أتاح رئيس المعارضة بنيامين نتانياهو لنفسه اللعب بكافة الأوراق لإحراز فوز فى الانتخابات المرتقبة؛ فحتى «عرب 48»، الذين كانوا أكثر تمسكًا بالائتلاف المنحل، للحيلولة دون عودة نتانياهو على رأس هرم السلطة، عاد رئيس حزب «الليكود» إلى مغازلتهم مجددًا، وتناسى تحذيره فى الحملة السابقة من ارتفاع نسبة تصويتهم.
وتخليه بشكل صارخ عن وعودٍ بتحقيق مطالب الوسط العربي. وفيما وُصف بالرغبة - حتى ولو كانت يائسة - فى مصالحة الناخب العربي، دشَّن نتانياهو حسابًا باللغة العربية على موقع التواصل الاجتماعى «انستجرام»، حاول من خلاله دغدغة مشاعر جمهور الناخبين العرب، ودعاهم إلى ما أسماه بـ«فرصة الانفتاح على عهد جديد فى العلاقات بين اليهود والعرب».
وهى العبارة «المعلَّبة» ذاتها التى استخدمها فى دعوات مماثلة فى حسابه باللغة العربية أيضًا على «تويتر». دفء العلاقة الذى حاول نتانياهو تصديره إلى ناخبى الوسط العربي، أثار أجواءً من السخرية لدى الدوائر السياسية الإسرائيلية، لاسيما الأحزاب المنافسة، وجاء فى طليعتها حزب «إسرائيل بيتنا»، الذى أطلق رئيسه أفيجدور ليبرمان لقب «أبو يائير» على نتانياهو.
وكتب «تغريدة» فى حسابه على «تويتر» تحمل هذا المعنى: «نتانياهوOUT أبو يائير IN».فى سبيل زيادة رصيده فى صناديق الاقتراع، لم يكترث نتانياهو بالانتقادات أو حملات السخرية، وواصل ابتكار أدوات جديدة لتحقيق الهدف.
ومن بينها «كابينة زجاجية مصفَّحة»، جاب بها شوارع وميادين إسرائيل لمخاطبة ود الناخبين، وركز فى جولاته على الأحياء العربية، رغم استقباله و«كابينته» بصورة غير لائقة لم يكن يتوقعها، حسب وصف صحيفة «معاريف».
وفى محاولة لتبرير لجوئه إلى تلك الآلية المبتكرة، كتب نتانياهو بأسلوب ناعم فى حسابه على «تويتر»: «أنا ملزم باتباع توصيات الدوائر الأمنية، لكن أى زجاج مصفَّح لن يعزل قلبى عن قلوبكم.. أحبكم»!
اقرأ ايضا | نتنياهو: استعجلت بكتابة مذكراتي خوفا من أن أموت بكورونا
