خبير يطالب باستنساخ أشهر الآثار المصرية المنهوبة وعرضها بمتحف الحضارة

 أشهر الآثار المصرية
أشهر الآثار المصرية

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، أن مصر تمتلك أكبر مصنع للمستنسخات الأثرية فى العالم لاستنساخ الآثار طبق الأصل مع حقوق ملكية فكرية لمصر عن استنساخ هذه الآثار .

وفى إطار احتفالات مصر بمرور 200 عام على فك رموز حجر رشيد وتصاعد الصيحات بحملة شعبية للمطالبة الرسمية والشعبية بعودة الحجر، طالب «ريحان» بانتهاز فرصة هذه الاحتفالية وكشف تفاصيل أهم الآثار المصرية المنهوبة بالخارج وكيفية خروجها وأحقية مصر فى عودتها ووسائل المطالبة باستردادها وذلك بقيام مصنع المستنسخات الأثرية بعمل مستنسخات من أشهر القطع وعرضها بمعلومات كافية لرواد متحف الحضارة واستخدام التكنولوجيا الحديثة بعرض معلومات كاملة عن كل أثر منذ اكتشافه حتى خروجه لتكون متاحة للإعلام المحلى والدولى للحديث عنها وكشف تغاضى المجتمع الدولى عن إدراج التراث المادى ضمن اتفاقية الملكية الفكرية الدولية وهى من العوائق الأساسية فى عودة الآثار المنهوبة كما أن الاتفاقات الدولية الخاصة باستعادة الآثار تشوبها الكثير من العيوب ومنها اتفاقية اليونسكو 1970 التى صادقت عليها باريس عام 1997 ووقعت عليها 143 دولة منها مصر وهى النص القانونى الدولى الوحيد لمكافحة الاتجار غير المشروع بالتحف الفنية والمنظم لآلية عودة القطع الفنية التى تم الحصول عليها بشكل غير شرعى إلى بلادها الأصلية والتى تمنع الدول من المطالبة بالآثار التى نهبت قبل عام 1970 وقد خرجت أشهر الآثار المصرية قبل هذا التاريخ .

وأشار الدكتور ريحان إلى أشهر المتاحف التى تمتلك آثارًا مصرية ومنها متحف اللوفر والمتحف البريطانى ومتحف الأرميتاج بروسيا ومتحف بوشكين فى موسكو ومتحف برلين  وتورونتو ومتحف المتروبوليتان فى نيويورك وغيرها.

وأردف بضرورة  قيام المصنع بعمل مستنسخات رأس نفرتيتى المعروض بمتحف برلين بألمانيا وحجر رشيد بالمتحف البريطانى والمصنع قادر على صنعه ولسنا فى حاجة لإهدائه من أحد علاوة على تمثال حم - ايونو - مخترع التقنية الهندسية لهرم خوفو - بمتحف "بيلديزيس" بمدينة هيالديز هايم بألمانيا وقناع الأميرة كا نفر وهو القناع المعروض في متحف لويزانا الأمريكية والزودياك الدائرى لمعبد دندرة ومخطوط التوراة اليونانية المعروفة باسم (كودكس سيناتيكوس)  الموجود حالياً بالمتحف البريطانى والعهدة النبوية الموجودة بتركيا 

وبخصوص رأس نفرتيتى بمتحف برلين ينوه الدكتور ريحان إلى عثور عالم الآثار الألمانى لودفيج بورخاردت وفريقه الأثرى على تمثال نفرتيتى في السادس من ديسمبر عام 1912 فى ورشة "أتيليه" الفنان الملكى تحتمس بمنطقة تل العمارنة بمحافظة المنيا - جنوب القاهرة - والذى كان من أهم فنانى عصر العمارنة والملك إخناتون الذى حكم من  1353 إلى 1336ق.م.
ومن خلال جميع التقارير الخاصة بالحفائر آنذاك فإن بورخاردت كان يدرك مدى الأهمية الفنية والتاريخية لتمثال نفرتيتى بمجرد اكتشافها وقام بإخراجها من مصر عام 1913 بالمخالفة لعملية اقتسام الآثار المتشابهة آنذاك.

وقد ذكر عالم المصريات الدكتور زاهى حواس وزير الآثار الأسبق أن تمثال رأس نفرتيتى خرج من مصر وقت اكتشافه بواسطة التدليس والتمويه على يد العالم الألمانى بورخارت عندما كتب فى بيان البروتوكول ومذكرة الحفائر الخاصة باقتسام الآثار المكتشفة أن تمثال رأس نفرتيتى مصنوع من الجبس ويعود لأميرة ملكية وأكد الدكتور حواس أن بورخارت كان يعرف جيدًا أن التمثال مصنوع من الحجر الجيرى لكنه تعمد التمويه بهدف حصول ألمانيا على التمثال الذى يجتذب حاليًا أكثر من مليون مشاهد سنويًا.

ويوضح الدكتور ريحان أن المطالبات بعودة رأس نفرتيتى بدأت منذ عهد الملك فاروق الأول ملك مصر والسودان بمذكرة رسمية بتاريخ 14 أبريل 1946 إلى مجلس قيادة الحلفاء يطلب فيها استعادة تمثال نفرتيتى، وأرسلت الحكومة المصرية طلبًا مماثلًا عبر السفير المصرى بالولايات المتحدة لوزارة الخارجية الأمريكية فى الحادى والعشرين من فبراير 1947 وتلقت الحكومة المصرية ردًا فى الثامن من مارس 1947 من مجلس قيادة الحلفاء بأنه ليس لديهم السلطة لاتخاذ مثل هذا القرار.

