نصاب بلا رحمة .. استغل عجز «كفيف» وسحب نقوده من كارت «الفيزا»

نصاب بلا رحمة
نصاب بلا رحمة

هبة عبد الرحمن 

  جريمة سرقة لكنها ليست ككل السرقات، المجرم فيها ماتت الإنسانية في قلبه إلى الدرجة التي  صار فيها هو والميت سواء، بلا قيم بلا ضمير، حملت تفاصيل بلاغه امام قسم شرطة أجا بمحافظة الدقهلية الكثير من المآسي التي تدمع لها القلوب قبل العين، هي ليست جريمة عادية، فالضحية هنا رجل «كفيف» ومريض بشلل الاطفال، تخلى اللص عن كل المعانى الانسانية والرحمة، ومات ضميره بعد أن سولت له نفسه بمد يديه على مال رجل ضرير، استغل اللص عجزه وثقته فيه ليس بسذاجة منه، ولكنه رجل لا حول له ولا قوة، لم يكن بيده شيئا سوى أن يثق فى تلك اليد التى امتدت له بالعون، بعد أن عجز عن استخدام كارت «الفيزا» لسحب مبلغ من المال من امام احدى ماكينات الصرافة، وما يبكى العيون وتقشعر له الابدان أن «الفيزا» لا تخص هذا الرجل ولكنها تخص شقيقته والتى شاء القدر أن تكون هى الاخرى «كفيفه» بل ومريضة سرطان ايضًا، وتحتاج إلى كل جنيه لعلاجها.

الغريب والمثير وكأن الدنيا لم تجد سوى عاتقى «محمد عيطة» حتى تلقى بالأثقال عليه، فسرقة المعلم محمد وشقيقته لم تكن السابقه الاولى، حيث تعدى جار لهم على قطعة أرض يمتلكانها بقوة وضع اليد وذاقا الامرين لاستردادها دون جدوى.

القصة المثيرة ليست من وحى خيال مؤلف سينمائي لكنها واقعا أليما عاشه هذا الرجل الطيب «محمد ابراهيم عيطة»،وحكى تفاصيله لنا من خلال استغاثة ألم اطلقها عبر صفحات «أخبار الحوادث»، يطالب فيها المسئولين بالوقوف بجانبه لاسترداد حق شقيقته المريضة من لص بلا قلب سرق أموال علاجها، أو جار سوء استولى على أرضهم.. التفاصيل فى السطور التالية كما جاءت على لسان «محمد» المدرس بمحافظة جنوب سيناء، أما لماذا اختار محافظة جنوب سيناء ليعمل بها رغم أنه من محافظة الدقهلية، وكما قال لنا نصًا؛ «عشان فيها زيادة في المرتب أرسله لأسرتي وأساعد شقيقتي».

يوم مثل أى يوم مضى خرجت من البيت متوجها إلى احدى ماكينات الصرافة الخاصة بالبريد، لسحب مبلغ من المال خاص بنفقة علاج شقيقتى «سعدية ابراهيم عيطة» 63 سنة وهى كفيفة مثلي ومريضة بسرطان الكبد، لكنى لم اعرف أن حياتى ستنقلب إلى جحيم فى هذا اليوم.

كالعادة أجد الكثيرين من أصحاب القلوب الطيبة يقدمون المساعدة لى بسحب المال الذى اريده، وفى ذلك اليوم وجدت شخصًا عرض على المساعدة وأعطيته الفيزا بحسن نيه، وسحب لى مبلغ ألفين جنيه، ثم اعطانى الفيزا مرة أخرى، وبعد فترة طويلة من الوقت ذهبت لسحب مبلغ آخر لكن الفيزا لا تعمل، اتصلت بخدمة العملاء لأكتشف الكارثة أن الفيزا لا تخص شقيقتى لكنها تخص امرأة اخرى لا اعرف عنها شيئا، أسرعت إلى البريد للاستعلام ففوجئت بأنه تم سحب كل المبلغ المالى وهو 22 ألف جنيه، من أكثر من ماكينة صرافة، وعندما طلبت الكشف من خلال كاميرات المراقبة على أي من تلك ماكينات الصرافة لمعرفة هوية اللص، أخبرنى البريد للأسف ان جميع الكاميرات (معطلة)، أسرعت إلى قسم شرطة أجا وقمت بتحرير محضر بسرقة الفيزا حمل رقم 7042 لسنة 2022 ادارى أجا، وللأسف تم حفظ المحضر ولا أعرف السبب.

