من الأعماق

هبة ونهاد وجنون الترندات

جمال حسين
جمال حسين

«المرأة غير ملزمة بإرضاع أطفالها أو الطبخ وإعداد الطعام لزوجها !!»
تصريحان مثيران؛ الأول للمحامية نهاد أبو القمصان عضو المجلس القومى للمرأة والثانى للدكتورة هبة قطب المتخصصة في العلاقات الزوجية أصبحا حديث الرأى العام في مصر خلال الأيام القليلة الماضية وأشعلا مواقع التواصل الاجتماعي لدرجة انهما اصبحا «تريند» كما يقول نشطاء الإنترنت ومحتلو الفضاء الالكترونى.


تصريحان أشعلا معارك حامية الوطيس بين المؤيدين والمعارضين وكل أدلى بدلوه وانتصر لرأيه لدرجة ان رجال الدين على الخط بفتاوى تدحض هذه الأفكار الهدامة وخبراء الاجتماع وعلم النفس لم يصمتوا وكذلك فعل كل الباحثين عن دور.


الجميع أدلوا بدلوهم عدا صاحبات الشأن من سيدات مصر الفضليات اللائي جلسن في بيوتهن يتابعن هذه الخزعبلات بدهشة واندهاش وربما استنكار.. لم يكلف أصحاب مثل هذه التصريحات المثيرة للجدل دائما أنفسهم باستشارة تلك المرأة التي يتحدثون عن قضاياها ويخوضون في شئونها وكأنهم من يمتلكون صك الوصاية عليها.. خلال متابعتي لكل هذا الزخم على مواقع التواصل الاجتماعي قفزت الى ذهني عدة أسئلة:
لماذا هذه الخزعبلات التي نشغل بها أنفسنا بحثا عن ذلك «الترند» الملعون الذي جعل الكثيرين يخلعون برقع الحياء حتى ورقة التوت التي تستر عوراتهم وهو ما نشاهده بوضوح في فيديوهات التيك توك التي يلهث أصحابها للحصول على الدولارات مقابل حجم المشاهدة؟
نسي هؤلاء ان بناء الدول يقوم على العمل والإنتاج وهو ما يطالب به دوما الرئيس عبدالفتاح السيسي ويسير على نهجه شريحة كبيرة من رجال مصر الذين يقدسون العمل والإنتاج ولا يلتفتون إلى الهيافات.. نسي هؤلاء ان الإنجازات التي تحققت في مصر خلال الثماني سنوات الأخيرة حققها مصريون رجالا ونساء دون تفرقة بالعزيمة والإرادة والعرق والكفاح ولازالوا ماضين في طريقهم غير مبالين لأفكار الفيس بوك الهدامة.


ربما لا تعلم الدكتورة هبة قطب إن الإسلام اول من دعا لاحترام المرأة وعدم إلزامها أو تكليفها بما لا طاقة لها به وأن تعاليمه السمحة أكدت على مشاركة الزوج لزوجته في الأعمال المنزلية أو أن يأتي لها بمن تعاونها حسب قدرته المالية.


ربما لا تعلم السيدة نهاد أبو القمصان ان الحق جاء على لسانها عندما قالت إنها قامت بإرضاع أبنائها الثلاثة رغم انها محامية وزوجة للراحل حافظ أبو سعدة رئيس جمعية لحقوق الانسان وكانت تستطيع ان ترفض ارضاع أبنائها لكنها فعلت لان هذه هي الفطرة التي فطرها الله لكل أم.. يا سيدتي ارضاع الأم لأطفالها يتفق مع الغريزة والفطرة السليمة لكل الكائنات فنحن نرى الام في عالم الحيوان تقوم بإرضاع أبنائها بكل حب ومتعة وتحارب باستماتة من أجل ارضاعهم دون ان ترفسهم او تبتعد عنهم


الكثيرون والكثيرات رفضوا ما ذهبت اليه نهاد أبو القمصان وهبة قطب وتكفلوا بالرد عليهما مؤكدين أن كل ما أثير ويثار يدخل في باب «التسخين» غير المُرحب به.