السعى للتنمية المتمحورة حول الشعب وانتهاج الطريق المستقيم للتعاون القائم على الفوز المشترك

لياو ليتشيانغ سفير الصين بالقاهرة
لياو ليتشيانغ سفير الصين بالقاهرة

بقلم: السفير الصينى بالقاهرة لياو ليتشيانغ
فى السنوات الأخيرة، يواجه الاقتصاد العالمى رياحًا معاكسةً، حيث واجهت عملية الانتعاش تحديات متعددة، كما دخل الاقتصاد الصينى إلى وضعه الطبيعى الجديد. فى مواجهة مشاكل النمو، طرح الرئيس الصينى شى جينبينغ سلسلة من المفاهيم الجديدة والأفكار الجديدة والاستراتيجيات الجديدة حول طبيعة التنمية التى يجب تحقيقها وكيفية تطويرها،وقيادة الاقتصاد الصينى خلال عقد استثنائى ماضى.


تعتبر الأفكار الاقتصادية لشى جينبينغ هى المبدأ الأساسى للتنمية الاقتصادية للصين فى العصر الجديد.

تشمل الأفكار بشكل أساسى ما يلي: تعزيز القيادة الشاملة للحزب الشيوعى الصينى على العمل الاقتصادى، والتركيز على الشعب، والالتزام بمفاهيم التنمية الجديدة، وبناء نمط تنمية جديد، وتشجيع التنمية عالية الجودة فى مرحلة التنمية الجديدة، والتزام وتحسين النظام الاقتصادى الاشتراكى الأساسى، وتخطيط وتنفيذ استراتيجية التنمية الوطنية الرئيسية، والالتزام بالتنمية المدفوعة بالابتكار، وتطوير قطاع التصنيع والاقتصاد الحقيقى بقوة، وتوسيع الانفتاح بشكل شامل، والتخطيط الموحد بين التنمية والأمن، والالتزام باستراتيجيات وأساليب العمل الصحيحة. تؤكد الأفكار على أن التنمية من أجل الشعب، والتنمية تعتمد على الشعب، وثمار التنمية يتقاسمها الشعب، مما يدل على توجه القيم الأساسية تتمثل فى وضع الشعب فى المقام الأول.