وما بعد ثورة 23 يوليو المجيدة أرسل الدكتور زاهى حواس أمين عام المجلس الأعلي للآثار الأسبق ثلاثة خطابات رسمية لنقلها إلى الحكومة والسلطات الألمانية المختصة يطالب فيها باستعادة تمثال رأس نفرتيتى المعروض بمتحف برلين بألمانيا، واستند إلى المادة 13 ـ ب من اتفاقية اليونسكو عام 1970 الخاصة بمنع وتحريم الاستيراد والتصدير والنقل غير القانونى للممتلكات الثقافية، وهي المادة التى تطالب جميع أطراف الاتفاقية بضمان التعاون فى تسهيل استرداد الممتلكات لأصحابها الأصليين فى أسرع وقت ممكن
وكان الرد الرسمى الألمانى على طلب الدكتور زاهى حواس باستعادة تمثال رأس نفرتيتى هو رفض وزير الدولة الألمانى للشئون الثقافية بيرند نويمان إعادة أو حتى مجرد إعارة التمثال النصفى للملكة الفرعونية نفرتيتى لمصر مبررًا الرفض حفاظًا على التمثال
ويتابع الدكتور ريحان أن آثارنا المنهوبة بالخارج تتضمن تمثال المهندس المصرى القديم حم - ايونو - مخترع التكنيك الهندسى لهرم خوفو بمتحف "بيلديزيس" بمدينة هيالديز هايم بألمانيا، وهو تمثال جالس  منحوت من قطعة واحدة من الحجر الجيرى الأبيض ارتفاعه  5ر155 سم وقد كشف عن التمثال بعثة آثار ألمانية  فى مقبرة بمنطقة الجيزة تعرف باسم "ج 4000" بجوار الأهرامات وهى قطعة فنية نادرة بحجم الإنسان الطبيعى خرج من مصر عام 1912طبقًا لنظام القسمة الذى كان متبعًا قبل عام 1983.

وقناع جنائزى لسيدة تدعى "كانفر نفر" يعود تاريخه إلى عام 3500 قبل الميلاد، ويعود للأسرة 19، اكتشفه الدكتور زكريا غنيم عام 1952 فى منطقة المجموعة الهرمية للملك سخم خت بسقارة، ومسجل فى سجلات سقارة بتاريخ 26 فبراير 1952 فى سجل 6 برقم 6119، وقد سرق من مخازن سقارة ومعروض الآن فى متحف سانت لويس للفنون فى أمريكا، وادعى المتحف أنه اشتراه من تاجر آثار بصورة قانونية عام 1988 بملبغ 500 ألف دولار، بعد أن اشتراه التاجر من زكريا غنيم الذى كانت السلطات المصرية قد أهدته القناع، بينما تحقيقات الحكومة أوضحت أن القناع مسروق، وأنه خرج من مصر ما بين عامى 1966 و1973 بطريقة غير شرعية فى اعتراف وسند بأحقية مصر بالقناع.

والزودياك الدائرى لمعبد دندرة " دائرة الأبراج السماوية" وكان منقوشًا على سقف حجرة بالمعبد  وانتزعه الفرنسى سابستيان لويس سولينيه وكان أحد أبناء عضو مجلس النواب الفرنسى آنذاك ونقله إلى باريس بحجة اكتشاف الجنرال "ديزيه»" له  أثناء الحملة الفرنسية على مصر  وبالتالى فقد اعتبروه أثرًا فرنسيًا مرتكبين جريمتين تشويه المعبد وسرقة  الزودياك .

ويشير الدكتور ريحان إلى تقدمه رسميًا بمذكرة علمية وافية واستيفاء الجوانب القانونية  عام 2012 إلى المجلس الأعلى للآثار بشأن طلب استعادة مخطوط التوراة اليونانية المعروفة باسم (كودكس سيناتيكوس) أقدم نسخة خطية غير تامة من التوراة اليونانية ويعود إلى القرن الرابع الميلادى والموجود حالياً بالمتحف البريطانى وجزء منه بمكتبة جامعة ليبزج بألمانيا، ويوجد بمتحف دير سانت كاترين حاليًا خطاب تعهد من قنسطنطين تشيندروف بإعادة هذا المخطوط السينائي إلى دير طور سيناء بتاريخ 16 و28 سبتمبر 1859م معروض بقاعة العرض المتحفي داخل الدير، وكذلك قرار مجمع آباء دير طور سيناء المقدس بتاريخ 16 و28 سبتمبر 1859م، بشأن الإعارة المؤقتة للمخطوط السينائي بعد تقديم خطاب ضمان من أ. لوبانوف وخطاب تعهد من قنسطنطين تشيندروف بإعادة المخطوط.

كما تقدم رسميًا بمذكرة علمية وافية واستيفاء الجوانب القانونية  عام 2012 إلى المجلس الأعلى للآثار بشأن طلب استعادة أصل العهدة النبوية المحفوظ صورة منها بدير سانت كاترين، وهى العهدة النبوية الذى أعطاها رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) عهد أمان للمسيحيين يؤمنهم فيه على أرواحهم وأموالهم وكنائسهم يعرف بالعهدة النبوية والمحفوظ بمكتبة دير سانت كاترين صورة منه بعد أن أخذ السلطان سليم الأول النسخة الأصلية عند دخوله إلى مصر 1517م وحملها إلى الأستانة وترك لرهبان الدير صورة معتمدة من هذا العهد مع ترجمتها للتركية.


اقرأ أيضا | «خبير أثري يوضح سر إهداء بريطانيا مستنسخ «حجر رشيد» لمتحف الحضارة »