أزمة الطاقة تقود الأسهم البولندية إلى الأسوأ أداءً في العالم خلال 2022

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

عقب تراجع أغسطس الماضي، أصبحت الأسهم البولندية الأسوأ أداءً بين أسواق الأسهم على مستوى العالم خلال العام الجاري، ما يبرز ضعفها أمام أزمة الطاقة الأوروبية، علاوة على مخاوف من تدخل حكومي أكثر.

يتجه مؤشر "دبليو آي جي 20" في بورصة وارسو إلى الهبوط 11% في أغسطس المنصرم، وهو أكبر تراجع وسط 92 مقياساً لأسواق الأسهم العالمية الكبرى التي تتعقبها بلومبرغ.

تهاوت الأسهم في بولندا 32% السنة الجارية، متجهة في مسارها لتسجيل أداء هو الأسوأ بالنسبة لها منذ أزمة 2008، ويجري تداولها عند أدنى التقييمات بالمقارنة بنظيراتها تاريخياً.

تفاقمت عمليات الهبوط جراء تراجع أسهم شركات المرافق، إذ تهاوى سهم أكبر شركة للكهرباء في البلاد "بي جي إي" (PGE) 30% الشهر الماضي. تقلص نُدرة الفحم وصعود تكاليفه - الوقود الأساسي لتوليد الكهرباء البولندية - الأرباح نظراً لأن إنتاج شركات توليد الكهرباء مرتبط بطريقة هائلة بعقود طويلة الأجل حيث لا يمكن تعديل الأسعار فوراً بحسب مستويات السوق.

كما أن حالة عدم اليقين إزاء الطريقة التي ستحاول من خلالها الدولة تقليل تأثير الأسعار العالية على الأسر والشركات الكبرى تُبعد أيضاً المستثمرين عن أسهم شركات المرافق. في هذه الأثناء، هبطت أسهم البنوك العام الجاري حيث أصدرت الحكومة قرارات بتعليق الرهون العقارية باهظة التكلفة لتهدئة غضب الرأي العام إزاء تصاعد تكاليف الاقتراض بسرعة.

لم يكن موقف الاقتصاد الكلي قاتماً منذ أعوام كما هو الحال مع نشوب الحرب في أوكرانيا المجاورة وزيادة التضخم إلى 16.1% في أغسطس الماضي، وهو أعلى مستوى منذ 1996. ومن المنتظر أن يتباطأ النمو الاقتصادي وربما يدخل في ركود فني في ظل ضعف الطلب المحلي للمستهلكين وشركاء بولندا التجاريين الكبار في الاتحاد الأوروبي.

أدى كل ذلك إلى تداول أسهم شركات مؤشر "دبليو آي جي 20" بـ5.8 أضعاف الأرباح المتوقعة لهذه السنة، وهو أدنى تقييم منذ تدشين المؤشر في 1994.

من غير المتحمل حدوث تعافي حتى يفهم المستثمرون بصورة أفضل الطريقة التي ستصمد بها أوروبا أمام أزمة الطاقة خلال شتاء العام الحالي، عندما يكون لعمليات تقليص إمدادات الغاز الروسي تأثير أكبر، بحسب ما ذكره رافال يانتشيك، مدير صندوق في "تي أف آي أليانز بولسكا" (TFI Allianz Polska).

قال يانتشيك: "يساور المستثمرون الأجانب القلق حيال وضعية بولندا كدولة لها حدود متاخمة للحرب في أوكرانيا وتدخلات الدولة في أكبر الشركات المتداولة بالبورصة ". في غضون ذلك، تفتقر الصناديق البولندية إلى التدفقات الواردة من العملاء، الذين ينجذبون عوضاً عن ذلك لأسعار فائدة أعلى.

إقر أيضا|بولندا: لن نكون طرفًا في النزاع بأوكرانيا