الرئيس الروسى يؤكد انتصار بلاده على العقوبات الغربية

بوتين: أوروبا تتجه لطريق مسدود.. وواشنطن لا تكترث

الرئيس الروسى فلاديمير بوتين
الرئيس الروسى فلاديمير بوتين

فلاديفوستوك (روسيا)- وكالات الأنباء

اعتبر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أن أوروبا دفعت بنفسها إلى أزمة طاقة، وتسببت فى ارتفاع أسعار الغذاء، متهما النخبة السياسية الغربية بأنها لا تعبأ بمصالح شعوبها، بينما تسعى واشنطن لفرض أجندتها السياسية على أوروبا، غير عابئة بمصالح القارة، تحت مزاعم وحدة الأطلنطى..

وتطرق الرئيس الروسى إلى عدة قضايا اقتصادية وسياسية خلال كلمته فى الاجتماع العام لمنتدى الشرق الاقتصادى المنعقد فى مدينة فلاديفوستوك الروسية، وسط مشاركة دولية واسعة وخاصة من دول آسيوية..

وتوقع بوتين فى كلمته فى الجلسة العامة للمنتدى، الذى يشارك فيه 4000 شخص من صانعى السياسة ومسئولين وممثلى قطاع الأعمال من أكثر من 60 دولة، أن تصل الدول الغربية إلى طريق مسدود وأزمة اقتصادية واجتماعية، لأنها تهتم فقط بتحقيق ثراء قائم جزئياً على استغلال المستعمرات السابقة. واعتبر أن مثل هذه الأفعال، التى تقوم بها الدول الغربية «ستؤدى إلى عواقب لا يمكن التنبؤ بها على العالم بأسره».

وعن أسباب أزمة الغاز فى أوروبا، شدد الرئيس الروسى على أن وضع الغاز فى الأسواق الأوروبية هو نتيجة عمل خبرائها ومسئوليها، إذ إن المفوضية الأوروبية من جانبها عارضت مسألة إبرام عقود طويلة الأجل..

واعتبر بوتين أن فرض سقف على أسعار الغاز المصدر من روسيا قرار ليس له آفاق. وأوضح أنه لا يمكن حل المسائل فى مجال الاقتصاد والتجارة العالمية بالوسائل الإدارية ومحاولات الحد من سعر الغاز لن تؤدى إلا إلى زيادة جديدة فى تكلفته..

وأكد بوتين أن العقوبات على روسيا قد فرضت بضغط من واشنطن وذلك يرجع لحقيقة أن «الأمريكيين أنفسهم يريدون البيع بأسعار باهظة»..

وأكد بوتين أن بلاده تتعامل بنجاح مع العدوان الاقتصادى والتكنولوجى للغرب، مشيرا إلى أن «العملة والسوق المالية استقرت فى روسيا، والتضخم آخذ فى الانخفاض، ومعدل البطالة فى أدنى مستوى تاريخى».

وأشار الرئيس الروسى إلى أن الدول تفقد الثقة تدريجيا فى الدولار واليورو والجنيه الإسترلينى كعملات تسوية واحتياطى. وقال «حتى حلفاء الولايات المتحدة يخفضون حيازاتهم من الدولار بشكل تدريجى».

وتحدث بوتين عن فتح فرص جديدة للشركات الروسية لدخول الأسواق الإيرانية والهندية ودول الشرق الأوسط وأفريقيا. 

وصرح الرئيس الروسى بأن العالم بعد وباء كورونا كان ينتظر أن يتعافى من تداعيات الوباء إلا أنه اصطدم بوباء آخر وهو «العقوبات الغربية».

وأوضح أن الغرب لم يكن نزيها بما فيه الكفاية فيما يتعلق بصفقة شحن الحبوب من أوكرانيا إذ إن معظم الشحنات لم تتوجه إلى الدول الأشد فقرا كما تم إعلانه. وقال إن صادرات الحبوب الأوكرانية تتّجه بشكل أساسى إلى دول الاتحاد الأوروبى وليس إلى الدول الفقيرة، ما يشكّل خطرا «كارثة إنسانية غير مسبوقة». واعتبر أن الدول الأوروبية «تصرفت كقوى استعمارية» وأنها «خدعت ببساطة الدول النامية مجددًا». وأضاف: «بهذا النهج، سيزداد حجم مشاكل الغذاء فى العالم».. وأوضح قائلا: وفقا لبرنامج الغذاء العالمى التابع للأمم المتحدة تم تحميل سفينتين فقط من أصل 87 من أوكرانيا إلى الدول النامية وهذا يمثل 3% فقط. وأشار إلى ضرورة وضع قيود محددة على تصدير الحبوب من أوكرانيا.

وقال إن أعداد الأشخاص الذين يعانون من نقص حاد فى الغذاء ارتفع بمقدار 2.5 مرة منذ عام 2019  ووصل إلى 345 مليون شخص.
وفيما يعلق بالوضع السياسى العالمى، قال بوتين إن العالم يجب أن يكون أكثر عدلاً وألا يستند إلى إملاءات دولة واحدة تتخيل نفسها على أنها ممثلة الرب على الأرض.

 واعتبر أن القانون الدولى يُداس عليه دائما، فالحرب فى العراق والأعمال فى يوجوسلافيا وقصف بلجراد لم تصاحبها عقوبات الأمم المتحدة. وتساءل: «من بدأ الحرب فى العراق من دون عقوبات دولية؟».

إقرأ أيضاً|بوتين: 3% فقط من كميات القمح الأوكراني ذهبت إلى الدول الفقيرة