الرئيس الفرنسى يبدأ زيارة للجزائر لإعادة إطلاق العلاقات الثنائية

صورة أرشيفية لماكرون فى الجزائر
صورة أرشيفية لماكرون فى الجزائر

الجزائر - أ ف ب

بدأ الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون أمس زيارة رسمية إلى الجزائر تستمر 3 أيام يسعى خلالها إلى طى صفحة القطيعة و«إعادة بناء» علاقة لا تزال مثقلة بأعباء الماضى. ويعتزم ماكرون توجيه هذه الزيارة نحو «الشباب والمستقبل».

كما يلتقى رواد أعمال جزائريين شباب قبل أن يتوجه إلى وهران الواقعة فى الغرب، وثانى مدن البلاد المشهورة بروح الحرية التى جسدتها موسيقى الراى فى الثمانينيات.

ويرافق ماكرون وفد كبير يضم 7 وزراء فى الزيارة التى تتزامن مع الذكرى الستين لانتهاء الحرب وإعلان استقلال الجزائر فى 1962.

ويناقش ماكرون مع نظيره الجزائرى عبدالمجيد تبون عددًا من الملفات من بينها الوضع فى مالى حيث أنهى الجيش الفرنسى انسحابه، فضلاً عن النفوذ الروسى المتزايد فى أفريقيا.

وستكون قضية التأشيرات الفرنسية للجزائريين فى قلب النقاشات أيضاً بعد أن قرر ماكرون عام 2021 خفضها إلى النصف فى مواجهة إحجام الجزائر عن إعادة قبول رعاياها المرَحلين من فرنسا.

فى المقابل، لن يسلط ماكرون الضوء على مسألة الذاكرة التى لا تزال معقدة على ضفتى البحر المتوسط.

ويرى الخبراء أن تحسين العلاقات بين البلدين ضرورة سياسية حالياً فى ظل مخاطر عدم الاستقرار فى منطقة المغرب العربى والنزاعات فى الساحل فضلاً عن حرب أوكرانيا.

ومنذ الحرب أصبحت الجزائر التى تعد من بين أكبر 10 منتجين للغاز فى العالم محاوراً مرغوباً للأوروبيين الساعين إلى تقليل اعتمادهم على الغاز الروسى لكن قصر الإليزيه أكد أن الغاز الجزائرى «ليس موضوع الزيارة».  

وتعتبر هذه الزيارة هى الثانية لماكرون إلى الجزائر بعد توليه الرئاسة، حيث ترجع زيارته الأولى إلى ديسمبر 2017 فى بداية ولايته الأولى. وقد بدت حينها العلاقات بين البلدين واعدة مع رئيس فرنسى شاب ولد بعد عام 1962 وتحرر من ثقل التاريخ ووصف الاستعمار الفرنسى بأنه «جريمة ضد الإنسانية»، فى تصريحات أدلى بها أثناء زيارة للجزائر سبقت توليه الرئاسة خلال فبراير 2017.

إلا أن الآمال سرعان ما تلاشت مع صعوبة توفيق ذاكرة البلدين بعد 132 عاماً من الاستعمار والحرب الدموية. وتفاقمت القطيعة مع نشر تصريحات للرئيس الفرنسى فى أكتوبر 2021 اتهم فيها «النظام السياسى العسكرى» الجزائرى بإنشاء «ريع للذاكرة» وشكك فى وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار.

إقرأ أيضاً|ماكرون يدعو إلى استبعاد أي «روح تسوية» مع روسيا