نجوم حائرون بين الراب والمهرجانات

نجوم بين الراب والمهرجانات
نجوم بين الراب والمهرجانات

هبة الخولي

اتجه بعض مطربي الموسيقى الكلاسيكية إلى الظهور في "دويتو" برفقة نجوم المهرجانات والراب، كالفنان حميد الشاعري الذي تعاون مع مروان موسى في أغنية "شاب شاب"، ومن قبله تعاون أحمد سعد مع مؤدي المهرجانات "دوبل زوكش" و"عنبة" في أغنية "الملوك"، وحققت الأغنية نجاحا كبيرا ونالت إعجاب الجمهور.

كما يُعد أحد أبرز الفنانين الذين اتجهوا لغناء الراب، النجم أحمد حلمي الذي طرح أغنية عنوانها "متحورش"، وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققته أغنية "بص الحركة دي" التي كانت دعاية لفيلمه الأخير "واحد تاني".

وتعاونت الفنانة اللبنانية نانسي عجرم مع مطرب الراب مروان بابلو في أغنية "عيشها عافية"، مع الموزع الموسيقي حسن الشافعي، وجاءت رغبة الفنانة اللبنانية في التعاون مع بابلو، هو تجاوز الكثير من أغانيه حاجز المليون، مما دفع نانسي للتعاون معه.

كما شارك الفنان تامر حسني مع مطرب الراب مروان موسى في أغنية "أرفع إيدك"، الأغنية الرسمية لـكأس العالم لكرة اليد في نسخته الـ27، وفي سياق متصل، حقق مروان موسى نجاحًا كبيرًا في العام الحالي، وأصدر 4 ألبومات مصغرة كأنشط مطرب راب في الفترة الحالية.

وطرحت حورية فرغلي منذ فترة أغنية "القطة السافلة" تعاونت فيها مع مغني الراب جيفارا بابلو الذي كتب كلمات الأغنية ولحنها أيضًا، ولم يسبق لفرغلي تقديم أي من التجارب الغنائية من قبل.

واقتحم الثلاثي روبي وماجد الكدواني وأحمد مالك غناء الراب من خلال إحدى الحملات الإعلانات بأغنية “باظت خالص” وحققت تفاعلًا كبيرًا وأصبح اسم الأغنية منتشرا بشكل كبير من خلال السوشيال ميديا، كما طرح النجم محمد هنيدي منذ فترة أغنية “راب” لنفس الشركة وكانت بنفس إيقاع أغنية “باظت خالص”.

ويعلق الموسيقار حلمي بكر، على انتشار أغاني الراب خلال الفترة الأخيرة، معبرًا عن استيائه وغضبه الشديد من مسمى الراب، ويقول: "الراب تم اختراعه للأشحاص المتقاعدة (الأشخاص اللي مش لاقية تاكل عيش)، هذه الأغاني يجب أن تسمى تسول غنائي، ويجب على نقابة المهن الموسيقية أن تقوم برفض الأشياء التي لا يوجد لها إيقاع، الراب في مصر (محشي كلام رخيص)، مثل محمد رمضان الغناء بتاعه رخيص وكلماته يوجد بها خلل، والنجوم التي اتجهت للراب دول بيسعوا لأن التحايل في البقاء مشروع، ولكن يجب أن لا نتحايل على الفن، الأشخاص التي تريد المشاركة في عمل مثل الراب يجب عليها أن تعرف جيدًا ما مفهوم الراب قبل أي شيء، مطربين الراب لا تمتلك أذن لاستماع اللحن، الراب موجود في دول كثيرة ومن أفضل مغنين الراب الشاب خالد، ولكن بيفرق عن الراب في مصر، (بكرة هندفع ثمن ده كله)".

ويؤكد الناقد الموسيقي أحمد السماحي: "أن اختلاط الأوراق حاليا على الساحة الغنائية التى تتمثل في اتجاه بعض المطربيين إلى غناء المهرجانات والراب، راجع إلى نجاح هذه الألوان بقوة هذه الأيام، واكتساحها للشارع الغنائي، ونظرًا لتراجع نجومية (نانسي عجرم)، وحب (حميد الشاعري) للظهور على الساحة مجددًا بعد فشل كل ما قدمه مؤخرًا وعدم تحقيقه للنجاح والشهرة خاصة بين الشباب، هؤلاء وجدوا في المهرجانات والراب طوق النجاة الذي يمكن أن يُعيدهم مجددًا إلى بؤرة الضوء، أما بالنسبة للنجم أحمد حلمي والاتجاه لتقديم الراب، فهذا الأمر ليس هو المتحكم فيه، ولكن الشركة المنتجة التي نفذت الإعلان، والشركة المنتجة تريد توصيل منتجها إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور.

وتابع: ونظرًا لأن معظم الجمهور حاليًا من الشباب والأطفال يحبون (الراب) لهذا اتجهت الشركة المنتجة مع النجم (أحمد حلمي) لتقديم هذا اللون من الغناء وأن (الراب) ليس غناءً ولكنه آداءً تمثيلي، لهذا نجح حلمي في مهمته، لكن اتجاه (نانسي) سيظل نوعا من محاولة خوض التجربة، وتجديد الدماء، واستقطاب شريحة جديدة من الجمهور لا يسمعوها، أما عن (حميد الشاعري) فهو يريد ركوب موجة ناجحة مع نجوم جدد لهم شعبية طاغية عند شريحة الشباب، لكن هذه التجارب لن تضيف شيئًا إلى (نانسي وحميد وحلمي) ولكنها ستضيف بالتأكيد إلى الأطراف الأخرى الذين نجحوا في جذب هؤلاء النجوم إلى موسيقاهم وغنائهم".