سرقوا أرضنا

وبأسي بالغ قال «محمد عيطة» مستكملا حديثه:هذا المبلغ المالى قمت بجمعه بكدى وتعبى، حيث أنى قررت السفر من محل اقامتي محافظة الدقهلية، تاركًا شقيقتى الكفيفة المريضة تعيش بصحبة أمي العجوز «86 سنة»، وذلك للعمل مدرس فى الازهر بمحافظة جنوب سيناء، حيث الراتب اعلى كما انى اتمكن من توفير نفقة التنقل والمواصلات وأقوم بادخاره من اجل علاج شقيقتى المريضة، والتى تحتاج أكثر من ألفي جنيه علاج وأشعه شهريا، انا أب لأربعة ابناء، ولنا شقيق أكبر على المعاش وهو ايضا يعانى من ضعف شديد فى النظر ولا يقوى على العمل لظروفه الصحية، الله وحده يعلم مدى حاجة شقيقتى لهذا المال.

وليت الأمر يتوقف عند هذا الحد ولكن تم سرقتنا من قبل منذ سنوات طويلة، فقد ترك لنا والدنا إرثا قبل وفاته لمساعدتنا على الحياة بسبب الحالة الصحية التى ابتلينا بها منذ طفولتنا انا واشقائى، وهى عبارة عن قطعتين أرض زراعية، الكارثة أن الناس يستغلون عجزنا وعدم قدرتنا لانتهاك حقوقنا ببلطجة ووضع اليد دون رادع من قانون؛ فصاحب ارض مجاورة ألقى مخلفات الارض الخاصة به ومخلفات المواشي والصرف فى ارضنا مما حولها من ارض زراعية إلى ارض بور لا نتمكن من الاستفادة بخيراتها، ايضا توجد قطعة أرض ملكنا مجاورة لبيتنا، استغل جار لنا علتنا وغيابى ومرض شقيقتى وامى العجوز، ووضع بالبلطجة يده على جزء منها، وكل يوم يستقطع جزءًا منها، كما منعنا من زراعتها، وحررت شقيقتي «سعدية» محضر برقم 4564 لسنة 2019 ادارى اجا ضد «أ.ك» ونجله اتهمتهما بتعديهما على الارض، وقد اصدرت النيابة قرارًا

                                                                                                                                                                                                                              شقيقة‭ ‬الضحية  

موجهًا لمدير مساحة الدقهلية ليعمل حدا فاصلا بينها وبين ارض المشكو فى حقهما، وتحديد مساحة التعدى، وطلبت هيئة المساحة دفع رسوم قدرت بمبلغ ثلاثة آلاف جنيه قمنا بتسديدها للحصول على حقنا، وارسلت مديرية المساحة بالدقهلية لرئيس مكتب مساحة أجا لإرسال الاستمارات الاصلية الخاصة بالارض والتى تحدد مساحتها بالتحديد، لكن الغريب أن مكتب المساحة بأجا رفض إرسال الاستمارات لمديرية المساحة بالمنصورة.

ومن ثم اسرعنا بعمل شكوى امام النيابة الإدارية ضد مدير إدارة المساحة، وبعد التحقيق الذي استمر اكثر من ستة اشهر انتهت النتيجة إلى أن الاستمارات فقدت وغير موجود وتم حفظ الشكوى، دون معاقبة أى موظف بتهمة الإهمال، لكن كل ما حدث أنه فى عام 2021 صدر قرار النيابة العامة بنيابة جنوب المنصورة يفيد باستكمال حيازتنا للارض محل النزاع وعدم تعرض «أ.ك» ونجله لنا.

بأسى يدمى القلوب استكمل «محمد عيطه» كلامه قائلا:مع الاسف رغم ذلك يبقى الوضع على ما هو عليه، ولا حياة لمن تنادى، وحتى تلك اللحظة يواصل جارنا فى إلحاق الأذى لنا، بل انه يقف فى وسط الارض ويهددنا بجبروت قائلا؛ «ورونى هتعلموا ايه» غير عابئ بأي شيء.

علمًا بأنه تعدى على شقيقتي «سعدية» المريضة بالضرب من قبل أكثر من مرة، حتى انه فى احدى المرات تعدى عليها بمطواة تسبب فى اصابتها وحصل على حكم نهائى بالحبس أسبوع وتم حبسه، وبعدما خرج افتعل المشاكل معها مرة أخرى وكسر اصبعها لكنه حصل على البراءة، بسبب خطأ في كتابة الرقم القومى لشقيقتى مما مكنه من الحصول على البراءة.

بحزن شديد مع احتساب الصبر وبعزة نفس بالغة ينهى «محمد» كلامه قائلا:نحن نرضى بقضاء الله ولا نقول سوى الحمد لله على كل عطاء، وانا لا احتاج لصدقة، وإذا تركنا الناس وشأننا سوف يساعدنى الله عز وجل فى توفير نفقات شقيقتى وعلاجها.

وأود من خلالكم أن اتقدم باستغاثتي إلى المستشار حمادة الصاوي النائب العام، والسيد محمود توفيق وزير الداخلية، بالتحقيق في شكواي وضبط اللص الذى سرق الفيزا قبل أن يسقط عشرات الضحايا الآخرين له في مثل حالتي، وعودة أرضنا المغتصبة.