كشف لغز الضحايا الأربعة في ولاية نيومكسيكو الأمريكية

 الضحايا الاربعة
الضحايا الاربعة

كتبت: دينا جلال

أصعب ما يواجه المحققون ورجال الشرطة وقوع سلسلة من جرائم القتل تحمل نفس السيناريو يختار فيه الجاني أو السفاح ضحاياه دون عشوائية، اختارهم القاتل في تلك المرة ممن يحملون أصولا وثقافات متطابقة ليفاجأ الجميع أنهم أمام سلسلة من الحوادث المريعة التي تتسبب في المزيد من الذعر، وهو الامر الذي دفع الشرطة الفيدرالية الى تولي التحقيق في تلك القضية الغريبة في ولاية نيو ميكسيكو الامريكية مع التعهد بسرعة الايقاع بالجاني لتقع مفاجأة لم يتوقعها أحد.

 

بدأت الشرطة الفيدرالية تحقيقاتها المكثفة حول سلسلة من جرائم القتل التي راح ضحيتها اربع رجال من افراد الجالية الآسيوية في مدينة البوكيرك في حوادث متفرقة ومتقاربة في التوقيت، كشف العملاء الفيدراليين عن الخيط الرئيسي الذي سيصل بهم الى الجاني وهى سيارة فولكس فاجن قام رجال الشرطة برصدها ونشر صورتها للبحث عن القاتل المتسلسل الذي يستهدف افراد الجالية الآسيوية واحدا وراء الآخر لتصفها الشرطة بجرائم قتل ذات صلة، وطلب المحققون مساعدة الجميع للعثور على السيارة وصاحبها الذي تسبب فى جرائم ازعجت أكبر مدينة في ولاية نيو مكسيكو.

تسلسل زمني

ظل المحققون المحليون وضباط إنفاذ القانون الفيدرالي يبحثون عن روابط محتملة بين الجرائم المنفصلة مؤكدين ان عمليات القتل الأربعة تمت بطريقة مماثلة حيث يقوم الجاني بنصب كمين مفاجئ للضحية ثم يطلق عليه النيران وهو بمفرده دون وجود اى شهود على جريمته، وآخر الضحايا هو الشاب الباكستاني نعيم حسين الذي عُثر على جثته بعد تلقي الشرطة اتصالا بسماع دوى إطلاق النار في الطريق، والمفارقة الغريبة انه قُتل بعد ساعات قليلة من حضوره جنازة الضحيتين الثاني والثالث في سلسلة الحوادث الغامضة التي ارتكبها نفس الجاني، و بعد ساعات قليلة من حضوره مراسم تأبين الضحيتين الثاني والثالث في المركز الإسلامي في نيو مكسيكو قبل منتصف الليل بقليل لقى مصرعه هو الآخر، وكشفت صحيفة واشنطن بوست ان الضحية الرابع حسين اصبح مواطن امريكي قبل اسبوعين فقط من الحادث وألقى قسم الجنسية الامريكية وخطط أن تأتي زوجته من باكستان وتنضم إليه على امل ان يصبح رجل اعمال متميز حيث ساهم في اعمال البناء في وقت توقف الاعمال بسبب انتشار فيروس كورونا مؤكدا ان البلاد بحاجة للعمل في هذا الوقت المضطرب.

ضحايا سابقين

القاتلعرضت وسائل الاعلام الامريكية المزيد من الصور والتفاصيل حول الضحيتين الثاني والثالث ممن لقيا مصرعهما خلال ايام قليلة وهما محمد أفضل، 27 سنة، الذي تلقى رصاصة قاتلة في 1 أغسطس، وأفتاب حسين،41 سنة، وقُتل في 26 يوليو، وكلاهما من باكستان ايضا ومن نفس المنطقة في المدينة الامريكية.

 

 دفعت الحوادث الثلاثة الاخيرة المحققون للعودة اشهر قليلة الى الوراء للربط بينها وبين حادث سابق يعود الى نوفمبر الماضي لم ينكشف فيه الجاني لتعتبره السلطات الامريكية الحادث الاول في سلسلة الحوادث التي تستهدف الآسيويين ورواد المسجد في نفس المنطقة وضحيته محمد أحمدي، 62 سنة، واكدت السلطات ان الحوادث الاربعة وراءها قاتل واحد غامض نفذ جرائمه فى البداية على فترات متباعدة ثم قام بتكثيف نشاطه خلال الاسبوعين الماضيين ليستهدف ثلاث ضحايا خلال ايام بعد اشهر من مقتل ضحيته الاولى واعتبرتها من جرائم الكراهية المثيرة للفوضى والغضب.

إدانة الرئيس

خرج الحادث عن النطاق المحلي لتتداوله الصحف العالمية التي رصدت زيارة الرئيس جو بايدن الى المدينة لإدانة الحادث وكذلك صرح عبر حسابه الرسمي على تويتر مشيرا الى ان حادث القتل الرباعي تسبب في حالة من الغضب والحزن مشيرا الى أن إدارته تقف بقوة مع افراد الجالية عبر تحقيقات كاملة للوقوف إلى جانب الجالية المسلمة في تلك المنطقة مؤكدا ان تلك الهجمات البغيضة ليس لها مكان في أمريكا.

                                                                                                                                                                         القاتل

ظل الحادث غامضا على مدار ايام تسببت في حالة من الخوف لدى افراد الجالية ثم كشفت شرطة البوكيركي في نيومكسيكو عن هوية المشتبه به الرئيسي في الحادث لتقع المفاجأة؛ وهى ان الجاني ليس امريكيا كما توقع الجميع، والقاتل هو محمد سيد وعمره 51 سنة، مهاجر افغاني ارتكب اربع جرائم قتل في الفترة من نوفمبر 2021 وأغسطس 2022، ووقعت آخر ثلاث جرائم خلال أسبوعين فقط استهدف خلالها ضحاياه من اصول جنوب آسيوية، وكشفت الشرطة في بيانها؛ ان هناك أدلة عديد تربط بين المتهم وجرائمه بعد تفتيش منزله والعثور على السلاح المستخدم والتوصل الى مواصفات سيارته التي قادت المحققين لفك لغز الجريمة.

محاكمة خاصة

كشفت التحقيقات الاولية ان الجاني يعرف الضحايا ويستهدفهم وكذلك للمتهم سوابق عديدة في العنف المنزلي حيث سبق اتهامه بضرب زوجته وابنائه بالاضافة الى محاولته الهرب الى مدينة هوستون  خوفا من مطاردته بعد ارتكابه عمليات القتل الاخيرة كما سبق للشرطة اعتقال ابنه بسبب حيازته بندقيتين وإتجهت الشكوك في البداية نحو الابن الى ان حددت الشرطة القاتل الرئيسي.

 

توقفت سلسلة الحوادث بالمزيد من الاضطراب حول وصف الحادث بجريمة كراهية او حوادث انتقامية  حيث اشار قائد الشرطة الى صعوبة وصف او تسمية الحادث، و كشف المدعي العام في مقاطعة برناليلو، راؤول توريز تعاونه مع العملاء الفيدراليين لرفع دعوى اتحادية او قانون فيدرالي لتوصيف الحادث ومحاكمة المتهم الا ان ما يؤكده الجميع ان الحادث تسبب في المزيد من الخوف والقلق في مجتمع اصبح قلق بالفعل ويتوقع اى هجمات او حوادث مفاجئة تستهدف الآمنين.