رضوى خليل
هو أحد أهم و أشهر مذيعي شبكة إذاعة القرآن الكريم، تكلل مشواره الإذاعي فيها بتعيينه عام ٢٠٢١ رئيسا لها، ليصبح أول شخص من أصحاب الهمم يتولى هذا المنصب في تاريخ أشهر إذاعة دينية في الشرق الأوسط، أنه الإذاعي الكبير رضا عبد السلام الذى استطاع على مدار ٣٠ عاما الوصول لوجدان الكثير من عشاق اذاعة القرآن الكريم. مشوار طويل يضع له أكثر من عنوان كالإصرار او المثابرة او الكفاح بجهد سوف نتعرف عليه في الحوار التالي :
هل كان العمل في الإذاعة من طموحاتك ؟
في البداية لم يكن هناك تفكير في الإذاعة على الإطلاق و كانت خطتي أن اتعين في الجامعة، لأني كنت متفوقا في كلية الحقوق التي تخرجت منها عام ٧٨٩١، وحينها فكرت في أن أعمل بالمحاماة ولكن لم ترق لي الفكرة على الإطلاق، وحينها فكرت فى الإذاعة، وبالتالي كان عملي في الإذاعة عملية قدرية ولم يكن هناك اختيار للإذاعة أو الإعلام في البداية ولكن كنت مهتم بالإعلام كمتابع.
كيف بدأ عملك في الاذاعة لأول مرة ؟
كانت تجمعني علاقة طيبة بالكاتب الصحفي عبدالوهاب مطاوع الذي طلب منى الذهاب إلى الإعلامي فهمي عمر الذي كان رئيسا للإذاعة آنذاك ، و قال لى “انت جاي تشتغل إيه” فقلت له أنا جاي اشتغل مذيع وأنا خريج حقوق ولم أعين في الجامعة.
و ما كان شعورك وقتها ؟
كان لدى شعور بعد الاستسلام لأن قبل المقابلة حياتي كانت في الدراسة و حتى الصغر ليست ورديه فكنت اعاني ايضا أيام المدرسة ورفضهم المستمر لي لمجرد انني اكتب بقدمي ولكن بفضل أبي تعلمت الكتابة بالفم و تغلبت على كل المعوقات التي كانت أمامي ونجحت دراسيا والتحقت بكلية الحقوق.
هل هذا الشعور كان كافيا لتحقق حلم دخول الاذاعة ؟
للأسف شعور عدم الاستسلام و الاصرار لم يكفى لأني بعد ذلك دخلت امتحان المذيعين، ولكن بمجرد أن شاهدني أعضاء لجنة اختبار المذيعين لم يمتحنوني ولم يسألون إلا أسئلة تافهة، واستغرق امتحاني فقط 5 دقائق رغم أن باقي زملائي في الاختبار استغرقوا نصف ساعة في الاختبار و فوجئت أنى خارج الميكروفون رغم أنى خلال التدريب كنت من أفضل 3 متدربين.
هل وافقت على ذلك ؟
لا عملت أخصائي متابعة برامج محليات، و على مدار عامين كنت احارب و رفضت العمل في هذه الإدارة وذهبت الي طنطا وعملت بإذاعة وسط الدلتا وعملت هناك في عدة برامج وهوا ورغم ما حققته من نجاح هناك الا أنني كنت أشعر ان الحلم لم يتحقق بعد وهو حلم العمل في اذاعة القرآن الكريم.
كيف جاء عملك في اذاعة القرآن الكريم ؟
اثناء عملي في اذاعة وسط الدلتا التقيت بـ “ حمدي بكر “ وعلم بحكايتي وكان حلمى البلك رئيس لجنة اختبار المذيعين ورئيس شبكة صوت العرب، انتهزت الفرصة ودخلت عليه المكتب وحملت القلم بفمي وقلت له اعتبره مايك وامتحنوني وبالفعل امتحنني واجتزت الامتحان
صف لنا شعورك فى اول يوم دخولك للأستوديو؟
شعور لا يوصف بكلام ، اشبه بفرحة الطفل في ليلة العيد وعندما دخلت استوديو الهواء وجدت شخص ينتظرني في الاستوديو وظل يعقدني ويسألني “كيف ستعمل؟”، ومن حيث أراد أن يضرني نفعني، وكان هناك زرارتين، فوضعت الأول تحت ركبتي، والثاني تحت قدمي، وظللت أعمل على هذا الشكل لمدة 30 عاما.
حدثنا عن اهم البرامج التي قدمتها ؟
قدمت برامج عديدة منها برنامج عن مساجد لها تاريخ و تناولت ما يقرب من 700 مسجد على مستوى العالم وتم تناوله من الناحية الدينية والمعمارية، ثم برنامج قطوف من السيرة وبرنامج مع الصحابة وبرنامج “ سيرة ومسيرة“ مع كبار العلماء والمفكرين وغيرها من البرامج .
