانت النخلة محببة للإلهة احتحورب قديما، فقد كان يطلق عليها من ضمن ألقابها اسيدة نخيل البلحب، واستوحى منها الفنان الفرعونى شكل المسلة المصرية التى تغزو الفضاء، وكان يقدسها، وكانت بالنسبة له من أشجار الفردوس..

والنخلة فى الأديان السماوية لها مكانتها الخاصة، ففى اليهودية، تم ذكر النخيل فى التوراة حيث اعتبر التمر وعصارته االدبسب من الثمار السبعة الممتازة، وسميت العديد من بنات اليهود اتاماراب أى التمر والنخل معًا، لاعتقادهم أن صاحبة الاسم ستكون جميلة وممشوقة القوام تتمتع بالخصوبة مثل النخلة، وفى المسيحية، يعد الاحتفال بأحد السعف أو أحد الشعانين والذى يتم فيه صنع العديد من الأشكال من سعف النخيل، أما فى الإسلام فقد تم ذكر النخيل فى أكثر من عشرين آية قرآنية، كما تناولتها الكثير من الأحاديث النبوية..

لقد تم ذكر النخيل أو مشتقاته فى العديد الأمثال الشعبية والأغانى الشعبية التى كان يتغنى بها الفلاحون ومنها ايا نخلتين فى العلالى يا بلحهم دواب، وأغنية ايا طالع النخلة هات لى معاك بقرة تحلب وتسقينى بالمعلقة الصينيب..

ومن الأمثال الشهيرة التى ذكرت فيها النخلة: االله يديك عمر النخلةب وذلك لتمتع النخلة بالعمر الطويل، وكذلك افى الوش مرايا وفى القفا سلايةب، وكلمة سلاية فى العامية تعنى الأبرة والمثل يصف الشخص المنافق صاحب الوجهين، والسلاية هى إحدى شوك جريد النخل، وبهزى بلحك يا نخلةب وذلك علامة لسمع الأخبار الجيدة.

ألعاب الجريد

وهناك العديد من الألعاب تعتمد فى الأساس على جريد النخيل، ومن هذه الألعاب لعبة يستخدم فيها جريد النخيل تسمى االحكشةب، وهى تتشابه مع لعبة االهوكيب، حيث يستخدم جريد النخيل كعصاة لضرب الكرة الصغيرة.

أقرأ أيضأ l الزراعة: حملات إرشادية للمعمل المركزي للنخيل في 5 محافظات