انشقاقات في «إعلام الإرهابية».. إذا اختلف الإخوان ظهرت الدولارات

إعلام الإخوان
إعلام الإخوان

كتب: أشرف رمضان

«الإخوان» لا يقولون إلا كذبًا، يسخرون أذرعهم الإعلامية في للهجوم على مصر «وطنًا وحكومةً وشعبًا»، يحرضون على العنف، وارتكاب عمليات إرهابية من اغتيال شخصيات سياسية وشرطية وعسكرية وقضائية، وتخريب منشآت عامة، لكن الشعب المصري تصدى بقوة لهذه المخططات الإرهابية.. مؤخرًا بدأت الخلافات والصراعات على «كعكة التمويلات والدولارات» داخل المنظومة الإعلامية للجماعة، الأمر الذي نرصده في السطور التالية.  

«تراجع دور الإعلام الإخواني بشكل كبير في المرحلة الراهنة، وفقدّ تأثيره خصوصًا على البسطاء بعد أن كان يحظى بنسبة مشاهدة كبيرة في الفترة التي أعقبت اختطاف جماعة الإخوان الإرهابية ثورة يناير ٢٠١١».. هكذا يؤكد حسام أبو العلا، الباحث في شئون الحركات الإسلامية الذى يضيف: «ظل الإخوان يسعون بكل ما أوتي التنظيم الدولي للجماعة من قوة لفرض الهيمنة على الساحة السياسية والإعلامية، حتى حققوا حلم طال انتظارهم له عشرات الأعوام بالوصول إلى حكم مصر، وكانت ٢٠١٢ التي وصل فيها محمد مرسي لكرسي الرئيس الأسوأ  في تاريخ مصر، إذ كان الإعلام الإخواني يبطش بمعارضيه، وشاهدنا مهازل أعضاء الجماعة أمام مدينة الإنتاج الإعلامي بنصب الخيام، والتهديد المباشر باستهداف الإعلاميين الذين يفضحون مؤامراتهم».

يتابع «أبو العلا»: «بعد سقوط حكم الإخوان في ٢٠١٣ عقب ثورة شعب مصر العظيمة، هرب عدد من قيادات الجماعة الإرهابية إلى قطر وتركيا وبريطانيا وعدد من الدول الأوروبية، ورصد التنظيم الإخواني ملايين الدولارات لإطلاق قنوات فضائية ومواقع إلكترونية ومنصات إعلامية في الدول التي تحتضن قيادات الجماعة الهاربين، وركزت هذه المنظومة الإعلامية الإخوانية على تشويه أي إنجاز في مصر، وتصدير المشاعر السلبية والمزاعم بأن الإخوان تعرضوا لاضطهاد وظلم».

«أبو العلا» يقول ايضا : «نظرًا لضخامة المبالغ المرصودة من تنظيم الإخوان لهذه الشبكة الإعلامية الضخمة، بدأت الخلافات والصراعات على كعكة التمويلات والدولارات تطفو على السطح، ورأينا اتهامات متبادلة بين قيادات إخوانية حول شبهات تلقى تمويلات، والمشاكل على نصيب كل فرد، وكشفت تقارير عن وصول الخلافات بينهم داخل القنوات إلى تبادل السباب والتشابك بالأيدي في مشهد يعكس حقارة هؤلاء الأشخاص الذين يلهثون خلف المال، باعوا وطنهم مقابل الدولارات».

وعن الانشقاقات داخل صفوف إعلام الجماعة، يشير «أبو العلا» إلى أنه اتضح عمق هذه الصراعات واشتعالها على نحو كبير مع البدء في ظهور تسريبات عن انقسام التنظيم الدولي إلى جبهتين، «جبهة إسطنبول» بقيادة محمود حسين، و«جهة لندن بقيادة إبراهيم منير»، الإخوان تنظيم يجيد فن المراوغة والدعاية الكاذبة».

