السفير الأندونيسي لبوابة أخبار اليوم:

خاص | السفير الأندونيسي: تعاون مع مصر لتقوية السياحة بعد جائحة كورونا | فيديو

 السفير الأندونيسي لطفي رؤوف مع محررة بوابة اخبار اليوم
السفير الأندونيسي لطفي رؤوف مع محررة بوابة اخبار اليوم

 ◄ طلاب الأزهر الأندونيسيون هم حصن بلادنا من التطرف 

 ◄ مصر أول دولة عربية تعترف باستقلال أندونيسيا

أكد السفير الإندونيسي بمصر لطفي رؤوف، على أهمية وجود أندونيسيا في مؤتمر المناخ الذي تستضيفه مصر بمدينة شرم الشيخ نوفمبر المقبل، مشيرا إلى أن مهمته تقوية أواصر التواصل والتعاون بين إندونيسيا ومصر من خلال العطاء غير المحدود من قبل المعنيين في كلا الدولتين، وأن هناك بالفعل تعاونا جبارا بين أندونيسيا ومصر لإعادة وتقوية السياحة خاصة بعد جائحة كورونا.

جاء ذلك خلال لقاء خاص لبوابة أخبار اليوم وإلى نص الحوار:

 حدثنا عن تجربتكم الدبلوماسية بمصر خاصة وأنتم توليتم المنصب خلال فترة صعبة؟

كانت مصر أول دولة تعترف باستقلال إندونيسيا الذي تم إعلانه في 17 أغسطس 1945، وقد تم توثيق هذا الاعتراف من خلال توقيع اتفاقية الصداقة بين إندونيسيا ومصر في 10 يونيو 1947، ومن ثم يتذكر الشعب الإندونيسي هذا التاريخ جيدا، لذلك تتمتع مصر بمكانة خاصة في قلوبنا، واحتفل البلدان هذا العام بـمرور 75 عامًا من العلاقات الدبلوماسية التي بدأت بتوقيع اتفاقية الصداقة.

بدأت مهمتي في مصر في أوائل عام 2021 وسط جائحة COVID-19، وبالطبع تجعل هذه الظروف مهمتنا الدبلوماسية مقيدة بعض الشيء، خاصة بالنسبة للبرامج التي تتضمن التجمعات الجماهيرية، ومع ذلك لا تزال برامج السفارة تعمل حتى الآن، على الرغم من وجود عدد من التعديلات، على سبيل المثال من خلال التنفيذ عبر الإنترنت، أو الحد من عدد المشاركين، أو مع عدد من الترتيبات الأخرى المستوفية للبروتوكولات الصحية بطريقة منضبطة.

من المؤكد أن جائحة كورونا أثرت على العديد من الفعاليات والأنشطة، هل تم استئناف العمل من جديد أم ما زالت الفعاليات متوقفة؟

الحمد لله حتى الآن تمكنا من تنظيم عدد من اللقاءات التجارية وشاركنا وعقدنا عددًا من مهرجانات الفنون الثقافية والندوات والاجتماعات، كما نفذنا أنشطة خدمة المجتمع لتنظيف الشوارع في منطقة الدرب الأحمر بالدراسة، القاهرة في 23 يوليو 2022 حيث حضر هذا الحدث 150 مشاركًا من طلاب الأزهر الإندونيسيين وطلاب ومعلمي المدرسة الإندونيسية بالقاهرة (SIC) وموظفي السفارة الإندونيسية بالقاهرة وممثلين عن مجلس الشباب المصري.

سفير اندونيسيا بالقاهرة

التنسيق بين مصر وإندونيسيا في مجال التعليم كبير وخاصة في الالتحاق بالدراسة الأزهرية وجامعة الازهر.. حدثنا عن ذلك وهل هناك معوقات في هذا الملف؟

يوجد حاليًا حوالي 12000 طالب إندونيسي في مصر ويدرس معظمهم في الأزهرالشريف، ويمثل هذا العدد أكبر عدد من الطلاب الإندونيسيين الذين يدرسون في بلد معين في جميع أنحاء العالم، يأتون من مناطق مختلفة في إندونيسيا ذات خلفيات ثقافية وتعليمية واجتماعية واقتصادية متنوعة.