هل كنت تتوقع اختيارك كرئيس للإذاعة ؟
كنت على يقين ان الله سيجبر بخاطري و يعطيني على قدر تعبي واجتهادي لكن كان جبره لي أكبر بكثير مما توقعت ، لأني أفتخر لوصولي لرئاسة إذاعة القرآن الكريم أهم وأعرق وأقرب شبكة إذاعية لقلوب المصريين، وأعتبر منصبي تحديا كبيرا ومسئولية قصوى ولذلك أبذل كل جهدي ليشهد المستمعون تطويرا يشيدون به على أعلى مستوى .
بعد عام ونصف من توليك رئاسة الاذاعة ..كيف تصف التجربة ؟
الشخص الذى تم طرده في البداية من الميكروفون يجلس على كرسي رئيس إذاعة القرآن الكريم كرم وفضل من الله سبحانه وتعالى والله أراد أن يرضيني ويختبرني بهذا المنصب ولهذا اسعي بكل ما في وسعي لكى انجح في هذا الاختبار و المسؤولية الكبيرة فنحن نتحدث عن اذاعة استمر بثها فوق ال ٥٨ عاما فانك تحافظ على هذا المشوار و التاريخ طويل اعتقد مسؤولية كبيرة بكل ما تحمله الكلمة من معني و كنت قبل مجيء للإذاعة استعد لصدور ٣ كتب و بسبب انشغالي لم انجز سوى كتاب واحد فقط بعد سنه من عملي بالإذاعة .
قمت بتأليف عدد من الكتب الهامة، أحدهم عن سيرتك الذاتية ؟
ثلاث كتب في الاسواق حاليا الاول عن سيرتي الذاتية و اسمه نقوش على الحجر ، والثاني كتاب علماء ومواقف بين ثوابت الدين وعواصف السياسية تناولت فيه عرض لفكر مجموعة متنوعة من الشخصيات منهم الأستاذ الدكتور الأحمدي أبو النور والأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم ، والكتاب الثالث هو “ اضاءات العقل و هدايات النقل “ تجولت فيه في سياحة فكرية مع مجموعة من عقول مصر الكبيرة علماً وفكراً اتناول فيه حوارات مع شخصيات لها تأثير في المجتمع امثال الدكتور عمرو شريف و محمد عثمان الخشت و الدكتورة يمنى الخولى استاذ الفلسفة في كلية الآداب
و ماذا عن الكتاب الذي تنتظر اصداره ؟
بالفعل انتظر صدور كتاب جديد اسمه “ من وحى القلم “ وهو مجموعه حوارات مع أكثر من ١٢٠ شخصية ثقافية ودينية وغيرهم
لو رجعنا بالحديث عن الاذاعة .. كيف تتم عملية التطوير بإذاعة القرأن الكريم ؟
الفترة الاخيرة حرصنا على استخراج تلاوات كثيرة تذاع لأول مرة في إذاعة القرآن الكريم واصبح لدينا قراءات بجميع الأصوات سواء مجود و مرتل وتفسير فهذا لا يوجد إلا في مصر، وهذا دعمناه وسعينا لزيادته، بالإضافة الى وضع برامج جديدة وتقييم البرامج المذاعة كل فترة لكى يكون هناك عبر اليوم كافه انواع البرامج التي يستفيد منها المستمع والحقيقة أتوجه بالشكر للزملاء في ادارة التنسيق لاستخراج هذه التلاوات الجديدة .
ما الذي تحرص عليه فى اذاعة القرأن الكريم ؟
احرص دائما ان نحافظ على المنهج الوسطى الذى تقدمه الاذاعة طيلة تاريخها و متابعة مضامين البرامج الحالية والعمل على إدخال أفكار برامج متنوعة ومختلفة تلبى رغبات مستمعي الاذاعة والأهم تتماشى مع مجريات العصر و النظر الى امال الشباب و احلامهم و نحترم عقول المستمعين في كل ما نقدمه و التركيز على مشاكل الاسرة والمجتمع و اظهار المجال الشرعي لهذا البناء وكيفيه ان يكون المسلم اداه فعاله في الحياة ، وهذا ما ينجذب له اي مستمع والدليل ان في يومين نذيع برنامج يكون سؤال و اجابة بين مستمع و فقيه او عالم ازهري ولم اقل لكى كم الاقبال على هذا البرنامج .
من القارئ الأكثر طلبا واستماعا فى الاذاعة ؟
الحقيقة كثيرون لكن اهم ٥ مقرئين هم الشيخ عبدالباسط عبدالصمد و الشيخ محمود على البنا و الشيخ محمد صديق المنشاوي و الشيخ محمود الحصري وعلى رأسهم الشيخ محمد رفعت
اخيرا، ما هي نصيحتك للشباب الذي لم يحقق حلمه حتى الآن؟
اقول لهم صعوبات كثيرة واجهتني خلال سنوات عمرى كله من الطفولة للدراسة للعمل، ولكنني اعتدت التغلب عليها والإصرار على النجاح والعمل ولم أستسلم يوما لأي شيء يمنعني عن تحقيق حلمى بل كنت أسعى دوما لتطوير نفسي والإخلاص لمهنتي، و البحث في قدراتي التي تساعدني على تخطى اي صعوبات اوجها وهذا بفضل ابي الذي قال لي في يوما ما «ماتقوليش انا ماعرفش».