رئيس «دويتشة بنك»: الركود في ألمانيا أمر لا مفر منه

أرشيفية
أرشيفية

حذر الرئيس التنفيذي لـ"دويتشه بنك"، كريستيان سوينغ، من أن الركود في ألمانيا أمر لا مفر منه، وحث قادة البلاد على تسريع انفصالها عن الصين.

وفي خطاب ألقاه في قمة Handelsblatt المصرفية في فرانكفورت، يوم الأربعاء أشار سوينغ إلى أن الحرب الروسية في أوكرانيا "دمرت عدداً من الحقائق" التي كان النظام الاقتصادي العالمي يعتمد عليها خلال العقود القليلة الماضية.

كما أشار إلى توقف العولمة بسبب التوترات الجيوسياسية الرئيسية، والتي من غير المرجح أن تنحسر قريباً، وأدت إلى اضطراب سلاسل القيمة والتوريد العالمية، إلى جانب اختناق سوق العمل وندرة الغاز والكهرباء مما أدى إلى ارتفاع التكاليف، وهي الأسباب الرئيسية وراء ارتفاع التضخم في منطقة اليورو إلى مستويات قياسية، وفقاً لما نقلته شبكة "CNBC"، واطلعت عليه "العربية.نت".

وقال سوينغ: "نتيجة لذلك، لن نتمكن بعد الآن من تجنب الركود في ألمانيا، ومع ذلك، نعتقد أن اقتصادنا يتمتع بالمرونة الكافية للتعامل بشكل جيد مع هذا الركود، بشرط أن تتصرف البنوك المركزية بسرعة وحسم الآن".

وأضاف أنه "في الوقت الحالي، لايزال لدى العديد من الأشخاص مدخرات كبيرة يمكنهم الرجوع إليها من أجل مواجهة ارتفاع تكاليف الطاقة، كما أن معظم الشركات (ممولة بما يكفي)".

لكن سوينغ حذر، قائلا: "كلما طالت مدة بقاء التضخم مرتفعا، زاد الضغط وزادت احتمالية نشوب صراع اجتماعي".

وشهد الاقتصاد الألماني ركوداً في الربع الثاني، بينما سجل تضخم أسعار المنتجين مستوى قياسياً في يوليو.

وأشارت وزارة المالية الألمانية إلى انخفاض إمدادات الغاز من روسيا، وارتفاع تكاليف الطاقة والسلع الأخرى، واستمرار اضطرابات سلسلة التوريد جزئياً بسبب سياسة الصين "صفر كوفيد".

فيما أجبرت الحرب الروسية في أوكرانيا الاتحاد الأوروبي على تسريع جهوده لتقليل اعتماده على واردات الطاقة والمواد الخام الروسية.

وذكر سوينغ، أن الغزو سلط الضوء على مخاطر الاعتماد المفرط على دول ومناطق بعينها.

وقال: "عندما يتعلق الأمر بالتبعية، علينا أيضاً أن نواجه السؤال المحرج حول كيفية التعامل مع الصين"، مشيرا إلى عزلتها المتزايدة والتوترات المتزايدة، خاصة بين الصين والولايات المتحدة، والتي تشكل خطرا كبيرا على ألمانيا.

وأضاف سوينغ أن الصين أصبحت "حجر الزاوية" للاقتصاد الألماني، موضحا أن الصين تمثل حوالي 8% من الصادرات الألمانية و12% من الواردات، بينما يذهب أكثر من عُشر مبيعات الشركات المدرجة في مؤشر بورصة داكس في البلاد إلى الصين.

ولفت إلى أن الوباء أوضح إلى أي مدى تعتمد سلاسل التوريد الألمانية على روسيا.

وقال إن "الحد من هذه التبعية سيتطلب تغييراً لا يقل أهمية عن الانفصال عن الطاقة الروسية"

اقرأ أيضا : ألمانيا أكبر اقتصاد أوروبي يتجه نحو الركود