إبراهيم مدكور يكتب: العشري عملة صعبة 

إبراهيم مدكور
إبراهيم مدكور

في ظل ما تعانيه الكرة المصرية في الوقت الحالي من ندرة في المواهب، والتي تستطيع صُنع وإحداث الفارق، الأمر الذي ألقى بظلاله علينا وأبعدنا عن منصات التتويج حتى اللحظة، بعد أن كنا أسياد أفريقيا المُتَوجِين في كل المحافل والميادين.

لك أن تتخيل عزيزي القارئ، أنه منذ العام 2010، لم يستطع منتخب الفراعنة، حصد لقب كأس أمم أفريقيا، بعد أن تُوج به في ثلاث نسخ متتالية، حتى وصولنا لكأس العالم 2018 جاء بعد عناء شديد، وكان مجرد وصول فلم نقدم أفضل أداء، وها نحن الآن وللأسف سنغيب عن مونديال 2022 في قطر، وكأننا سننتظر ثلاثين عاما آخرين، حتى نصل للمونديال من جديد. 


حتى وإن نظرنا على صعيد الأندية، فنجد أن هناك صعوبات بالغة في مجابهة أندية أفريقيا حاليا، والتي كانت بالنسبة لأنديتنا لقمة سائغة سابقا.


وفي ظل هذه المعاناة، يتجلى بصيص من النور، بوجود مدرب موهوب، يعمل في صمت منذ سنوات ويقدم أفضل المستويات، ويا العجب العجاب، لم يتم النظر إليه والاستفادة من قدراته وخبراته التدريبية حتى هذه اللحظة، في أي مرحلة من مراحل المنتخبات الوطنية!! ألا إنه الكابتن طارق العشري والذي حقا أصبح عملة صعبة. 

العشري والذي أحرج كثيرا الكبار، وعلى رأسهم الزمالك والأهلي منذ زمن وليس الآن، ليس هذا فحسب بل يطور بشدة اي فريق يتولاه ويصل به لبعيد، ومنهم مًنْ صعد به على منصات التتويج، فهو لا يختلق أية أعذار، بل تجده دوما يصنع من الفسيخ شربات.

رأيناه مع فريق حرس الحدود، في العقد الأول من الألفية، توج بكأس مصر وكأس السوبر، وكان حينها الفريق العسكري مازال يخطو خطواته الأولى في الممتاز، ثم بعد ذلك مع انبي ووادي دجلة والمصري، أحدث في جميعهم طفرة. 

وها هو الآن مع فريق طلائع الجيش، يكتب عهدا جديدا في التدريب، فتولى العشري هذا الموسم القيادة الفنية للفريق العسكري، وكان يقبع في قاع جدول الترتيب برصيد 5 نقاط بعد مرور ٧ مباريات.

قلب العشري موازين الفريق، وتحول الطلائع على يداه من فريق بائس إلى وحش كاسر، حيث قاده لسلسلة من اللاهزيمة، وحقق الفوز في 16 مباراة متتالية.

هل يتوقف الأمر عند هذا الحد؟ كلا؛ بل انظر إلى جدول ترتيب الدوري العام، ستجد طلائع الجيش حاليا وقبل الأسبوع الأخير، متواجداً في المربع الذهبي وذلك بعد فوزه على الأهلي.


والسؤال الآن: هل هذا ما يستحقه العشري من تقدير؟! 
 أقولها بملء في: كلا والله؛ فهو يستحق الأفضل منذ سنين، وللأسف الشديد هناك مَنْ هم أصغر منه سنا وأقل منه خبرة ولم يفعلوا أي شئ في مسيرتهم التدريبية، نرى بعضهم يقودون وآخرون بين أجهزة منتخباتنا المختلفة يتنقلون. 

فهل بهذا الشكل، ينصلح حال الكرة المصرية لتعود رائدة كما كانت في السابق!! بالطبع لايتأتى ذلك إلا بتحقيق العدالة واختيار الكفاءة. 

أخيراً: كلمة حق تقال، العشري يستحق أكثر من هكذا تقدير، فهو مدرب كبير دائم التطوير ذو شخصية وفكر مستنير، ويعمل بدأب وجهد منقطع النظير، فالعشري أصبح عملة صعبة  أمام كل المنافسين، فرجاءً استفيدوا منه، واعطوه ما يستحقه.