يحدث فى مصر الآن

لقاء أخوى فى العلمين

يوسف القعيد
يوسف القعيد

تابعت مثل غيرى من ملايين الأشقاء العرب والمصريين اللقاء الأخوى فى العلمين الذى حضره ملك البحرين، والملك الأردنى، والرئيس الإماراتى. وكان معهم رئيس وزراء العراق الذى لم يكمل اللقاء بسبب التطورات الجارية ببلاده.

كان الرئيس السيسى فى استقبال ضيوف مصر فى مطار العلمين المبهر، سواء عند وصولهم أو وداع من سافروا. دُهِشتُ لما رأيته من العُمران بالمدينة الجديدة التى لم تكن تعنى بالنسبة لنا سوى تاريخها خلال الحرب العالمية الثانية. لكنها تحولت إلى مدينة جذب كبرى يستطيع المصرى والعربى أن يجد مكاناً له مهما كان مستواه. ففيها من فنادق الدرجة الأولى إلى ما هو أقل لتستوعب من يريد الذهاب إليها مهما كان مستواه الاقتصادى.

المنطقة دارت على أرضها معركة العلمين التى تُعد أحد أشهر معارك الحرب العالمية الثانية بين الحلفاء والمحور. والتى مُنيت فيها قوات الفيلق الإفريقى الألمانى بالهزيمة.

ولأن الشىء بالشىء يُذكر، فإن تاريخنا يقول عن العلمين إنها إحدى مدن محافظة مطروح وجغرافياً تقع شرق مرسى مطروح وغرب الإسكندرية الثغر العالمى الهائل. قبل أن يحدث لها التطوير العظيم الذى جرى 2019 وحتى الآن. فإن مدينة العلمين القديمة كانت تنقسم إلى ثلاث مناطق كبرى رئيسية هى: العلمين وقرية سيدى عبد الرحمن وقرية تل العيس.

فنحن يمكننا بنفس اللغة والثقة نكتب: لقاء العلمين التى تَحَدَّثَ عنه الإعلام العربى والإعلام العالمى. وتوقف أمامه وشكل خطوة شديدة الأهمية فى الاقتراب من الحلم العربى الذى نسميه: التكامل العربى. وهو أبعد من الوحدة وأعمق منها. حتى السفر المفاجئ لرئيس وزراء العراق فى اليوم الثانى من اللقاء بسبب التطورات المتلاحقة التى تحدث فى بلاده توقفت أمامه وكالات الأنباء.

يوشك لقاء العلمين أن يكون أهم حدث عربى قبل القمة العربية الحادية والثلاثين التى تستضيفها الجزائر الشقيقة فى شهر نوفمبر المقبل أى الشهر بعد القادم. وكانت موضوعاً لمباحثات الرئيس السيسى مع ضيوف مصر.

أيضاً جرى تناول تداعيات الأزمة الأوكرانية علينا. وقبل كل هذا وبعده توابع الملء الثالث للسد الذى تبنيه أثيوبيا عند النيل الأزرق، والذى يسمونه كذباً: سد النهضة. فأى نهضة فى سدٍ قد يؤثر على حياة مصر والسودان؟.

أول من وصل إلى العلمين كان الشيخ محمد بن زايد، رئيس الإمارات، ثم لحق به العاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى إبن الحسين، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة. والرئيس الإماراتى كان قد وصل إلى العلمين يوم الأحد الماضى، وعقد معه الرئيس عبد الفتاح السيسى جلسة مباحثات ثنائية.

أكد خلالها الرئيسان أهمية تعزيز العمل العربى المشترك ووحدة الصف العربى، وأيضاً مسار العلاقات الثنائية والفرص الكثيرة التى يمكن أن تعطى هذه العلاقات نموذجاً يمكن أن يُحتذى به عربياً وعالمياً.