مدفوعا بارتفاع أسعار الطاقة ..التضخم في ألمانيا يسجل رقماً قياسياً

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تسارع التضخم في ألمانيا إلى أعلى مستوى له منذ تطبيق العملة الأوروبية مع ارتفاع أسعار الطاقة، الأمر الذي عزّز الدعوات إلى زيادة ضخمة في أسعار الفائدة عندما يجتمع البنك المركزي الأوروبي الأسبوع المقبل.

وقفزت أسعار المستهلك في أكبر اقتصاد في أوروبا، المحتسبة وفقاً للمعايير المنسّقة للاتحاد الأوروبي، بنسبة 8.8% في شهر أغسطس مقارنة بالعام الماضي، مطابقة متوسط التقديرات في استطلاع "أجرته "بلومبرغ" بين عدد من المحللين.

أفاد مكتب الإحصاء الألماني اليوم الثلاثاء بأن تكاليف الغذاء والطاقة تصدرت هذه الزيادة، على الرغم من أن تأثيرها جرى تعويضه جزئياً من خلال الدعم الحكومي المؤقت، بما في ذلك رد جزء من تكلفة الوقود للمستهلكين وتوفير وسائل النقل العام الرخيصة للغاية.

ومن المقرر أن تنتهي هذه الإجراءات قريباً، مما يشير إلى أن ارتفاع الأسعار سيتسارع بشكل أكبر. ومن المتوقع أن تُظهِر بيانات التضخم في منطقة اليورو يوم الأربعاء زيادة قياسية أخرى بنسبة 9%.

يرى البنك المركزي الألماني "بوندزبنك" أن رقم التضخم في ألمانيا سيصل إلى نحو 10% في الربع الأخير لعام 2022، مشيراً إلى أن التوقعات غير مؤكّدة إلى حد كبير بسبب "الأوضاع غير الواضحة" في أسواق السلع، نتيجة للحرب الروسية في أوكرانيا.

ويُعَدّ هذا هو الشاغل الرئيسي للقارة برمّتها، إذ لا يواجه البنك المركزي الأوروبي تحدياً غير مسبوق من التضخم فحسب، وإنما أيضاً ضغط ارتفاع تكلفة المعيشة الناجم عن ذلك، الذي يقول بعض المحللين إنه تسبّب بالفعل في ركود في الاتحاد الذي يضم 19 دولة.

من المتوقع أن يرفع صانعو السياسة النقدية في البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة يوم 8 سبتمبر المقبل، غير أن البعض يطرح فكرة زيادة أكبر بمقدار 75 نقطة أساس على غرار الخطوات الأكثر جرأة التي اتخذها "الاحتياطي الفيدرالي" مؤخراً.

قال بوستجان فاسل من سلوفينيا يوم الثلاثاء إنه يدعم زيادة سعر الفائدة في الأسبوع القادم بنسبة "قد تتجاوز 50 نقطة أساس"، فيما حث زميله الهولندي كلاس نوت على اتخاذ إجراء "سريع" و"قوي". أما كبير الاقتصاديين لدى البنك المركزي الأوروبي فيليب لين فقد كان أكثر حذراً، وطالب بتدخل تدريجي يسمح للشركات والأُسَر بالتأقلم مع هذه الإجراءات.

كانت هناك أخبار إيجابية اليوم الثلاثاء بعد انخفاض أسعار الطاقة في أوروبا بسبب خطط المفوضية الأوروبية لاتخاذ إجراءات عاجلة. ورغم استمرار التقلبات في السوق، فإن دول المنطقة نجحت أيضاً في ملء مرافق تخزين الغاز الطبيعي قبل فترة التدفئة الشتوية.

أما في إسبانيا فقد سجّل التضخم بها تباطؤاً من أعلى مستوى وصل إليه في يوليو الماضي. وقالت وزيرة الاقتصاد نادية كالفينو إنّ هذا الاتجاه "يجب أن يستمر" في الأشهُر المقبلة، على الرغم من أن المحللين حذّروا من أنّ أيّ تراجع سيكون تدريجياً فقط.

اقرأ أيضا | الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر لمنع تسرب نفطي في البحر الأحمر