إنهــا مصـــــــر

أزمة النووى

كــــــــــــرم جبــــــــــــر
كــــــــــــرم جبــــــــــــر

منطقة الشرق الأوسط فيها من الأزمات ما يكفى ويزيد، ولا تحتمل تصعيداً بين إسرائيل وإيران بسبب أزمة الملف النووى، الذى تريد أمريكا توقيعه مع طهران، وتعترض عليه تل أبيب بشدة.

إسرائيل لا تريد لإيران الاقتراب من نقطة إنتاج قنبلة، وتؤكد أنها لن تقبل « اتفاقا سيئا» يهدد العالم أجمع «على حد زعمها» وتلوح بأن جيشها يستعد بقوة للتحضير للهجوم على إيران، وأنها تمتلك مجموعة متنوعة من الخطط العملياتية، والأسلحة المناسبة للهجوم والاستخبارات والتدريب.

والرئيس الأمريكى جو بايدن يريد العودة إلى الاتفاق الموقع عام 2015 إبان حكم الرئيس أوباما، وألغاه الرئيس ترامب عام 2019، بشرط احترام إيران لالتزاماتها بموجب الاتفاق.

احترام الالتزامات الذى يشترطه بايدن، هو الحد من أنشطة إيران النووية والتأكد من عدم اختراقها لحاجز إنتاج القنبلة، فى مقابل رفع العقوبات الدولية عنها.
وجاءت التعهدات الإيرانية فى اتفاق 2015 تحت رعاية الدول الست الكبرى فى العالم الصين وروسيا وأمريكا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، فى مدينة لوزان السويسرية، بعد مباحثات مضنية استمرت عاماً ونصفا.

واختلف الحماس لاستمرار التعاون بين واشنطن وطهران فى فترتى حكم أوباما وترامب، وكان الأول متحمساً لبدء مرحلة علاقات دافئة، وأن يكون لإيران دور بارز فى المنطقة، وهو ما عارضته إسرائيل بشدة.

وتصاعدت الأزمة بعد إعلان الرئيس ترامب عام 2018 خروج بلاده من الاتفاق مع إيران، وصعدت إيران من جانبها باستعراض قدراتها العسكرية وأهمها الصواريخ البالستية، وتأكيدات إسرائيل بأن طهران تمتلك قنبلة نووية بالفعل أو على وشك إنتاجها.

العالم بالفعل لا يحتمل أزمة جديدة، وإيران تسعى إلى إحياء الاتفاق القديم، لرفع الحظر عن أرصدتها وممتلكاتها التى تصل إلى مليار دولار، تعيد إحياء الاقتصاد الإيراني، وتطلب أيضاً رفع اسم الحرس الثورى الإيرانى من القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية.

ودخلت روسيا على خط الأزمة بمطالبات تخفيف العقوبات الأمريكية المفروضة عليها، فى مقابل تأييدها لإحياء الاتفاق النووى المجمد، وهو ما ترفضه واشنطن بشدة، وتؤكد أنه ليس لديها نية لذلك.

المؤكد أنه ليس فى صالح منطقة الشرق الأوسط اندلاع حرب طاحنة جديدة تزيد الأمور تعقيداً، وتعرض أمنها وسلامتها لمخاطر لا يعلم مداها إلا المولى عز وجل.

والمؤكد أن واشنطن لا تؤيد مخططات تل أبيب لضرب المنشآت النووية الإيرانية، لأنها تعلم أن الحرائق لن تقتصر على مسرح العمليات فقط، بل تمتد إلى مناطق كثيرة فى العالم.

التوقعات تشير إلى أن كل طرف يحاول جذب الحبل تجاهه ليحصل على أكبر فائدة، ولكنهم سيجلسون فى النهاية فى غرف التفاوض ويعيدون إحياء الاتفاق لا محالة.