بطريرك الكاثوليك يشارك بقداس ختام اجتماع كونسيستوار برئاسة البابا فرنسيس

 البابا فرنسيس بالفاتيكان
البابا فرنسيس بالفاتيكان

شارك غبطة البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، ورئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر، في القداس الاحتفالي الختامي لكونسيستوار (مجمع) الكرادلة، والذي ترأسه قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية في العالم، وذلك بازيليك القديس بطرس، بالفاتيكان.

جاء ذلك بمشاركة أصحاب الغبطة، بطاركة الكنائس الشرقية الكاثوليكية، وأصحاب الغبطة، الكرادلة من جميع أنحاء العالم، وفي مقدّمتهم الكرادلة الجدد، الذين ألبسهم الأب الأقدس القبّعة الكردينالية، وأهلهم وذووهم، كما شارك أيضًا عدد كبير من أصحاب السيادة الأساقفة، والآباء الخوارنة، والكهنة، والرهبان والراهبات، وجموع غفيرة من المؤمنين.

أقرأ ايضا.. البابا فرنسيس: الحوار والأخوة هما السبيل الوحيد لحل أزمات العراق

وبعد قراءه الإنجيل المقدس، ألقى قداسة البابا فرنسيس موعظة روحية نوّه فيها إلى أنّه "حيث تهبّ بقوّة الروح القدس، نتمكّن من أن ننطلق مجدّداً من هذا الاحتفال، ومن هذا اللقاء بين الكرادلة، أكثر قدرةً على إعلان عظائم الرب لجميع الشعوب. وإذا كان كلّ شيء في الكون يتحرّك أو يقف بحسب قوّة الجاذبية غير المحسوسة، ففي مخطَّط الله عبر الزمن، يجد كلّ شيء أصله ووجوده وغايته وهدفه في المسيح، فهو حجر الزاوية الذي يعضد جميع مراحل تاريخ الخلاص: في المسيح تبارَكْنا قبل الخليقة، فيه دُعِينا، فيه افتُدِينا، فيه تعود كلّ خليقة إلى الوحدة، وجميعنا، قريبين وبعيدين، أوَّلين وأخيرين، قُدِّرَ لنا، بفضل عمل الروح القدس، أن نكون في تسبيح مجد الله". 

ولفت قداسته إلى أنَّ "كلمات القائم من بين الأموات لا تزال تملك القوّة كي تجعل قلوبنا تهتزّ، بعد ألفي عام. فلا يتوقّف أبداً عن إدهاشنا ذلك القرارُ الإلهي الذي لا يُسبَر غوره بحمل البشارة إلى العالم إنطلاقاً من تلك المجموعة البائسة من التلاميذ، الذين كانوا لا يزالون مُرتابين. ولكن إذا نظرنا جيّداً، لا تختلف أبداً الدهشة التي تعترينا إذا نظرنا إلى أنفسنا نحن المجتمعين اليوم هنا، والذين كرّر لهم الرب الكلمات عينها والإرسال عينه".

وأكّد بابا الكنيسة الكاثوليكية أنّ "هذه الدهشة هي سبيلٌ للخلاص، ليحفظها لنا الله حيّةً على الدوام، لأنّها تحرّرنا من تجربة أن نشعر بأنّنا جديرون، ومن أن نغذِّي الأمان الزائف الذي أصبح اليوم في الواقع مختلفاً، ولم يعد كما كان في البداية. الكنيسة اليوم هي عظيمة وثابتة، ونحن قد وُضِعْنا في أعلى مراتب هرميّتها نعم، هناك بعض الحقيقة في هذا، ولكن هناك أيضاً الكثير من الخداع، الذي يحاول أبو الكذب من خلاله أن يُدخِل روح العالم في أتباع المسيح".

وأشار قداسة البابا إلى أنّ "كلمة الله اليوم توقظ فينا دهشة أن نكون في الكنيسة، وأن نكون كنيسة، وهذا ما يجعل جماعة المؤمنين جذّابةً، أولاً لأنفسهم، ومن ثمَّ للجميع: السرّ المزدوج المتمثّل في أن نتبارك في المسيح وأن نذهب مع المسيح إلى العالم. وهذه الدهشة لا تنقص فينا مع مرور السنوات، ولا تتضاءل أبداً مع نموّ مسؤولياتنا في الكنيسة، بل هي تتقوّى وتتعمَّق أكثر فأكثر".

واختتم موعظته مشدّدًا على أنّ "خادم الكنيسة هو شخص يعرف كيف يندهش أمام مخطَّط الله، وبهذا الروح يحبّ الكنيسة بشغف، وهو مستعدّ لخدمة رسالته أينما وكيف يرغب الروح القدس. هكذا كان القديس بولس الرسول، حيث كان دفع الحماس الرسولي والاهتمام بجماعات المؤمنين ملازماً له على الدوام، لا بل تسبقه البركة المملوءة بإعجابٍ ممتنّ. فليكن الأمر كذلك بالنسبة لنا أيضاً! ليكُن كذلك لكلّ واحدٍ منكم، أيّها الإخوة الكرادلة الأعزّاء! لِتَنَلْ لنا هذه النعمة شفاعة العذراء مريم أمّ الكنيسة".