«دول معادية»
فيما يرى محمد فتحي الشريف، رئيس مركز العرب للأبحاث والدراسات، أن المتلقي في مصر أصبح واعيًا وعلى دراية بكل الأمور، خاصة بعد أن تعلم الدرس من أحداث يناير2011، التي لعبت فيها الشائعات والأخبار المزيفة دورًا كبيرًا في تأجيج المواقف وتهييج الشعب، إذ أشعلّت جماعة الإخوان الإرهابية مشهد يناير 2011، وسوّقت لنفسها بشكل كبير، ولكن الشعب المصري فطن ولديه وعي وثقة في المؤسسات، خاصة المؤسسة العسكرية التي نجحت بالتعاون مع الشعب في تفويت الفرصة على المتربصين».

«الشريف» يمضي قائلاً، إن إعلام جماعة الإخوان بعد 30 يونيو تم استقطابه من دول معادية لمصر بواسطة أجهزة استخبارات تلك الدول، وكانت هناك موجة شديدة ضد مصر وقيادتها السياسية من قبل إعلام الجماعة، لكن الشعب المصري كان أكثر وعيا عندما رفض كل دعوات هؤلاء الخونة، الذين تعمدوا النيل من الرموز والحديث عن السلبيات بمعاونة «خونة الداخل»، وهم أشد خطورة من «خونة الخارج»، فكانت المعلومات والفيديوهات المفبركة والأحاديث المتجزأة مادة هؤلاء المجرمين.

يتابع «الشريف»، أن ارتفاع الوعي لدى الشعب المصري «أكل مصداقية هؤلاء كما تأكل النار الحطب»، مؤكدًا أن كل المنابر الظلامية أصبحت خارج حسابات الشعب، فالجماعة تعيش الآن في عالم افتراضي وتتحدث عن أوهام.

اقرأ أيضًا

«الباز» عن مفتي الجمهورية: سجل لنفسه صفحة ناصعة في كتاب المصريين

«مستقبل الإعلام الإخواني»
مصطفى حمزة، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، يؤكد حدوث انشقاق في الإعلام الرسمي للجماعة، ولجوء عناصر التنظيم إلى إعلام بديل عبر السوشيال ميديا والتطبيقات الحديثة مثل «اليوتيوب والبال توك والتلجرام والكلاب هاوس»، مشيرًا إلى استمرار خطابات الصراعات السياسية والفكرية البينية بين قيادات التنظيم الإرهابي.

يتابع: «تركيز الخطاب الإعلامي للإخوان على الأزمات الداخلية للدولة المناهضة لهم، ومحاولة تضخيمها، واستغلال أحوال الشعوب المعيشية للوقيعة بينهم وحكوماتهم، مع استمرار خطاب الإعلام الإخواني في المظلومية التي اعتادها منذ 2013».

يوضح «حمزة» أن إعلام الإخوان يتعرض الآن لتهديدات شديدة في الداخل التركي، والتي دفعت بعض برامج الإخوان الرئيسية للاختفاء تمامًا، وربما تتعرض القنوات ذاتها للإغلاق مستقبلًا، مشيرًا إلى أن التنظيم الدولي للجماعة الإرهابية يسعى إلى فتح منافذ إعلامية جديدة في أوروبا مثل قناة «الحوار».

يؤكد «حمزة» أن الخطاب الإعلامي الإخواني، يركز على سلبيات الأنظمة والحكومات الرافضة لهم، وتضخيم إيجابيات الحكومات المؤيدة لهم، إعلام ساخط ناقد، يعتمد على الأكاذيب والفبركة وخلط الحقائق بالكذب، يحض على الكراهية، واللعب على الملف الحقوقي، ويفتقد الثبات في الأسس والمبادئ، إعلام غير مسئول ليس لديه مسئولية وطنية ولا دينية ولا إنسانية، إعلام انتقامي يسعى لتشويه الآخر وتصفية خصومه دون مراعاة شرف الخصومة. 

ويوصى «حمزة» بضرورة التواصل مع الغرب لكشف خطورة هذه الجماعة وأفكارها على القيم الغربية، وتدشين قنوات باللغات الأجنبية تناهض الخطاب الإخواني، وتكشف زيفه وكذبه وتناقضاته، وتشكيل لجان إلكترونية وطنية مناهضة لخطاب الإخوان الإعلامي، لمواجهة اللجان الإلكترونية للجماعة، واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المختلفة في مواجهة الإعلام الإخواني.