خبير آثار: العلاقات الثقافية بين مصر وروسيا تاريخية 

دير سانت كاترين
دير سانت كاترين

وقعت وكالة النقل الجوي الفيدرالية الروسية ووزارة النقل المصرية مذكرة تفاهم بشأن زيادة عدد الرحلات الجوية بين البلدين، وفقًا لوثيقة نشرت على الموقع الرسمي لوكالة النقل الجوي الفيدرالية حسبما ذكر موقع توردوم الروسي.

وفى ضوء ذلك يرصد خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار العلاقات الثقافية بين البلدين  الممتدة إلى 300 عام مضت وأن مخطوطات مكتبة دير سانت كاترين وأيقوناته والهدايا الروسية وكتابات الرحالة الروس تشهد بعمق الروابط الحضارية بين مصر وروسيا .


وأوضح أن مكتبة دير سانت كاترين المكتبة الثانية على مستوى العالم بعد الفاتيكان من حيث أهمية مخطوطاتها تضم مخطوط الكتاب المقدس باللغة الروسية والذى يعود إلى القرن الحادى عشر ومطلع الثانى عشر الميلادى ومخطوطة الرسول إبركوس ذات التقويم الشهرى كما أثرت سانت كاترين وقصتها الشهيرة فى أنحاء روسيا لدرجة أن أول وسام نسائى بروسيا عام 1714 كان بإسم القديسة كاترين كما ذكرت الأهرامات المصرية لأول مرة فى الأدب الروسى فى كتاب المسيرة لفارسانوفيا وذلك طبقًا لما جاء فى كتاب "الروس عند مقدسات سيناء" لفلاديمير بلياكوف ترجمة منى الدسوقى الصادر عن دار نشر أنباء روسيا .

آثار تعقيبًا على زيادة الرحلات الروسية

 

ويشير الدكتور ريحان إلى كتابات الحجاج الروس الذين جاءوا إلى سيناء ومنها كتابات فاسيلى جوجار عام 1634، فيشينسكى عام 1708، كيربرونوكوف عام 1821وبعد تأسيس هيئة الملاحة والتجارة الروسية عام 1856 نقلت 12 ألف راكب غالبيتهم من المقدّسين وفى عام 1878 تم إنشاء أسطول تطوعى بين مصر وروسيا وكان الحجاج الروس يعيشون على نفقة دير سانت كاترين وكان البعض يتبرع بالأموال والهدايا الثمينة للدير وقد بنيت كنيسة القديس جورج رايفسكى بدير الطور بتل الكيلاني في نهاية القرن التاسع عشر من تبرعات الروس والأيقونات الموجودة بها من أعمال الروس كما تم تصنيع أربعة من مجموع تسعة أجراس معدنية بدير سانت كاترين فى روسيا وأهديت للدير وقد كتب على أحد الجراس " تم تصنيع هذا الجرس في موسكو في مصنع ديمترى سامجين".

اقرأ ايضا :- «الوفد الصربي» يقوم برحلة روحانية تاريخية عبر معالم دير سانت كاترين| صور

ويوضح الدكتور ريحان أن حقبة السبعينات من هذا القرن شهدت زيارة دير سانت كاترين من قبل المهاجرين الروس والعاملين بالمؤسسات السوفيتية بمصر ويتضح ذلك من خلال توقيعات سجل زيارة سانت كاترين كما يضم الدير مجموعة من الأيقونات الروسية منها أيقونة التجلى المرسومة فى موسكو فى القرنينن الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين وأيقونة الصعود المصنوعة في موسكو على يد الرسام ماكار استاتكوف ونقلت للدير عام 1610م وأيقونة ميلاد السيد المسيح التي تعود للقرن السابع عشر وهناك ثلاثة أيقونات مكتوبة بالروسية تعود للقرن الثامن عشر.

آثار تعقيبًا على زيادة الرحلات الروسية

 

وينوه الدكتور ريحان إلى المقتنيات الروسية من كنوز دير سانت كاترين ومنها الهيكل الفضى الذى يحوى رفات سانت كاترين أرسله القياصرة الروس عام 1689م وتاج المطران الذي أرسله القيصر ميخائيل فيودوروفيتش للدير عام 1642م من الفضة المذهبة ومزين باللؤلؤ والأحجار الكريمة  ولوح ثلاثى فضى مطلى بالذهب عليه صورة سانت كاترين مزينة بالذهب واللؤلؤ وخمس ثريات متدلية من سقف كنيسة التجلى مصنوعة من الفضة والكريستال أرسلته الإمبراطورة الروسية إليزابيث بيتروفنا وتتم إضاءتها فى الأعياد والمناسبات الدينية .

ويتابع الدكتور ريحان بأن الروس كانوا من الرواد فى عملية البحث والدراسة لكنوز الدير ومنهم أومانيتس أول من وضع دراسة تفصيلية للدير بعد زيارته له عام 1843م وأبحاث بورفيرى التى أثمرت من عام 1804 إلى 1885م عن كتاب أوسبينسكى المقدس وأربعة كتب منها ألبوم يحمل رسومات ومخططات وكتاب تحليل لدساتير سيناء المعروفة وقام بينيشيفيتش بنشر أول وصف لمعالم الدي وكتاب " وجوه ذهبت إلى سيناء وأعمال حول سيناء" خلال رحلته لدير سانت كاترين عام 1881م كما أصدر ألبوم سيناء من مائة صورة يشمل معالم الدير ورسومات للمخطوطات وقام دميتريفيسكى الأستاذ بأكاديمية العلوم الدينية فى كييف عام 1888م بتوصيف 511 أيقونة  كما صدر له العمل الضخم " توصيف المخطوطات الليتورجية المحفوظة فى مكتبات المشرق الأرثوذكسى" فى ثلاث مجلدات .

ويشير الدكتور ريحان إلى إلى العالم المصرى محمد عياد الطنطاوى من محافظة الغربية وهو أول عالم عربى يدخل اللغة العربية إلى روسيا الاتحادية وهو أحد أساتذة الأزهر الشريف الذى سافر إلى بطرسبورج فى عصر محمد على بناءً على رغبة القيصر الروسى نفسه الذى حرص على وفادة أستاذ عربى متمكن إلى روسيا ليعلّم الروس اللغة العربية وسافر عام 1840 وقضى بها 25 عامًا ووصل لدرجة أستاذًا لكرسى اللغة العربية بجامعة بطرسبورج وقد تعلم على يديه مئات المستشرقين الروس ومعظم الدبلوماسيين الروس هم تلامذة الشيخ الطنطاوى ويوجد للشيخ الطنطاوى 150 مخطوطة بجامعة ليننجراد ومخطوطات بخط يده بمعهد الدراسات الشرقية بموسكو ومخطوطات لرسائله لعلماء وأدباء أوروبا محفوظة بجامعة هلسببكوفورس وقد تميزت أعماله بتحليل اللغة الفصحى والعامية إلى جانب منهجه التعليمى فى تناول المادة بشكل يجعلها ميسرة ودفن بروسيا فى مقبرة إسلامية وخلدت روسيا ذكراه ووضعت له تمثالًا بجامعة سان بطرسبورج