ملف | في ذكرى وفاة نجيب محفوظ الـ 16 | «الحالة مستورة والحمد لله» ..أديب نوبل يشتكي من قلة دخله الشهري

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

على الرغم من أن أديب نوبل كان يعمل بوزارة الأوقاف ثم في وزراة الثقافة، إلا أنه كان قلقا تجاه قلة الموارد وعدم وفاء دخله الشهري لمتطلبات الحياة لزوجته وبناته، وصرح فى أكثر من حوار له ، من الحوارات القديمة التي أجريت معه، والتي أعلن فيها صاحب نوبل بأسى عن دخله الشهري الذى لم يكفي مصروفاته اليومية، وأنه يسعى إلى أبواب أخرى لتحسين دخله قائلا: «أما المال، فأصارحك أنى لم أصل حتى اليوم إلى مرتب يكفى ضرورات الحياة، وكل شهر أسدد بقية التزاماتى من الخارج... من أجر نشر الكتب والقصص ومكافآت الإذاعة ونحوها».

فنجيب محفوظ كان قد تجاوز عامه الحادى والخمسين، وكان في منصبًا مرموقا فى وزارة الثقافة آنذاك، ومع ذلك، فمرتبه لا يكفى، ولم يكن يعول سوى طفلتيه وأمهما، والتعليم فى ذلك الوقت كان بالمجان، وكان محفوظ يواصل بث قلقه من قلة الدخل فى حوارته عندما يسأل عن راتبه ودخله الشهري، موضحًا للمحاوره : «الحالة مستورة والحمد لله، ولكنى لا أستطيع أن أتخلص من ذلك الإحساس بالقلق، إذ ماذا سيحدث لو لم تأت هذه التكميلات غير المنظورة وغير المضمونة»، وهو يقصد ما يتحصل عليه نظير تحويل رواياته إلى أعمال سينمائية وإذاعية ومسرحية.

لد نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا في 11/12/1911م في حيّ الجمالية بالقاهرة، تربّى في أسرة متوسطة الحال، حيث كان والده موظفاً في الدولة، ولم يقرأ كتاباً في حياته بعد القرآن سوى حديث عيسى ابن هشام لأنّ كاتبه المويلحي كان صديقاً له، وأمّه فاطمة مصطفى القشيشة ابنة الشيخ مصطفى القشيشة أحد علماء الأزهر.
وأتم نجيب محفوظ دراسته الابتدائية والثانوية، وبعد ذلك إلتحق بالجامعة سنة 1930م، وبعدها حصل على الليسانس في الفلسفة عام1934م، وانطلق بعدها إلى الأدب بعد قرائته لأعمال العقاد، وطه حسين، حيث إكتشف ميوله إلى الكتابة الأدبيّة, وتزوّج نجيب محفوظ زوجته عطية الله إبراهيم، وذلك في فترة توقفه عن الكتابة سنة 1952م، وأخفى خبر زواجه عن الجميع لمدّة عشر سنوات، مبرراً انشغاله مع أمّه وأخته الأرملة وأطفالها.
وحفلت حياة أبو الرواية العربية نجيب محفوظ بالعديد من المحطّات، حيث شغل العديد من المناصب في السلك الحكوميّ، بدأها بالعمل سكرتيراً في برلمان وزارة الأوقاف، ثمَّ أصبح مديراً لمؤسسة القرض الحسن بوزارة الأوقاف، وبعد ذلك اختير مديراً لمكتب وزير الإرشاد، ثم انتقل للعمل في وزارة الثقافة، وأصبح مدير المصنّفات الفنيّة فيها، عمل مديراً عاماً لمؤسسة دعم السينما، ثمَّ اختير مُستشاراً للمؤسسة العامة للسينما والإذاعة والتلفزيون.
كما عمل نجيب محفوظ رئيساً لمجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما، وكان هذا العمل آخر المناصب التي شغلها قبل تقاعده، كما عمل محفوظ كاتباً في مؤسسة الأهرام، وبدأ محفوظ في كتابة القصة عام 1939م، وكانت مجلة الرسالة تتولّى نشر قصصه، ثم مُنح نجيب محفوظ العديد من الجوائز، منها: قلادة النيل العظمى من الرئيس حسني مبارك عام 1988م، وجائزة الدولة التقديريّة للآداب عام 1968م، ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عام 1962م، وصدر لنجيب محفوظ حوالي خمسين مؤلفاً سواء من الروايات والمجموعات القصصية، والتى تعد من الأعمال والمؤلفات الثمينة في الأدب العربيّ.
اقرأ أيضا | ملف | في ذكرى وفاة نجيب محفوظ الـ 16 | أديب نوبل أخفى خبر زواجه عن الجميع لمدّة عشر سنوات