في الذكرى الـ55 لـ«قمة اللاءات الثلاث».. قرارت تاريخية للعرب سجلها التاريخ

صورة تذكراية تجمع قادة العرب على هامش "قمة اللاءات الثلاث" التاريخية
صورة تذكراية تجمع قادة العرب على هامش "قمة اللاءات الثلاث" التاريخية

55 عاما مرت على أشهر قمة عربية تاريخية لا تنسي، بعد أن دعت لها الجامعة العربية بشكلاً طارئاً على أثر هزيمة يونيو 67 أو ما سمي وقتها بـ " نكسة 67 "، والتي عقدت في 29 أغسطس 1967 بالعاصمة السودانية الخرطوم.

تتخذ القمة أهمية كبيرة وفريدة نتيجة لاجتماع القادة العرب والرؤساء لأول مرة على موقف عربي موحد ضد الاحتلال الإسرائيلي، وعرفت بعد ذلك باسم " قمة اللاءات الثلاث"، بعد الاجتماع على قرارات تاريخية ضد الكيان الصهيوني المحتل .

لماذا " اللاءات الثلاث" 
وبعد مصالحات ومصافحات على مستوى الرؤساء والملوك اتخذ القادة العرب في تلك "القمة التاريخية"، وفق ما قيل فيها وعنها، قرارات "قمة اللاءات الثلاث" التي وردت في البيان الختامي على النحو الآتي: لا سلام مع إسرائيل، لا اعتراف بإسرائيل، لا مفاوضات مع إسرائيل.
 
كان هدف المؤتمر في البداية إعلان ثوابت عدة، اتفق عليها القادة العرب إزاء أفعال الكيان الصهيوني ضد الدول العربية، واعتبر وقتها أنه أول موقف يجمع العرب بشكل متوحد، حول سياسة معينة عُقد العزم على أن يتبعها الجميع ضد إسرائيل.

 ترتب على قرار العرب في هذا المؤتمر عدة خطوات فعالة، شكلت القمة ركيزة أساسية لسياسات الحكومات العربية المجتمعة تجاه إسرائيل حتى حرب أكتوبر عام 1973، بعدما قرر المجتمعون عدم التعامل مع إسرائيل على أنها دولة، ومد حالة العداء معها، وإنهاء المقاطعة النفطية العربية، ووضع حد للحرب الأهلية القائمة في شمال اليمن، والدعم الاقتصادي لمصر والأردن.
  
أشهر النتائج 

تمثلت نتائج القمة، في قرارات وتأكيدات عدة وهي: "التأكيد على وحدة الصف العربي، ووحدة العمل المشترك، وضرورة التنسيق والقضاء على جميع الخلافات"، وتأكيد الدول العربية على موقف بلادهم من ميثاق التضامن العربي.

تضمنت قرارات القمة، توصية وزراء المالية والاقتصاد العرب باستخدام وقف ضخ النفط كسلاح في المعركة، لأن النفط هو أهم مورد للدول العربية ومن الممكن استخدامه لتعزيز الاقتصاد في الدول المتأثرة مباشرة بالعدوان بحيث تكون هذه الدول قادرة على الصمود في المعركة، ووافق المشاركون العرب في المؤتمر على الخطة المقترحة من قبل الكويت، لإنشاء الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي على أساس توصية من وزراء الاقتصاد والمالية والنفط العرب في مؤتمر بغداد.

كما أكدت" قمة اللاءات الثلاث " على ضرورة توحيد جميع الجهود للقضاء على آثار العدوان الإسرائيلي على أساس أن الأراضي المحتلة هي أراضي عربية، وأن عبء استعادة هذه الأراضي يقع على عاتق جميع الدول العربية، بالإضافة للموافقة على توحيد الجهود السياسية على الصعيد الدولي والدبلوماسي لإزالة آثار العدوان، وضمان انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي العربية التي تحتلها، على أن يتم ذلك في إطار المبادئ الرئيسية التي يمكن للدول العربية الالتزام بها.

وشددت القمة التاريخية على نقطة هامة بخصوص اتخاذ التدابير اللازمة لتعزيز الاستعداد العسكري لمواجهة كل الاحتمالات، والإسراع في القضاء على القواعد الأجنبية في الدول العربية.

وعلى المستوي التضمن الاقتصادي بين العرب، ونتيجة لـ" قمة اللاءات الثلاث " تقديم كل من السعودية والكويت وليبيا دعمًا ماليًا سنويًا للدول المتضررة من العدوان الإسرائيلي حيث خصص مبلغ 147 مليون جنيه استرليني إلى مصر الأردن.

تم التوقيع على الوثيقة النهائية لـ " قمة اللاءات الثلاث " في مؤتمر القمة العربي الثالث في الدار البيضاء.