مشهد آخر 

خالد محمود يكتب :" ممشى أهل الفن " بشارع عماد الدين 

خالد محمود
خالد محمود

اعلم تماما أن الزمن لايعود إلى الوراء ، ولكن يمكن للماضي أن يلاحق الحاضر واتصالك مع المستقبل .

اتتذكرون شارع عماد الدين الذى كان شاهدا على نهضة مصر الفنية الكبرى وموطنا للإبداع،   عليه كثير من الكتاب والمثقفين في مطلع القرن الماضي اسم «برودواي مصر» نسبة إلى الشارع الأمريكي الشهير الذي يعد أحد أكبر شوارع الثقافة والترفيه في العالم.

لن نبكى على اللبن المسكوب ، ولن ننعى عشرات المسارح ودور العرض التى أغلق بعضها بفعل فاعل وتحولت إلى جراجات ومحلات تجارية وانهار بعضها الآخر بفعل الذين والإهمال،  ولكن يمكننا أن ننهض بهذا الشارع من جديد ، فى اطار سعى الدولة لتجميل القاهرة واعادة رونقها من جديد، ويكون ممشى للمشاهير وشاهد على تاريخ سطره النجوم ، ولما لا ، ليكون على غرار ممشى المشاهير بهوليوود   Walk of Fame)‏ هو ممر في إحدى شوارع  لوس أنجلوس، يمثل ساحة الشهرة يُعنى بتكريم مشاهير وشخصيات كان لها تأثير معين فى عالمها ، وذلك  بنجوم توضع في هذا الممشى  ،  الذى به  الآن ما يقرب من ثلاث آلاف نجمة منذ بدايته عام 1959،ويزوره أكثر من 10 مليون زائر سنويا، بل وقدمت مدينة لوس أنجلوس طلبا جَعَل من ممر المشاهير معلم تاريخي.

أيضا شارع النجوم بالصين هو يقع  في هون كون لتكريم نجوم صناعة الأفلام في الصين هو مشابه لشارع نجوم هوليود . يقع الشارع على طول ميناء فيكتوريا في تسيم شا تسوى .

فى الاربعينات والخمسينات كانت مصر تسير مع هوليوود خطوة بخطوة فى الفن سينما ومسرح ، بل وكنا نتفوق فى الأعمال الاستعراضية ، إذا نحن تاريخ ، فلما لا نتوجه هذا التاريخ بممشى عماد الدين ليحتوى نجومنا فى الماضى والحاضر ، نحن هوليوود الشرق .

الفرصة مواتية الآن ونحن نعيد لوسط المدينة روحها ، أن ننظر لشارع عماد الدين نظرة جديدة ليحتوى  على الواح رخامية مخلد عليها اسماء المشاهير والموسيقيين والمخرجيين والمنتجين لمساهماتهم الكبرى ، وعند تكريم أي شخص يتم وضع نجمة له فى هذا الشارع ، وازعم انه سيكون من اشهر وأجمل شوارع العالم ومزار كبير له شأنه .

جغرافيا شارع عماد الدين هو شارع رئيسي يقع في منطقة وسط القاهرة، يبلغ طوله 2.5 كم، شماله شارع رمسيس و جنوبه في منطقة عابدين ويستمر من خلال ميدان الأزبكية وميدان مصطفى كامل. ويسمى الجزء الجنوبى من الشارع محمد فريد على اسم الوطنى الكبير المدافع عن الاستقلال ، وربما يفسر لقبه بشارع الفن  أسماء عشرات الفنانين التي أطلقت لاحقاً على الشوارع الجانبية المتفرعة من الشارع ومنها شارع زكريا أحمد وشارع سيد درويش، وشارع نجيب الريحاني.

شهد شارع عماد الدين بدايات ظهور السينما، حيث عرضت في دور العرض التي انتشرت على جانبيه، العديد من أفلام السينما في بداياتها الأولى، قبل أن تخفت أضواء الثقافة فيه مع بداية الحرب العالمية الثانية، ليتحول العديد من مسارحه إلى ملاه، التهمت عدداً كبيراً منها النيران مع حريق القاهرة في عام 1952، قبل أن تلتهمها فيما بعد نيران التأميم الذي طال عدداً آخر منها كان مملوكاً للأجانب.

لا يضم شارع عماد الدين اليوم إلا مسرحاً واحداً، لا يزال مفتوحاً للجمهور، وهو «مسرح الريحاني» إلى جانب نحو 5 دور للعرض السينمائي، تحتل إحداها المكان الذي كان يعج في الزمان الفائت بعشاق الفن  وهو «كازينو دي باري» الذي أنشأته الفرنسية «مارسيل» واستقدمت له أشهر الفرق الاستعراضية من أوروبا، وأجمل الراقصات الفرنسيات، وشهد هذا الكازينو في وقت لاحق ظهور عدد من أساطير الغناء والفن، مثل الشيخ سلامة حجازي وجورج أبيض، والمطربة الكبيرة منيرة المهدية، ثم الفنان الكبير الراحل علي الكسار، الذي شهد الشارع مولده بمسرحية «حسن أبو علي سرق المعزة».

ألا يستحق شارع عماد الدين أن تكون له مكانته