​ضحايا 11 سبتمبر من الأطفال .. آلام لا تمحوها مرور السنوات

ضحايا 11 سبتمبر من الأطفال
ضحايا 11 سبتمبر من الأطفال

تحل اليوم الذكري 21 على هجمات 11 سبتمبر 2001، والتى راح ضحيتها  2977 شخصا فى مدينة نيويورك وواشنطن العاصمة، وخارج شانكسفيل بولاية بنسلفانيا، ذلك اليوم الذي لن ينساه العالم والذي كان يعد أكبر هجوم تتعرض له الولايات المتحدة في تاريخها وأسقط أكبر عدد من الضحايا على أرضها.

عاشت مدينة نيويورك ساعات عصيبة نتيجة تعرضها للهجوم الأعنف في تاريخها، والذي أودى بحياة ما يقارب الـ3000 شخص إضافة إلى إصابة الآلاف بالحروق والاختناق وتأثر المئات بالغبار وغازات الانفجار والتي أدت فيما بعد إلى إصابتهم بأمراض السرطان والتشوهات.

ومهما كانت الدوافع لارتكاب هذا العمل، ومهما كان رد فعل الولايات المتحدة، فآلاف المدنيين الذين لقوا حتفهم لا ذنب لهم، سوى أنهم مواطنون يعيشون على تلك الأرض، وتحكمهم حكومات اقترفت أخطاء عديدة تجاه العالم وتسببت في حروب، إلا أن من دفع ثمن سياستها كان شعبها.

الأكثر مأساوية هو أن أحداث 11 سبتمبر لم تفرق بين مسن أو مدني أو امرأة أو طفل ولا بين المسيحي والمسلم والملحد، فبكل آسف دفع العشرات من الأطفال حياتهم في تلك الأحداث دون دراية منهم بشيء ولا ذنب لهم.

آسيا كوتوم:

فتاة صغيرة عمرها 11 عاما من مدينة واشنطن، تلميذة كانت لتوها منتقلة للصف السادس في مدرسة جديدة، تم اختيارها للقيام برحلة دراسية مع معلمتها إلى كاليفورنيا للمشاركة في مؤتمر للبيئة.

كانت الفتاة الصغيرة ومعلمتها سارة كلارك ضمن ركاب طائرة الخطوط الجوية الأمريكية رحلة رقم 77، في رحلة تستغرق أربعة أيام.

تعرضت الطائرة رقم 77، للاختطاف وكانت ثالث طائرة تختطف ضمن هجمات 11 سبتمبر، ليتم إسقاطها عمدا على مبنى البنتاجون، ويلقى جميع راكبيها مصرعهم.

عرفت آسيا بكونها طفلة طيبة القلب، محبة للدراسة والإطلاع والسفر، كانت تساعد زملائها في المدرسة وتشرح لهم ما يواجههم من صعوبات في الدروس، وصفها جيرانها بأنها كانت دوما مبتسمة ومرحة، وقد نعاها زملائها بالمدرسة وودعوها في مشهد مؤثر.

رودني ديكنز:

تلميذ صغير عمره 11 عاما، من مدينة واشنطن، وفي الصف السادس.

كان ضمن ركاب طائرة رقم 77 برفقة أحد معلميه، والتس سقطت على مبنى البنتاجون، لتنتهي حياة التلميذ الصغير الذي كان يتوسط شقيقين آخرين.

وكان محبا لألعاب الكمبيوتر والقراءة ومشاهدة المصارعة.

برنارد براون:

كان زميلا لديكنز وفي نفس عمره ولكن من مدرسة مختلفة، كان برفقة أحد معلميه ومتوجها لكاليفورنيا من أجل الرحلة الميدانية.

زوي ودانا فالكنبرج:

ربما تكون قصتهم الأكثر مأساوية، ليس لصغر سنهم فحسب ولكن لأن الطفلتين لقيتا مصرعهما برفقة أمهما ووالدهما.

كانت الطفلتين من ضمن ركاب الرحلة 77 برفقة والدتهم ووالدهم في طريقهم للوس أنجلوس، ثم الاستعداد للسفر إلى أستراليا بسبب ظروف عمل الأم، ولكن القدر لم يمهلهم.

كانت الطفلتين، زوي 8 أعوام ودانا 3 أعوام، هادئتين ومحبوبتين من الجميع.

فزوي كانت تلعب الباليه والسباحة، وضمن فريق الكشافة ومحبوبة من معلماتها بالمدرسة، أما شقيقتها الصغيرة فكانت دوما مبتسمة ومصدر بهجة لأسرتها.

جوليانا ماككورت:

كانت جوليانا ذات الـ4 أعوام، على متن الطائرة رقم 175 والتي اصطدمت بإحدى أبراج مركز التجارة العالمي، كانت برفقة والدتها التي اتفقت مع إحدى صديقاتها بمقابلتها في لوس أنجلوس من أجل اصطحاب جوليانا إلى مدينة ديزني لاند.

ولكن ما حدث أن الطائرة التي كانت على متنها صديقة الأم كانت واحدة من الطائرات التي اصطدمت بأحد أبراج مركز التجارة العالمي، وبعدها بمدة قصيرة لقت جوليانا ووالدتها نفس المصير حين اصطدمت طائرتهم بالبرج الآخر.

من مفارقات القدر أن خال الطفلة جوليانا كان بداخل مركز التجارة العالمي ولكنه تمكن من الهروب من جحيم تلك الأحداث والنزول إلى الشارع سالما.

ديفيد كامبو:

كان ديفيد كامبو 3 أعوام، على متن طائرة رقم 175 في طريق عودته للوس أنجلوس برفقة والده بالتبني، وذلك بعد قيامهم بزيارة أحد الأصدقاء، ولكنه لقى مصرعه بعد ارتطام الطائرة بأحد الأبراج.

كريستين هانسون:

أصغر ضحايا أحداث الـ11 سبتمبر، لقت مصرعها وهي في الثانية من عمرها فقط.

كانت ضمن ركاب الطائرة رقم 175، برفقة والديها الذين كانوا بصدد زيارة كاليفورنيا لرؤية أقاربهم كما خططوا لاصطحاب كريستين إلى الديزني لاند.

"جنين" رحمة سالي:

رحمة سالي، إمرأة مسلمة كانت ضمن ركاب إحدى الطائرات التي ارتطمت ببرج مركز التجارة العالمي.

كانت رحمة برفقة زوجها، وجنينها في شهره الثامن، إلا أنه لم يكتب له أن يرى الحياة فغادرها قبل أن يراها، ولقى مصرعه مع والديه.

كان هؤلاء الأطفال هم أشهر من ذهبوا ضحايا لتلك الأحداث، دفعوا حياتهم ثمنا لسياسة بلادهم، كانوا لا يرون شىء من الحياة سوى اللعب والمرح والضحك والدراسة، كان المستقبل أمامهم، ولكن يد الإرهاب الملوثة كانت ورائهم، فقطعت طريقهم وقضت على طموحهم.