محمد عبلة أول عربى يحصد وسام جوتة للفنون

الفنان التشكيلي محمد عبلة
الفنان التشكيلي محمد عبلة

محمد عزالدين

حصل الفنان التشكيلي محمد عبلة على وسام “جوتة للفنون” المقدم من الحكومة الألمانية، كأول فنان عربي يحصل عليه، وهو أعلى وسام ثقافي تمنحه جمهورية ألمانيا، حيث تسلم الوسام من وزيرة خارجية ألمانيا، وقام عبلة برفع علم مصر أثناء تسلمه الوسام، الذي يعد أرفع وسام شرف تقدمه ألمانيا لغير الألمان الذين يثرون التبادل الثقافي الدولي أو يشجعون تعليم اللغة الألمانية حول العالم.

جاء ذلك خلال احتفالية كبرى أقيمت بمدينة فايمار الألمانية، وفي حضور أنالينا بيربوك وزيرة الخارجية الألمانية، وبينيامين إيمانويل هوف وزير الشؤون الثقافية والمحلية والأوروبية.

وفي كلمته عبر محمد عبلة عن سعادته وشعوره بالفخر أن يقترن اسمه باسم المفكر والشاعر الألماني العظيم جوته، والذي كان مصدر إلهام له في شبابه، كما أهدى الوسام للشعب المصري بأسره الذي طالما دوّن حكاياته وثقافته في لوحاته، وقدمها في العديد من المعارض العالمية، بينما قالت كارولا لينتز - رئيسة معهد “جوتة” - : “منذ عقود يعمل محمد عبلة من أجل التفاهم وحرية التعبير في المشهد الثقافي المصري”.

وفي كلمة تقديم الجائزة التي ألقاها المفكر وعالم العلوم الإسلامية شتيفان فايدنر وصف أعمال عبلة الفنية قائلا: “العمل الذي يرسمه عبلة، ويشكله، له جودة ملحمية بالنسبة لي، وكثيرًا ما نجد كتابات على صوره، ومع ذلك، فإن لوحاته ليست خطية، كما تجعلنا تصوراتنا المُسبقة عن الفن العربي نتوقع، وإنما العكس هو الصحيح: إنها أبجدية بصرية، فهي كتابة، وهي رواية، تتكون من الصور نفسها، أقرأ فيها: مصر، وجنوب البحر الأبيض المتوسط، وأفريقيا، والشرق الأوسط، بالإضافة إلى أصداء وأصوات من أوروبا، أقرأ عن المصريين، ووقتهم، وسياساتهم، ومقاومتهم، ومثابرتهم، وحالاتهم المزاجية، ومخاوفهم، وآمالهم. غضبهم وحبهم”.

وإلى جانب عبلة من مصر، تم تكريم كل من المؤرخة تالي ناتس من جنوب إفريقيا، والفنانتين نيمي رافندرن وشيفا باتاك من الهند.

ولد عبلة عام 1953 في مدينة بلقاس محافظة الدقهلية، وبعد دراسة الفنون الجميلة في الإسكندرية، انتقل إلى أوروبا، حيث درس النحت والطباعة في مدينتي فيينا وزيورخ، أقيم معرضه الفردي الأول في عام 1979 في جاليري هوهمان في فالسرود، وتلاه معارض في عام 1989 في جاليري إيوات في ليوفاردن (هولندا)، في عام 1991 في قاعة الفنون في أوريبرو (السويد)، والأكاديمية المصرية في روما، وفي عام 994 فاز بالجائزة الأولى في بينالي الكويت، وعام 1997 فاز بالجائزة الكبرى في بينالي الإسكندرية في مصر، وتبع ذلك معارض دولية أخرى، بما في ذلك في هافانا بينالي والمتحف البريطاني في لندن ومتحف الفن بمدينة بون، وقام بالتدريس في العديد من المؤسسات الدولية مما أدى به في النهاية إلى تأسيس مركز الفيوم للفنون عام 2007، ويعد المركز اليوم مكانًا راسخًا يعيش ويعمل فيه فنانون شباب من جميع أنحاء العالم.