باعتبارها من أقدم جامعة إسلامية في العالم، لعبت جامعة الأزهر دورًا مهمًا للغاية في تعزيز العلاقات المصرية الإندونيسية، حتى قبل استقلال إندونيسيا، حيث درس الكثير من الإندونيسيين في مصر منذ عام 1859 ودليل على ذلك وجود غرفة خاصة لهم هي رواق جاوي بمسجد الأزهر «غرفة خاصة للطلاب من جاوة والتي كانت اسم أرخبيل إندونيسيا في ذلك الوقت».

يلعب خريجو الأزهر دورًا مهمًا للغاية في المجتمع في إندونيسيا، سواء في الحكومة أو في المنظمات غير الحكومية، مثل مجالات التعليم والدين والمجتمع والاقتصاد والتجارة، والأهم أن خريجي الأزهر يشغلون منصب سفراء الأزهر من خلال نشر مبادئ الإسلام الوسطية بهدف تعزيز الانسجام بين مختلف الأعراق في إندونيسيا، فضلاً عن كونهم عامل توازن وصدا للتطرف التي تمثل حاليًا مشكلة في أجزاء مختلفة من العالم.

بالإضافة إلى ذلك، يرسل الأزهر كل عام أيضًا دعاة من مصر بانتظام للتدريس في المدارس والجامعات الإسلامية في إندونيسيا والتي لها بالطبع تأثير كبير في نشر وسطية الإسلام في إندونيسيا.

فيما يتعلق بتسجيل الطلاب للإلتحاق بجامعة الأزهر، لم تكن هناك حتى الآن عقبات كبيرة، والدليل على ذلك الحماس والعدد الكبير من الطلاب الجدد من إندونيسيا الذين يدرسون في الأزهر، حيث كان هناك في العام الماضي حوالي 2500 طالب جديد جاءوا إلى مصرللدراسة.

 شهدت المرحلة الماضية زيادة في العلاقات التجارية بين مصر واندونيسيا وخاصة في مجال التمور حدثنا عن التطورات في العلاقات الاقتصادية بين البلدين وهل هناك تعاون خلال المرحلة المقبلة؟

على الرغم من أنه ما زلنا في حالة الوباء، فقد سجل إجمالي قيمة التجارة الثنائية بين إندونيسيا ومصر في عام 2021 زيادة بنسبة تزيد عن 50٪ مقارنة بعام 2020. تصدر إندونيسيا زيت النخيل وحبوب البن وألواح ألياف الخشب وإطارات السيارات والغزل، وفي الوقت نفسه فإن المنتجات الرئيسية التي تصدرها مصر إلى إندونيسيا هي الفوسفات والتمر والبرتقال والدبس وزيت الزيتون.

مصر وإندونيسيا دولتان يكملان بعضهما البعض بشكل طبيعي من حيث الموارد، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال أنواع المنتجات المتبادلة بين البلدين، ومن أجل تعزيز التعاون في مجال التجارة في المستقبل لا بد أن نقوم بإيجاد مناخ يوفر المزيد من الراحة لرجال الأعمال بين البلدين.

 سفير اندونيسيا بالقاهرة

إلى أي مدى يوجد تنسيق في مجال الثقافة والفنون بين مصر وإندونيسيا وهل تتبنى السفارة مبادرات أو فعاليات معينة لتبادل الثقافات؟

تلعب السفارة الإندونيسية في القاهرة دورًا نشطًا في إجراء الدبلوماسية الناعمة من خلال التعاون الثقافي الإندونيسي المصري، وفي هذا الصدد أنشأت السفارة المركز الثقافي الإندونيسي (PUSKIN) في الدقي بالجيزة عام 1987 (35 عامًا).

يتعلم المصريون في PUSKIN اللغة الإندونيسية، وفن الدفاع عن النفسي الإندونيسي المسمى بـ "بنجاك سيلات"، والرقص والموسيقى الإندونيسية التقليدية، وكان المدرسون من الطلاب الإندونيسيون الذين يدرسون في مصر، وكان المصريون متحمسين جدًا لأخذ الدورات التدريبية والتدريب في PUSKIN، ويرجع ذلك جزئيًا إلى وجود أوجه تشابه بين إندونيسيا ومصر من حيث الثقافة وعلاوة على ذلك يتم توفير جميع أنشطة PUSKIN مجانًا.

