«القلعة الـ30» مهرجان التريندات

الدورة الـ30 لمهرجان القلعة الدولي للموسيقى والغناء
الدورة الـ30 لمهرجان القلعة الدولي للموسيقى والغناء

عمر السيد

9 أيام مضت على افتتاح فعاليات الدورة الـ30 لمهرجان القلعة الدولي للموسيقى والغناء، والذي تنظمه الأوبرا بالتعاون مع وزارتي الثقافة والسياحة، ورغم أن المهرجان يضم عدد كبير من كبار النجوم في الغناء والموسيقى، لكنه يقدم تلك الحفلات بأسعار لا تتجاوز الـ20 جنيه، وهو الأمر الذي سمح بحضور قطاع كبير من الشباب والأسر المصرية التي أصبحت تصدم من أسعار تذاكر حفلات الصيف في الساحل الشمالي، وهذا ما جعل الكثير من الحفلات تتصدر التريند على تويتر وعلى يوتيوب أيضا مع البث المباشر لتلك الحفلات على شاشة التليفزيون، وتحديدا قناة الحياة..

رغم أن الافتتاح كان مجدول له أن يكون بصوت مدحت صالح، لكن ظروف الحداد التي أعلنتها الدولة بسبب حادث كنيسة “أبو سيفين”، أجلت انطلاق المهرجان، وأيضا غيرت من جدوله، حيث تم افتتاح العروض بصوت هشام عباس، الذي قدم باقة من أشهر أغنياته التي أشتهر بها في فترة التسعينيات، ومنها “متبطليش، لمتنا قول عليا مجنون، متفكريش، عيني، آه من عينيها السود..”، وأخيرا تتر مسلسل “يتربى في عزو”. 

سبق حفل هشام فقرتين، إحداهما أوركسترا “الأنامل الصغيرة” بقيادة د. راجي المقدم، والتي قدمت عدد من المقطوعات الموسيقية الشهيرة من الشرق والغرب، أبرزها أعمال سعد عبد الوهاب، محمد فوزي وعمر خيرت، أما الفقرة الثانية فكانت مع أعضاء فريق “قلعة عمان”، والتي تعد المشاركة الأردنية الوحيدة في المهرجان، وشهدت الفقرة تقديم عدد من الأغنيات الأردنية الشعبية.

اليوم الأول تصدر حديث السوشيال ميديا لأيام، ليس فقط بسبب جودة الحفلات، وعودة الذكريات مع أغنيات هشام عباس الشهيرة التي تذكرنا بفترة التسعينيات الثرية غنائيا، لكن أيضا بسبب جودة التنظيم، والإبهار الذي شهدت مسارح المهرجان، والنقل التليفزيوني المميز للحدث، والتوسع في حجم استقبال الحضور الذي تخطى الـ4 آلاف متابع في الحفل الواحد. 

البداية القوية زادت من متابعة المهرجان، لذلك أصبح حفل علي الحجار - الذي أقيم ثاني أيام المهرجان – حدث على السوشيال ميديا، ويبدو أن الحجار نفسه شعر بحماس الجمهور الحاضر، فقدم وصلة غنائية بإستمتاع أستمرت على مدار ساعة ونصف الساعة، ليتصدر الحفل بعد نهايته بدقائق التريند في مصر على موقع “تويتر”، والحدث الأكثر بحثا على “جوجل” ضمن اختيارات المصريين. 

اليوم الثاني كان قد شهد أيضا حفلا مميزا لفرقة “أوبرا القاهرة” بقيادة المايسترو محمد وهيدي، قدمت خلاله مجموعة من الأعمال الغنائية العالمية، هذا بالإضافة لمشاركة الفرقة “الهندية الدولية - لونا بودار”، التي قدمت عدة تابلوهات فنية تجمع الأداء الحركي والموسيقى والغناء.

من الحفلات المميزة أيضا، تلك التي شهدها رابع أيام المهرجان، وكانت بطلتها مروة ناجي، بجانب نجمات فرقة “الأوبرا للموسيقى العربية”، وهن رضوى سعيد وشروق ومروة، أما الحفل الثاني فكان لنجم المهرجان الدائم، مدحت صالح، والذي كسر حاجز الحضور المسموح به، ليكون أحد أبرز الحفلات في الحضور المباشر، وقدم صالح عدد من أغنياته الشهيرة منها “المليونيرات، قلب واحد، النور مكانه في القلوب”، وأختتم الحفل بأغنية “ابن مصر”.

حضور شبابي

الحفلات لم تقتصر على مطربي فترة الثمانينات والتسعينيات، لكنها ضمت أيضا عدد من المطربين الشباب، منهم المطرب الشعبي مصطفى حجاج، الذي قدم حفلا في خامس أيام المهرجان.

ورغم أنها المشاركة الأولى لحجاج في المهرجان، لكنه حظى بحضور جماهيري جيد.

من الأصوات الشابة أيضا أحمد جمال الذي قدم واحدة من أنجح الليالي الشبابية بمصاحبة فرقة “بغدادي باند” الموسيقية،  ومطربة الأوبرا، مي كمال.

الحضور الغنائي العربي كان حاضرا بحفل المغنية اللبنانية تانيا قسيس، والتي قدمت عدد من الأغنيات الكلاسيكية بالعربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية، وتقاسمت الحفل مع المطربة المصرية الشابة دينا الوديدي، التي قدمت أيضا عدد من الأغنيات الشعبية الممزوجة بالموسيقى الحديثة، بالإضافة لعدد من أغنياته الشهيرة. 

تنوع فني

المهرجان أعتمد في حفلاته على التنوع، ليس فقط بين المطربين القدامى والشباب، أو الغناء الرومانسي والشعبي، لكن أيضا في نوع الفقرة، حيث تواجدت عدد من الفرق الغنائية والموسيقية وفرق الإنشاد والمديح.. ففي اليوم الثالث من الفعاليات كان جمهور المهرجان على موعد مع أمسية فنية شبابية أحياها فريق “وسط البلد” وفرقة “الحضرة” للإنشاد الصوفي، والحفل شهد عودة تألق فرقة “وسط البلد” التي تعد واحدة من أقدم ما يعرف بـ”فرق الأندرجرواند” أو “الموسيقى البديلة” في مصر، ورغم غياب عدد من عازفين الفرقة الأساسية، لكنها لم تفقد مطربها الرئيسي هاني عادل بجيتاره الشهير. 

المهرجان أيضا شهد حفلا قويا للمنشد الكبير الشيخ ياسين التهامي، الذي قدم باقة من مختارات أشهر أعماله في المدائح والتواشيح والإبتهالات الدينية، وسبقه في نفس اليوم حفل آخر لفرقة “مواويل” التي تضم الفنانين عبد الرحمن بلالة وسيد إمام، التي تجمع أشهر الأعمال الفلكلورية من الموروث الشعبي.