ملف | في ذكرى وفاة نجيب محفوظ الـ 16 | نزاع على ميراث «عميد الرواية العربية»

أديب نوبل نجيب محفوظ
أديب نوبل نجيب محفوظ

ما زالت أعمال نجيب محفوظ مجالا خصبا للنهل منها وعمل الدراسات الأدبية والأكاديمية في مختلف دول العالم، وما زالت أعماله مثية للجدل، والتي وصلت الآن إلى النزاعات القانونية بين أسرة نجيب محفوظ وبعض الأدباء والمؤلفين على ميراث محفوظ الأدبي والشخصي، فمع حلول الذكرى الـ16 لوفاة الأديب المصري نجيب محفوظ، هددت أسرته باللجوء الى القضاء للحيلولة دون تنفيذ عمل درامي عن سيرته الذاتية دون موافقتها، خاصة أن إبنته تستعد لتقديم سيرته بخط يده، ونشرت المواقع المصرية والعربية والعالمية تصريحات عن هدى محفوظ، ابنة الأديب الراحل نجيب محفوظ ، وذلك إلى أن "كاتب الدراما، المصري عبد الرحيم كمال، أعلن أنه يستعد لتقديم مسلسل يحكي حياة محفوظ دون أن يتواصل معها، ورفضت هذا المشروع رفضا قاطعا تناول سيرة والدها إلا من خلالها، لأنها «وريثته، وأي مؤلَّف عن والدها يعتبر مساسا بحقوقها الأدبية والمادية»، كما أنها تستعد لحدثا سيكون له دوي كبير فى الأوساط الأدبية، وهو أنها تعكف الآن على كتابة السيرة الذاتية لوالدها كما خطها أديب نوبل بخط بيده، وتعرض لأول مرة سنين حياته منذ عام 1938 حتى قبل وفاته بسنوات قليلة جدا.
ورفضت هدى محفوظ كذلك خروج أى عمل عن حياة والدها دون المرور عليها، بأن أي عمل درامي سيتناول أشياء شخصية وخاصة، ومن غير المعقول أن يكون أي شخص على دراية بها أكثر من أهل بيت الأديب الراحل.
ومن جانبه، صرح عبدالرحيم كمال أنه مستمر في مشروعه، رافضا التعليق على حديث ابنة محفوظ، واكتفى بالقول «لا تعليق لدي إلا بعد عرض المسلسل».
وقد أثار هذا النزاع حول إشكالية ميراث أديب نوبل الأدبي وسيرته الذاتية الماء الراكد، حيث أكد الناقد الفني طارق الشناوي، أن من حق أى شخص أو جهة تناول سيرة الشخصيات العامة دون الرجوع لأسرتها، مبررا ذلك بأن هذه الشخصيات لها طابع خاص في سرد سيرتها، فهم ليسوا ملكا للورثة وحدهم، بل يمتد الأمر إلى عموم محبيهم.
وعارض ما يسمى باحتكار الأسرة للشخصية العامة، بداعي أنهم أدرى بحياته الشخصية، خاصة بالنسبة إلى أديب عالمي بقدر نجيب محفوظ، فإنه ابن الحارة المصرية وملك للجميع، وله (شلة حرافيش) (أصدقاء لنجيب محفوظ يُطلق عليهم حرافيش)، عندهم معلومات عنه لا توجد عند أسرته، وكتبوا منها أشياء بالفعل.
 وينتظر المتابع للمشهد الثقافى والأدبي رأي القانون فهل يمنح أسرة الشخصية العامة حقوقا أدبية ومادية متى كان تناولها سيتدخل في حياتها الشخصية، وبقياس ذلك على الخلاف بين ابنة محفوظ والكاتب كمال، كما أن تتداخل الأمور الشخصية في حياة الأديب العالمي في العمل الذي سيجسد سيرته، وبالتالي فإن لورثته حقوقا تصونها نصوص القانون والدستور؟.
اقرأ أيضا | ملف | في ذكرى وفاة نجيب محفوظ الـ 16 | أوّل روائي عربي يحصل على جائزة نوبل في الأدب