ويقول الدكتور أشرف عبد الرحمن، أستاذ النقد الموسيقي بأكاديمية الفنون: "أغاني الراب والمهرجانات لها شعبية جماهيرية، وأن نسبة كبيرة من الشباب متحمسة لهذا النوع من الأغاني، والفنانين الكبار مثل حميد الشاعري ونانسي عجرم هدفهم من هذه الفترة هي مجاراة موجة العصر، وهم يشعرون الآن أن الأجيال الجديدة يسيطرون على البساط، وأن الأجيال الجديدة مرغوب فيهم بشكل كبير، لذلك هم يحاولون الظهور بجانبهم، وهذا أمر طبيعي، والدليل على ذلك الفنان الراحل عبدالحليم حافظ عندما ظهر محمد رشدي وقام بغناء أغاني شعبية في هذا الوقت طلب عبدالحليم من بليغ حمدي والأبنودي أن يغني نوع الأغاني التي يغنيها محمد رشدي، وتعجبا من ذلك الأمر لأن نوع أغانيه كلاسيكية ولكن عبدالحليم صمم على التغيير وغنى أغنية (أنا كل ما أقول التوبة يا بوي)، وأغنية (زي الهوا)، وبليغ حمدي لحن له أكثر من أغنية وشارك معه الأبنودي، ولكن عبدالحليم أداها بشكل يتناسب مع صوته، أنا أرى أن هذا الفعل ذكي، ولكن يجب الحفاظ على نوعية الكلمات واختيارها بشكل يناسب تاريخهم، الفنان يجب عليه أن يُجاري العصر ولكن بالطريقة المناسبة له، ولكل فنان طريقته الخاصة به مثل سميرة سعيد تحاول التغيير دائمًا في أعمالها ولكن بطريقة جيدة تليق بتاريخها".

ويقول الدكتور زين نصار، أستاذ النقد الموسيقي في أكاديمية الفنون، معلقًا على انتشار الراب بشكل كبير: "كلمات المهرجانات الشعبية لا تليق أن تكون في أغنية، وإن الأغاني تؤثر في أفكار المجتمع وثقافته ومشاعره والأغاني الوطنية وقت الحرب بثت في الجنود روح العزيمة والمقاومة، وهناك أغنيات تؤثر على لغة الشعوب، أهم شيء للأغنية هو أن تعيش، مثل أعمال أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ، رغم الهجوم على هؤلاء في البداية، إن الفنان في حالة تعاونه مع مؤدي الراب يُغامر باسمه وسمعته، وأهم شيء في اختيار الأغانى يكون المحافظة على الهوية المصرية".

وأبدت الناقدة الموسيقية الدكتورة ياسمين فراج، تشجعيها على تعاون الفنانين مع مغنيين الراب، قائلة: "إن هذا اللون من الأغاني رائج جدًا في هذه الفترة، والفنانين هدفهم الالتحاق بالنجوم الشابة لكي يضموا شريحة كبيرة وجديدة من الجمهور، على سبيل المثال حميد الشاعري يسعى الرجوع للساحة الغنائية لأنه انتهى الفترة الماضية، ويحاول أن يعود مرة أخرى ولكن بشكل مختلف فهو يسعى وراء النوع التي ينال إعجاب الشباب، والتي يتسبب في عودته مرة أخرى، نانسي عجرم بالتأكيد لها جمهورها، ولكن هي تحاول أن تضم الشريحة الأصغر سنًا، نانسي عمرها الآن 40 عامًا تقريبًا، فجمهورها أصبح كبير السن فتبحث الآن عن التنوع، وتريد أن تجمع جميع الفئات لاستماعها لذلك هي اتجهت للغناء مع نجم الراب مروان بابلو، وأنا أؤيد ذكاء الفنان الذي يحرص دائمًا أن يكون متواجد على الساحة بشكل مستمر".

ويتابع الناقد الموسيقي مصطفي حمدي: "الفنانون الذين تم مشاركتهم في هذه الأعمال يبحثون عن الأعمال الرائدة والمنتشرة لدى الجمهور، لكن ليس عن اقتناع بأنهم يحبون الراب أو المهرجانات لكن يسعون لتحقيق النجاح والعودة بقوة لدى الجمهور، وإذا قدموا أعمال تشبههم وحقيقية واستطاعوا تحقيق النجاح يجب عليهم الاستمرار لكن إذا كان هدفهم التقليد فيجب الابتعاد وترك هذا النوع من الأغاني ويظلون كما هم، وأغلبية الفنانين الذين يقدمون أعمال مختلفة عنهم للأسف تقدمها بشكل سيء وغير مناسب لتاريخهم الفني، وأن الدويتوهات بين الفن الكلاسيك والأنواع الأخرى تعكس حالة تلاقى الثقافات، خاصًة أن الراب يُعبر عن جيل جديد من الشباب، ويجب دراسته جيدًا، فلا نصفه بالإسفاف لمجرد أننا لا نتقبله أو غير متفقين معه".