عاجل جداً

الزواج.. بعيدا عن المفروض واللازم!!

غادة زين العابدين
غادة زين العابدين

فعلا هى حملة ممنهجة مغرضة تستهدف الأسرة..

ولكن ما أزعجنى حقا،هو انسياق بعض رجال الدين وراءها ومشاركتهم بدون وعى فى الجدل العقيم، وتحويل حكمة الزواج ، من مودة ورحمة، إلى قضية صراع بين الرجل والمرأة، الزوجة ملزمة بإيه ، وواجباتها إيه، ومفروض عليها إيه،وتعمله بأجر وإلا بدون أجر، وتعمله بالرضا والحب، وإلا بالسمع والطاعة، بل إن بعضهم أقحم نفسه فى توزيع المهام والمسئوليات داخل البيت ، الزوج يساعد زوجته فى أعمال المنزل، وإلا ملزم بأجر خادم ، والزوجة العاملة تسهم فى مصاريف البيت، أم تحتفظ براتبها لنفسها، أم تصرف على زوجها وتعتبرها صدقة جارية- كما أفتى أحد رجال الدين.

غرقنا للأسف فى فتاوى المفروض والواجب واللازم، وتركنا المنهج الإلهى الحكيم، الذى لخّص الزواج بمنتهى الإعجاز ،فى ٣ كلمات هى: السكن والمودة والرحمة، وهى الأسس التى تحكم كل بيت وفقا لظروفه.

فلا يوجد ثوابت ومعايير دقيقة يجب تعميمها ، فكل أسرة لها ظروفها، ومفيش بيت زى التانى،ويكفى أن يحاسب كل طرف ضميره ،ليكتشف بنفسه إن كان يراعى مسئولياته فى إطار المودة والرحمة، أم يظلم الطرف الثانى ، ويجور على حقوقه.

.وكما قالت دكتورة إلهام شاهين الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية لشئون الواعظات: «إذا كان الرجل واجبا عليه العمل وتوفير مصروفات المنزل يكون واجبا على الزوجة الاهتمام بالأعمال المنزلية، ولكن مع مشاركة المرأة فى الأعباء المالية يجب على الزوج مشاركة المرأة فى الأعمال المنزلية».

يعنى ببساطة، لو الزوج «شقيان» وحده برة البيت، لازم الزوجة تشقى داخل البيت،ولو متفقين يشتغلوا ويتقاسموا المسئولية والميزانية، يبقى أكيد هيشيلوا بعض جوة البيت، ولو مقتدرين، هيجيبوا حد يساعدهم فى شغل البيت، ولو ظروفهم صعبة هيشيلوا العبء لوحدهم.
الموضوع ببساطة، إن العطاء والحب والتقدير ، لابد أن يقابله عطاء وحب وتقدير من الطرف الثانى،ولو محصلش ، يبقى فيه حاجة غلط، والمعايير هتختل، والبيت ممكن يتهد، ولازم وقتها كل طرف يراجع نفسه.

هذه المعايير بديهية ، معروفة ، مش محتاجة فتوى من رجل دين، ولا تنظير من خبير التنمية البشرية،ولا مدرب الحياة ،ولا كوتش السعادة!!

السكن والمودة والرحمة التى وضعها الله أسسا للزواج، ممكن تحل كل المشاكل الزوجية، بعيدا عن المفروض والواجب واللازم.