مد وجذر

مغامرة فى واحة الشروق

ريهام نبيل
ريهام نبيل

هتفت السيدة فى إحدى بناتها بلغة أمازيغية لم أفهمها، لكنى استنتجت معناها عندما أتت الفتاة مسرعة، لتخرجنى من تحت الرمال بسرعة قبل الوقت المحدد لي، أدركت السيدة بحكم خبرتها أن حالتى تستلزم التدخل السريع.

قبلها بأيام كنتُ قد قررت الدخول فى تحد جديد، وخوض تجربة مثيرة رغم تخوفى منها. لكن إصرارى جعلنى أتحدى قلقى وتوتري. الردْم فى رمال سيوة الساخنة خلال شمس صيفها الحارق ليس سهلا. فبمجرد أن لمست قدماى رمال (جبل الردم). زاد توتري، لكنى قررت التغلب عليه عندما تحملت الصدمة الأولى للنوم فى الرمال الساخنة بكامل قواي، شعرت بصعوبة فى التنفس.. لكننى عاندت نفسى وقررت الاستمرار.

سمعتُ عن تجربة الردم فى الرمال من صديقة مقربة لى سبق أن قامت بها.. ورغم القلق من خوض تجربة الطب البديل، إلا إننى عندما وصلت لمقر جبل الردم، وقابلت المسئول عنه «سنوسى الواحي»، تعامل مع توترى بسلاسة وابتسامة مطمئنة، وأكد على تواجد طبيب بصفة دائمة للتأكد من سلامة المقبلين على الردم. كلماته منحتنى شعورا بالأمان تأكد مع صيحات زوجته التى بدأت بها المقال.

بعيدا عن التجربة الشخصية تساءلت: لماذا لا تحظى السياحة العلاجية فى بلادنا بالترويج والاهتمام الكافي؟ فواحة بجمال سيوة تعد من أهم أماكن هذا النمط السياحي، بما وهبه الله لها من بحيرات الملح والعيون الكبريتية، وجبالها التى تملك قدرة سحرية على علاج العديد من الأمراض.

الدعوة إلى الترويج هى أبسط الحلول المنطقية، لكن الأهم هى الرؤية التى ينطلق منها التسويق، والأهم من وجهة نظرى هو ذلك الدفء الذى يشعر به من يخوض التجربة، فالعلاج يحتاج بالأساس إلى بث الطمأنينة فى قلوب من يقوم به..

وهو تحديدا ما أحسست به، حيث كان كل أفراد أسرة «سنوسى الواحي» يؤدون واجبهم بحب، وليس مجرد امتهان حرفة تدر عائدا عليهم.

وهذا الإحساس بالراحة النفسية الفريدة لا تقتصر على هذه العائلة، بل تمتد إلى كل أهالى سيوة، الذين تشعر من فرط أخلاقهم والطاقة الإيجابية التى يبثونها بداخلك أنك أمام كائنات كنت أظنها قد انقرضت، غير أنها لا تزال موجودة بالفعل فى واحة شروق المشاعر.