بعد صرخات عمر خيرت التحذيرية.. هل تندثر الموسيقى المصرية؟

عمر خيرت
عمر خيرت

هل تندثر الموسيقى المصرية، تحت وطأة حملات التغريب الغنائى السائدة عبر أغانى المهرجانات والراب وفنون الموسيقى الحديثة، خاصة أن هذه الأشكال الموسيقية مستوردة ويتم تمصيرها بشكل لا يمثل إضافة لمسار الموسيقى المصرية أو حفاظاً على هويتها، صرخة تحذير أطلقها الموسيقار عمر خيرت عبر الفضائيات، عبر فيها عن مخاوفه من كل هذه الأشكال الموسيقية المستوردة والتى يتم تمصيرها بشكل لا يمثل إضافة لمسار الموسيقى.

خيرت قال «أخشى على الموسيقى المصرية من ألا تكون موجودة فى حالة لم يكن هناك أشخاص أكاديميون يعملون بالتوازى مع الأشكال الموسيقية الجديدة، مثل المهرجانات، والراب، وهذا موجود بالعالم كله حيث يوجد روك وراب والأوبرا، الخوف من ألا نجد سوى تلك الموسيقى الحديثة، خصوصا أن الفن الجيد موجود وغير الجيد كذلك، إنما لا يمكن أن تمنع أى شخص يرغب فى أن يقدم فناً ولا يصح إلا الصحيح، وفى النهاية ما يستمر هو الفن الجيد، وواصل قائلا: «أتذكر أنه فى المدارس التى درست بها كان بها غرفة للموسيقى ومسرح، وكانت مدرسة حكومية وتملك فرقة موسيقية وتم قبولى للموهبة الموسيقية التى أملكها وكنت أدرس بها إلى جانب دراستى فى الكونسرفتوار، وكان الاهتمام بتعلم الموسيقى كبيراً».

تابع خيرت، إن موسيقى الراب فى مصر مأخوذة من الغرب، وهنا هى نفس الأغانى لكن باللغة العربية ولا يمكن المنع لتلك الأغانى وغيرها والمهم الاستمرارية، لكن المطلوب والأصعب هو إطلاق لون غنائى يعبر عن مصر أكثر من تمصير الأغاني، وحتى يستطيع الفنان إطلاق الأغانى المعبرة عن مصر، ذلك يتطلب الدراسة فى الكونسرفتوار ودراسة للموسيقى العالمية، والأكاديمية وتضع شخصيتك بعد دراسة الهارمونى والموسيقى العالمية لتجد لنفسك شكلا

الموسيقار حلمى بكر، يرى أن الموسيقار عمر خيرت يقوم بمجهود كبير، ووصفه بأنه «ينتحر» لينتقل بنا إلى العالمية وأن الموسيقى الشرقية تندثر يوميا تحت سمع وبصر المسئولين، وأن الأغانى الهابطة مثل الحشرات فى الزراعة وأن المهرجانات هى فرع من الشجرة وأن الموسيقى هى الشجرة الأساسية..  وأوضح أن الموسيقى المسماة بـ«الراب» لها مفهوم أمريكى ولها قواعد ولكن هذه القواعد لا تمثل فى مصر بطريقة صحيحة.

أضاف أننا نضع يوميا بإرادتنا لبنة فى اندثار الموسيقى وأن نقابة المهن الموسيقية هى السبب فيما يحدث الآن فى مصر، ويرى أن الجمهور وتهافت فئة كبيرة منهم على سماع تلك الأغانى التى وصفها بـ«الهابطة» يعتبر جزءاً أساسياً من المشكلة، وأنه إذا أردنا أن نحد مما يحدث يجب على الجمهور أيضا أن يفيقوا لأنفسهم، وأوضح أيضا أن الفن هو إبداع وتميز وأن هذا الإبداع لا يصدر من أشخاص جهلة مثل هؤلاء وأن من سيدفع ثمن من نسمعه ونشجعه هم أطفالنا «شباب المستقبل» وأن هذا الجيل سيحصد شر الحصاد بسبب ما يسمعه ويردده ويؤمن به من أشخاص لا يقدمون فناً بل يقدمون جهلا وتخلفا واضمحلالا، ويرى أننا مهما بذلنا هذه الفترة لن يكون كافيا لردع الجهل الذى انتشر هذه الفترة وأننا يجب علينا أن نكثف من جهودنا تلك الفترة.

الموسيقار هانى مهنا له رأى آخر، حيث يرى أن المهرجانات ليست كلها سيئة، وأن هناك بعضاً من مؤدى تلك المهرجانات وصناعها هم نجوم حقيقيون ويقدمون فناً لا بأس به، كما يرى أن الأمر لا يدعو إلى القلق لأن مصر ولادة وأنجبت الكثير من أعلام الموسيقى فى الوطن العربى والشرق الأوسط، وأنهم بصدد الإنتاج لمجموعة جديدة من الشباب الموهوبة، ويرى أن هذه نظرة سوداوية مأساوية للغاية وأن الخطأ هنا أننا أهملنا تعليم أولادنا للموسيقى فى المدارس مطالباً وزير التعليم الجديد بالاهتمام بمادة «التربية الموسيقية» بالمدارس.

اقرأ أيضًا

عمر خيرت على المسرح الكبير بدار الأوبرا اليوم

الشاعر الغنائى إيهاب عبده، يقول إن حديث الموسيقار الكبير عمرو خيرت ليس صحيحاً بنسبة مائة فى المائة، لكنه اتفق معه فى أن الفترة الأخيرة طغت أغانى المهرجانات والراب وذاع صيتها بكثرة وازدادت جماهيرية مؤديها لعدة أسباب من أهمها أن المزيكا والموسيقى التى نصنعها من فترة لا تجديد فيها، وهذا أحدث حالة ملل عند الجمهور.

فبدأوا البحث عن نوع جديد من الموسيقى غريب على آذانهم، كما بدأ المنتجون بالبحث عن الحلقة المفقودة فأظهروا بعض المؤدين بأسلوب حياة وملابس جديدة تجذب لهم الجمهور.