يدرس في كل عام أكثر من ألف مصري الثقافة واللغة الإندونيسية في PUSKIN وخاصة في عام 2021 هناك 1966 مصريًا يدرسون بنشاط في PUSKIN ويعد بنجاك سيلات أحد الأنشطة الرئيسية وحتى عام 2021 ، هناك حوالي 4000 مصري تعلموا البنجاك سيلات من خلال PUSKIN.

بدأت السفارة الإندونيسية في القاهرة أيضًا فصول تدريب اللغة الإندونيسية لغير الناطقين بها (BIPA). يوجد حاليًا مركزان لـ BIPA يعملان بالفعل ويحصلان على إقبال كبير، وهما مركز BIPA بجامعة قناة السويس وجامعة الأزهر.

تشارك السفارة الإندونيسية بالقاهرة بانتظام في عدد من المهرجانات في مصر، منها مهرجان سماع الدولي، ومهرجان الطبول الدولي، ومهرجان الإسماعيلية، ومهرجان أسوان، وسهرات رمضان بدار الأوبرا المصرية، وعدد من المهرجانات الأخرى في مصر. بالإضافة إلى ذلك ، تنظم السفارة الإندونيسية بانتظام عددًا من فعاليات المستقلة لترويج الثقافة تحت شعار "يوم إندونيسيا ومصر" في عدد من المحافضات في مصر، ويحب المصريون العروض الثقافية الإندونيسية ، وخاصة الرقصات ذات الإيقاع السريع والمبهج، وبالطبع كان مشاركة إندونيسيا مدعومة بالمواهب والمهارات التي يمتلكها الطلاب الإندونيسيون في مصر، والذين يبلغ عددهم حاليًا 12000 شخص.

 هل هناك استراتيجية جديدة لمزيد من التعاون وتطوير والعلاقات المصرية الدبلوماسية؟

قام وزير الخارجية سامح شكري بزيارة عمل إلى جاكرتا بإندونيسيا في 17-19 مارس 2022. وتعد هذه الزيارة الأولى في إطار العلاقات الثنائية لمعالي الوزير سامح شكري لإندونيسيا. 

كما أسفرت الزيارة عن عدد من النتائج بما في ذلك لقاء بين الوزير سامح شكري وزير الخارجية المصرى والوزيرة ريتنو مارسودي، وزيرة الخارجية الإندونيسية ، وقع الوزيران في خلاله مذكرة تفاهم بشأن إنشاء لجنة مشتركة للتعاون الثنائي، والتي ستكون بمثابة منصة لتوسيع علاقاتنا الثنائية في جميع مجالات التعاون.

هل ستشاركون في مؤتمر المناخ cop27 بشرم الشيخ نوفمبر المقبل؟

قام الوزير سامح شكري أيضًا خلال زيارته إلى جاكرتا في مارس بزيارة مجاملة لرئيس إندونيسيا الرئيس جوكو ويدودو، حيث سلم الوزير رسالة الدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي لحضور COP27 في نوفمبر 2022 و تلقينا أنباء إيجابية من جاكرتا بأن الرئيس جوكو ويدودو من المقرر أن يحضر اجتماع قادة العالم COP27 في شرم الشيخ.

بالإضافة إلى ذلك، وقع الوزير سامح شكري مذكرة تفاهم بشأن حماية البيئة والتعاون في مجال التنمية المستدامة، مما يدل على التزام البلدين بإدارة التنوع البيولوجي، وتخفيف آثار تغير المناخ، وإدارة النفايات، ومكافحة التلوث، والطاقة المتجددة، فيما يتناسب مع أغراض COP27.

وما هي أهم أعمال جمعية رجال الأعمال، وهل هناك تعاون استثماري بين البلدين؟

عقد مجلس الأعمال المصري الإندونيسي (EIBC) لأول مرة برئاسة السيد. محمد عبد الرحمن بركة ، المستورد والوكيل الوحيد لمنتجات إطارات جي تي راديال الإندونيسية، وقام وزير الصناعة والتجارة المصري بتعديل تشكيل مجلس إدارة مجلس الأعمال المصري الإندونيسي في 23 مايو 2015 ويترأس مجلس الإدارة الجديد الدكتور شريف الجبلي، رئيس مجلس الإدارة لشركة Polyserve Fertilizers. 

