16 عامًا على رحيل نجيب محفوظ عميد الرواية العربية

نجيب محفوظ مع زوجته
نجيب محفوظ مع زوجته

في مثل هذا اليوم 30 أغسطس من عام 2006، الذكرى السادسة عشر على رحيل أديب نوبل نجيب محفوظ، تلك الشخصية الثرية أدبيًا وفنيًا والتى داعبت مخيلة العديد من الفنانين خاصة بمجال التصوير أو النحت، لما تتمتع به من كاريزما خاصة تثُرى العمل الذى يتناوله.

هو روائي، وكاتب مصري، يُعد أول أديب عربي حائزعلى جائزة نوبل في الأدب، كتب نجيب محفوظ منذ الثلاثينات، واستمر حتى 2004 وتدور أحداث جميع رواياته في مصر، و يُصنف أدب محفوظ باعتباره أدباً واقعياً.

ويُعد أكثر أديب عربي نُقلت أعماله إلى السينما والتلفزيون، وُلد فى حي الجمالية في 11 ديسمبر 1911 والده "عبد العزيز إبراهيم"، والذي كان موظفاً، والدته هي "فاطمة مصطفى قشيشة"، ابنة الشيخ "مصطفى قشيشة"، وهو من علماء الأزهر، كان نجيب محفوظ أصغر إخوته، ولأن الفرق بينه وبين أقرب إخوته سناً إليه كان عشر سنواتٍ، فقد عومل كأنه طفلٌ وحيد.

كان محفوظ عمره 7 أعوامٍ حين قامت ثورة 1919، والتي أثرت فيه وذكرها فيما بعد في" بين القصرين" أول أجزاء ثلاثيته. إلتحق محفوظ بجامعة القاهرة في 1930، وحصل على ليسانس الفلسفة، وشرع بعدها في إعداد رسالة الماجستير عن الجمال في الفلسفة الإسلامية، ثم غير رأيه وقرر التركيز على الأدب.

بدأ نجيب محفوظ الكتابة في منتصف الثلاثينيات، وكان ينشر قصصه القصيرة في مجلة الرسالة، وفي عام 1939 نشر روايته الأولى عبث الأقدار التي تقدم مفهومه عن الواقعية التاريخية، ثم نشر كفاح طيبة، ورادوبيس منهياً ثلاثية تاريخية في زمن الفراعنة.

 استخدم محفوظ الواقعية النفسية في رواية السراب، ثم عاد إلى الواقعية الاجتماعية مع بداية ونهاية، وثلاثية القاهرة فيما بعد ثم إتجه إلى الرمزية في رواياته " الشحاذ، وأولاد حارتنا" والتي سببت ردود فعلٍ قوية، وكانت سبباً في التحريض على محاولة إغتياله ثم اتجه في مرحلة متقدمة من مشواره الأدبي إلى مفاهيم جديدة كالكتابة على حدود الفنتازيا كما في رواياته " الحرافيش، ليالي ألف ليلة" ، وكتابة البوح الصوفي، والأحلام كما في "أصداء السيرة الذاتية، وأحلام فترة النقاهة" واللذان اتسما بالتكثيف الشعري، وتفجير اللغة والعالم. وتعتبر مؤلّفات محفوظ من ناحية بمثابة مرآة للحياة الإجتماعية والسياسية في مصر.

تزوج نجيب محفوظ في فترة توقفه عن الكتابة بعد ثورة 1952 من السيدة "عطية الله إبراهيم"، وأخفى خبر زواجه لعشر سنوات، متعللاً عن عدم زواجه بإنشغاله برعاية أمه وأخته الأرملة وأطفالها، في تلك الفترة كان دخله قد زاد من عمله في كتابة سيناريوهات الأفلام، وأصبح لديه من المال ما يكفي لتأسيس عائلة.

توقف نجيب محفوظ عن الكتابة بعد الثلاثية، ودخل في حالة صمت أدبي، وانتقل خلاله من الواقعية الإجتماعية إلى الواقعية الرمزية ، ثم بدأ نشر روايته الجديدة " أولاد حارتنا" في جريدة الأهرام في 1959 وفيها استسلم نجيب لهواية استعمال الحكايات الكبرى من تاريخ الإنسانية في قراءة اللحظة السياسية، والإجتماعية لمصر ما بعد الثورة، وأثارت الرواية ردود أفعالٍ قوية تسببت في وقف نشرها، وجاءت ردود الفعل القوية من التفسيرات المباشرة للرموز الدينية في الرواية، وشخصياتها أمثال: الجبلاوي، أدهم، إدريس، جبل، رفاعة، قاسم، وعرفة وشكل موت الجبلاوي فيها صدمة عقائدية لكثير من الأطراف الدينية.

عُرف عن الأديب نجيب محفوظ ميله الشديد لعدم السفر إلى الخارج، لدرجة أنه لم يحضر لاستلام جائزة نوبل، وأوفد ابنتيه لاستلامها، ومع ذلك فقد سافر ضمن وفد من الكتاب المصريين إلى كل من اليمن، ويوغوسلافيا في مطلع الستينيات، ومرة أخرى إلى لندن لإجراء عملية جراحية في القلب عام 1989، شغل محفوظ منصب سكرتير برلماني في وزارة الأوقاف في 1938، وحتى 1945، وشغل منصب مدير مؤسسة القرض الحسن في وزارة الأوقاف حتى 1954 وشغل منصب مدير مكتب وزير الإرشاد، ثم منصب مدير الرقابة على المصنفات الفنية في وزارة الثقافة ، وعمل كمدير عام في مؤسسة دعم السينما في 1960، ثم رئيس مجلس الإدارة العامة للسينما والإذاعة والتلفزيون، آخر منصبٍ حكومي شغله محفوظ كان رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما في 1966، وحتى 1971 ثم تقاعد بعدها ليصبح أحد كتاب مؤسسة الأهرام.

توفى نجيب إثر قرحة نازفة بعد عشرين يوماً من دخوله مستشفى الشرطة في حي العجوزة، وكان قبلها قد دخل المستشفى في شهر يوليو من العام نفسه لإصابته بجرح غائر في الرأس إثر سقوطه في الشارع.