"لندن" مدينة اللصوص .. حوادث سرقة في وضح النهار

 مشاهد من حوادث السرقة اليومية
مشاهد من حوادث السرقة اليومية

دينا جلال

  نشل وسرقة بالإكراه في وضح النهار، دراجات بخارية يقودها ملثمون يستهدفون المارة لسرقة هواتفهم، اقتحام المطاعم بشكل جماعي لسرقة وجبات الزبائن وخزائن المحال، اقتحام المتاجر الفاخرة لسرقة محتوياتها الثمينة، أما الاخطر من ذلك فهو انتشار العصابات المنظمة وتبادل أفرادها طلقات نار عشوائية في الشوارع لتصل إلى حد قتل الابرياء وهم آمنين في منازلهم.

تلك المشاهد تحولت إلى واقع متكرر وصادم حيث اكتست مظاهر الفوضى شوارع وميادين المدن البريطانية وخاصة العاصمة لندن التي تحولت إلى ساحة للجريمة والفوضى، ترصدها كاميرات الشوارع بعد تسجيل العديد من الحوادث على مدار الايام القليلة الماضية، واقعة وراء الأخرى تحولت إلى ظاهرة لا يمكن تجاهلها بل وصارت طريقا لدق ناقوس الخطر نحو تأثير سوء الاحوال الاقتصادية والفوضى الأمنية في الشوارع الانجليزية ومنها إلى أوروبا بأكملها.

لصوص الساعات

شهدت بريطانيا عددًا من الحوادث الغريبة حيث رصدت كاميرات الشوارع واقعة سرقة خطيرة صارت التريند أو الخبر الأكثر تداولا عبر صفحات التواصل الاجتماعي في بريطانيا وفي العالم بأكمله بعد تداول فيديو يرصد لصين ملثمين ومسلحين، يرتديان ملابس سوداء، خرجا من سيارتهما وسارعا لمطاردة رجل وامرأة في وضح النهار من اجل سرقة ساعة يد تخص السيدة اثناء سيرهما فى منطقة نايتسبريدج، أرقى احياء لندن.  المشاهد صادمة كشفت إصرار اللصين على سرقة ساعة اليد الخاصة بالمرأة دون الاكتراث إلى نتيجة فعلتهما، قاما بالاعتداء العنيف على الرجل بسبب محاولته الدفاع عن الضحية وكاد الحادث يصل إلى جريمة قتل لولا أن تعالت صرخات الضحيتين والمارة وتهديدهم باستدعاء الشرطة ليهربا سريعا في سيارة، ويبدو أن الساعات هى الاكثر هدفًا لدى اللصوص حيث تكرر الامر في مدينة مالقة الاسبانية، وكذلك وقع حادث مماثل في احد مطاعم برشلونة بعد استهداف سائح سويسري قام لص بسرقة ساعته ثم اكتشف انها ساعة تقليد لماركة عالمية فأعادها زميله إلى السائح السويسري، وشهدت لندن ايضا مشهدًا آخر لسرقة جريئة حين حاول احد اللصوص كسر زجاج سيارة سائح عربي لسرقته إلا أنه فشل في اكمال خطته بسبب ازدحام الشارع.

سرقات متنوعة

لم تكتف عناوين الصحف بهذا النوع من الحوادث الفردية المتكررة بل تحول الامر إلى حوادث سرقة جماعية حين استهدف اللصوص ماكينة صراف آلي وقاموا بسحبها بحبل بعد ربطها بسيارة دفع رباعي للاستحواذ على الاموال بداخلها ومن قبلها بفترة قصيرة رصدت الكاميرات مشهدًا آخر للصوص على دراجات نارية يستهدفون سائق سيارة فارهة في مايفير في محاولة لسرقتها بالإضافة إلى المشاهد المكررة لسائقي الدراجات البخارية ممن يخفون ملامحهم وارء الخوذة لسرقة المارة ونشل هواتفهم بطريقة مفاجئة ومخيفة.

لم تكتف شرطة سكوتلاند يارد بتسجيلات الكاميرات فقط وإنما اعلنت وقوع ما يقرب من 70 واقعة سرقة في وسط لندن في الفترة من 31 مايو إلى 27 يونيو، بمعدل يزيد 60 بالمائة عن الفترة التي تسبقها، ولفتت عدد من التقارير المصورة إلى وقوع عدد كبير من تلك السرقات في أنحاء متفرقة في أوروبا بسبب الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي سببتها الحرب الروسية الأوكرانية والركود الاقتصادي المرتبط بفترة حظر فيروس كورونا.

عصابات المراهقين

لم يقتصر الامر على خطف وسرقة المقتنيات الثمينة في الشوارع وإنما انتشر نوع آخر من السرقة عبر استهداف المطاعم حيث يظهر مقطع فيديو صادم تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيه عشرات المراهقين وهم يقتحمون أحد مطاعم الوجبات السريعة الشهيرة في بريطانيا حيث التقطت الكاميرات مشاهد عديدة لحوالي 50 مراهقًا تتراوح أعمارهم بين 14 و 16 سنة بعد تجمعهم في فرع المطعم الشهير فى شارع كلامبر وسط مدينة نوتنجهام في التاسعة مساءً وقاموا بسرقة البرجر والمشروبات الغازية، ووقف الموظفون في حالة ذهول ورعب حيث فوجئ رواد المطعم بقفز سبعة مراهقين فوق طاولات الطعام لسرقة الطعام والشراب من الجالسين وقام الشهود بتصوير الواقعة.

اشارت الشرطة في بيانها إلى قيام حوالي 20 مراهقًا تحديدًا بالإساءة إلى موظفي المطعم وتهديدهم، واستهدفت عصابة المراهقين مطعمًا آخر في شارع مجاور بعد  ساعة إلا انهم غادروا المكان سريعًا بعد وصول سيارة الشرطة، وشهد نفس المطعم الشهر الماضي تسلل امرأة عبر نافذة المطعم نحو المطبخ وصنعت طعامها بنفسها بعد أن رفض الموظفون طلبها، وعلق المتحدث باسم شرطة نوتنجهام على حادث اقتحام وسرقة المطعم إلى ضرورة التعامل معه بجدية بالغة باعتباره عملية سطو تجاري حيث اقتحمت جماعة متجرًا وسرقت أطعمة ومشروبات غازية في حدث غير مسبوق أو مقبول على الإطلاق.

تحذيرات سابقة

لم تكن تلك السرقات الصادمة هى المؤشر الوحيد للخطر حيث كشفت الاحصائيات عن ارتفاع معدلات السرقة في المتاجر البريطانية  بشكل ملحوظ بسبب حالة التضخم القياسية، وأشارت ديلي ميل في مايو الماضي إلى أن عدد السرقات يتزايد منذ بداية العام الجاري بالتزامن مع الارتفاع الحاد لأسعار السلع والخدمات في كافة انحاء بريطانيا وهو ما أسفر عن تزايد معدلات الجرائم التي يتم الإبلاغ عنها في كل المدن ووصل الامر إلى سرقة جميع المنتجات في المتاجر بدءًا من الاجهزة الالكترونية والمشروبات الكحولية وحتى السلع اليومية مثل الاطعمة وغيرها وأحيانا يتم اعادة بيع البضائع مرة اخرى عبر الإنترنت وهو ما دفع المتاجر الكبيرة والصغيرة إلى اتخاذ تدابير امنية شديدة الجدية.