وفي جانب إندونيسيا، يتولى جوسريزال، مدير التسويق بشركة PT Pupuk Indonesia رئاسة مجلس الأعمال الإندونيسي المصري (IEBC) في جاكرتا.

وفي مايو 2019، زار وفد EIBC غرفة التجارة والصناعة الإندونيسية ووقع رئيس مجلس الأعمال المصري اتفاقية لتفعيل التبادلات التجارية الثنائية بين إندونيسيا ومصر وتعزيز التعاون التجاري بين البلدين.

وقد لاحظنا حتى الآن أن استثمارات الطرفين في مختلف القطاعات لا سيما في المزارع والثروة الحيوانية، وهذا يوضح الروابط بين قطاعي التجارة والاستثمار في البلدين، ونرى أن التعاون الاستثماري بين مصر وإندونيسيا لا يزال يتطلب اهتمام الطرفين، خاصة في الجهود المبذولة لاستكشاف إمكانية التعاون، مثل تبادل المعلومات حول لوائح الاستثمار، وكذلك تحديد القطاعات المحتملة لفرص الاستثمار، والسفارة الإندونيسية بالقاهرة على استعداد لتسهيل هذه الجهود.

 الإرهاب أصبح خطر يهدد العالم بأثره.. إلي أي مدى نجحتم في هذا الملف وهل هناك خطة لتحصين الأطفال من الانجراف لهذا الخطر؟

تواجد الطلاب الإندونيسيون الذين يدرسون في الأزهر هي الجهود الرئيسية لتحصين إندونيسيا من التطرف والإرهاب، كما قلت يشغل خريجو الأزهر موقع سفراء الأزهر من خلال نشر مبادئ الإسلام الوسطية بهدف تعزيز الانسجام بين الأعراق المتنوعة في إندونيسيا، فضلاً عن كونهم عامل توازن وترياق للتطرف الذي كان مشكلة في الوقت الحاضر في مختلف البلدان. 

تدعم السفارة الإندونيسية بالقاهرة بشكل دوري برنامج إرسال دعاة من الأزهر لزيارة مختلف وحدات التربية الإسلامية في إندونيسيا لنشر تعاليم وسطية الإسلام.

بالإضافة إلى ذلك تدعم السفارة الإندونيسية أيضًا برنامج إرسال عدد من العلماء المصريين الذين يتعمقون على وجه التحديد في مناهج إزالة التطرف من أجل مقابلة وتدريس المدانين بالإرهاب في إندونيسيا.

 هل هناك تعاون بين مصر وإندونيسا في مجال السياحة والبيئة خاصة في ظل التغيرات المناخية وأثارها السلبية على العديد من الدول؟ 

واصلت السفارة الإندونيسية في القاهرة إقامة الفعاليات المتعلقة بالترويج السياحي مع شركاء في مصر  في عام 2021 ، عقدت السفارة الإندونيسية بالقاهرة بنجاح العديد من لقاءات واجتماعات العمل في قطاع السياحة بالتعاون مع الحكومة ورجال الأعمال في الإسكندرية والأقصر ومدن أخرى في مصر، ونتطلع إلى الاستمرار في إقامة برامج مماثلة مع نظرائنا المصريين في العديد من المدن لتبادل التحديثات والتجارب في مجال السياحة، خاصة في هذا الوقت الذي ينتشر فيه الوباء.

فيما يتعلق بالسياحة الخضراء، نفذت إندونيسيا حاليًا سياسات سياحة صديقة للبيئة، منها من خلال تقليل استخدام المواد البلاستيكية وغيرها من المواد غير الصديقة للبيئة في المناطقالسياحية، مثل بالي ولومبوك وجوجاكارتا وما إلى ذلك واستبدالها بمنتجات أخرى طبيعية.

في هذا الوقت، نرى أيضًا مصر تقود إلى برنامج السياحة الخضراء، وأرى أنه أمر إيجابي للغاية بحيث تصبح صناعة السياحة صناعة تساهم في الحفاظ على البيئة وتكون مستدامة.