حققت التنمية الاقتصادية الصينية إنجازات تاريخية بفضل إرشاد هذه الأفكار. ارتفع إجمالى الناتج المحلى الصينى من 53.9 تريليون يوان فى عام 2012 إلى 114.4 تريليون يوان فى عام 2021، وشهدت نسبتها فى الاقتصاد العالمى توسعًا من 11.3٪ إلى أكثر من 18٪، وسجل نصيب الفرد من الناتج المحلى الإجمالى نموًا من 6300 دولار أمريكى إلى أكثر من 12000 دولار أمريكي. تم انتشال ما يقرب من 100 مليون شخص من براثن الفقر فى المناطق الريفية، مما خلق معجزة فى تاريخ الحد من الفقر للبشرية. وارتفع تصنيف الصين فى مؤشر الابتكار العالمى من المرتبة 34 فى عام 2012 إلى المرتبة 12 فى عام 2021. وأصبحت السكك الحديدية عالية السرعة والجيل الثالث من الطاقة النووية ورحلات الفضاء المأهولة وملاحة بيدو بطاقات عمل وطنية جديدة. تقنيات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي، وتقنية البلوكتشين، والاتصالات الحكومية، والقيادة الذكية فى طليعة العالم. إن مفهوم «المياه النقية والجبال الخضراء بمثابة جبال من الذهب والفضة» متجذر بعمق فى قلوب الشعب، وانخفض استهلاك الطاقة لكل وحدة من الناتج المحلى الإجمالى بنسبة 26.2٪ فى غضون 10 سنوات الماضية. لقد بدأت الصين تمضى على طريق تنمية أعلى جودة وأكثر كفاءة وإنصافا واستدامة وأمانا.
دخل التعاون القائم على الفوز المشترك بين الصين والعالم مرحلة جديدة. أشار الرئيس شى جينبينغ بوضوح إلى أن «من أجل تحقيق التنمية، لا بد من الاقتصاد الصينى السباحة بشجاعة فى المحيط الشاسع للسوق العالمية» و«يجب جعل السوق الصينية أن تصبح سوقا عالمية وسوقا مشتركة وسوقا للجميع.» اقترح الرئيس شى جينبينغ بشكل مبدع مبادرات رئيسية مثل «الحزام والطريق» ومبادرة التنمية العالمية، وتعهد بشكل مهيب بأن الصين ستسعى جاهدة لتحقيق ذروة انبعاثات الكربون بحلول عام 2030 وحياد الكربون بحلول عام 2060، ذلك لتمكين العولمة الاقتصادية من إحداث المزيد من الآثار الإيجابية وخدمة مصلحة شعوب العالم . وقعت الصين أكثر من 200 وثيقة تعاون مع 149 دولة و32 منظمة دولية، وتلقت مبادرة الحزام والطريق ردودًا أكثر حماسة. فى عام2021، تجاوز إجمالى حجم تجارة الصين فى السلع 6 تريليونات دولار أمريكى، وتجاوزت تجارة الخدمات 800 مليار دولار أمريكى، بزيادة 56٪ و70٪ مقارنة مع عام 2012، وتجاوز إجمالى الاستثمار الخارجى 2.6 تريليون دولار أمريكى، أى أكثر من أربعة أضعاف مقارنة بعام 2012 . ظل متوسط معدل مساهمة الصين السنوية فى معدل النمو الاقتصادى العالمى أعلى من 30٪، مما أدى إلى ضخ طاقة إيجابية فى التنمية العالمية.
حقق التعاون الاقتصادى والتجارى بين الصين ومصر نتائج مثمرة. ظلت الصين أكبر شريك تجارى لمصر لمدة ثمانى سنوات متتالية، وبلغ حجم التجارة الثنائية فى عام 2021 ما يقرب من 20 مليار دولار أمريكى، ليتضاعف عن عام 2012 . يفضل الصينيون البرتقال والعنب والتمر والرمان وغيرها من الفواكه المصرية. وفقًا للإحصاءات الأولية للصين، حتى مايو 2022، تجاوز حجم الاستثمار الصينى المباشر فى مصر 1.5 مليار دولار أمريكي. تتقدم المشروعات الكبرى مثل منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة لمصر ومركز تجميع واختبار الأقمار الصناعية بمساعدة الصين فى مصر بسلاسة، وافتتح القطار الكهربائى الخفيف بالمدينة العاشر من رمضان فى يوليو الماضي. خلقت منطقة التعاون الاقتصادى والتجارى بين الصين ومصر تيدا السويس فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لأكثر من 44 ألف مصري. أقامت جامعة قناة السويس» ملتقى التوظيف للشركات الصينية» خلال السنوات الثلاث الماضية على التوالى، حيث وفر ما يقرب من 1300 فرصة عمل. لقد أوفت الشركات الصينية بفعالية بمسئولياتها الاجتماعية. فمنذ عام2015، أقامت على التوالى أنشطة «رمضان الخيرية»، حيث تبرعت بأكثر من 10000 كرتونة خيرية استفاد منها أكثر من 40000 أسرة فقيرة. وفى هذه السنة، شاركت أكثر من 30 شركة صينية فى أنشطة الرمضان الخيرية، حيث جمعت مليون جنيه كتبرعات نقدية ووزعت للأسر الفقيرة 3000 كرتونة من المستلزمات . التضامن فى مكافحة الوباء يعكس صداقة عميقة، فقد زودت الصين مصر بثلاث دفعات من مواد مكافحة الوباء وأربع دفعات من اللقاحات وبلغ مجموعها 3 ملايين جرعات، وساعدت مصر على أن تصبح مركزًا لإنتاج لقاحات فى إفريقيا. كما وعد الجانب الصينى بأنه سيهدى مصر 60 مليون جرعة إضافية من اللقاحات، وستصل الدفعة الأولى المكونة من 10 ملايين جرعة فى سبتمبر 2022.
فى عالم اليوم، يبرز العجز فى شتى المجالات التنموية، و«أى نوع من التنمية يجب تحقيقها وكيف تحقيقها» يشكل الأسئلة التى يجب على الصين والدول العربية والعالم الإجابة عليها. تحت القيادة الحكيمة للرئيس السيسى، تم إحراز تقدم مطرد فى تنفيذ مبادرات2030«رؤية» و«الحياة الكريمة،» وتحسنت حياة الشعب المصرى باستمرار، وشهد البناء فى مصر تغيرا متسارعا. إن الصين بصفتها دولة شقيقة لمصر على استعداد لتبادل الأفكار والخبرات مع الدول النامية مثل مصر، والعمل معا على شق طريق التنمية بالتعاون المنفتح.