تعرف علي .. صور من حب الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم

رسول الله صلى الله عليه وسلم
رسول الله صلى الله عليه وسلم

كتب ـ حسين الطيب

 لما بعثت قريش عروة بن مسعود ليتفاوض معهم عام الحديبية فجعل يرمق أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم  بعينه قال فوالله ما تنخم رسول الله صلى الله عليه وسلم  نخامة إلا وقعت فى كف رجل منهم فَدلَّك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدون إليه النظر تعظيماً له.

فرجع عروة إلى أصحابه فقال: أى قوم- والله- لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي- والله- ما رأيت ملكًا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم  محمداً. [رواه البخاري]

وقال عمرو بن العاص رضى الله عنه: وما كان أحد أحب إلىّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا أجل فى عينى منه، وما كنت أطيق أن أملأ عينى منه إجلالاً له، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت؛ لأنى لم أكن أملأ عينى منه، ولو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة. [رواه مسلم]

انظر كيف بلغ حبهم له؟ وقس عليه حالك

وعن أنس رضى الله عنه قال: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحلاق يحلقه، وأطاف به أصحابه فما يريدون أن تقع شعرة إلا فى يد رجل. [رواه مسلم]

وكانوا يتطيبون بعرقه: فلما النبى صلى الله عليه وسلم  أراد أن يحلق

رأسه بِمِنَى أخذ أبو طلحة شق رأسه فحلق الحجام، فجاء به إلى أم سليم، وكانت أم سليم تجعله فى مسكها، وكان صلى الله عليه وسلم  يجيء فيقيل عندها على نطع (جلد). وكان معراقا فجاءت ذات يوم فجعلت تسلت العرق، وتجعله فى قارورة لها، فاستيقظ النبى صلى الله عليه وسلم  فقال: ما تجعلين يا أم سليم. قالت: يا نبى الله عرقك أريد أن أدوف (أخلط) به طيبي.[رواه الإمام أحمد فى مسنده وصححه الأرنؤوط]

وروى عن أبى بكر رضى الله عنه أنه قال للنبى صلى الله عليه وسلم  : والذى بعثك بالحق لإسلام أبى طالب كان أقر لعينى من إسلامه- يعنى أباه أبا قحافة وذلك أن إسلام أبى طالب كان أقر لعينك.

ونحوه عن عمر بن الخطاب قاله للعباس رضى الله عنه: أن تسلم أحبُّ إلىَّ من أن يسلم الخطاب؛ لأن ذلك أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وعن زيد بن أسلم قال: خرج عمر رضى الله عنه ليلة يحرس الناس فرأى مصباحا فى بيت وإذا عجوز تنفش صوفا وتقول:على محمد صلاة الأبرار ..صلى عليه الطيبون الأخيار .. قد كنت قواما بكاء بالأسحار ..يا ليت شعرى والمنايا أطوار ..هل تجمعنى وحبيبى الدار؟ تعنى النبى صلى الله عليه وسلم، فجلس عمررضى الله عنه يبكى.   وسئل على بن أبى طالب رضى الله عنه: كيف كان حبكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

قال: كان- والله- أحب إلينا من أموالنا وأولادنا، وآبائنا وأمهاتنا، ومن الماء البارد على الظمأ. . وروى أن عبد الله بن عمر خدرت رجله تعالى فقيل له: اذكر أحب الناس إليك يزل عنك. فصاح: محمد صلى الله عليه وسلم  فانتشرت.ولما احتضر بلال رضى الله عنه نادت امرأته: واحزناه! فقال: واطرباه! غدا ألقى الأحبة محمداً وحزبه. [الشفا ص (2/19)]

كان محمد بن المنكدر يأتى موضعا من المسجد يتمرغ فيه ويضطجع، فقيل له فى ذلك، فقال: إنى رأيت النبى صلى الله عليه وسلم  فى هذا الموضع. [سير أعلام النبلاء: (5/359)]

وحتى نصل إلى هذه المنزلة علينا أن تكون محبته أحب إليك من نفسك وأهلك ومالك يقول الله تعالى: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ) [الأحزاب:6] وقال صلى الله عليه وسلم : (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه، وماله، وولده، والناس أجمعين) [رواه البخاري] وعن عبد الله بن هشام قال: كنا مع النبى صلى الله عليه وسلم  وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب، فقال له عمر: يا رسول الله لأنت أحب إلىّ من كل شىء إلا من نفسي.فقال النبى صلى الله عليه وسلم : (لا- والذى نفسى بيده- حتى أكون أحب إليك من نفسك).فقال له عمر: فإنه الآن- والله- لأنت أحب إلىّ من نفسي.فقال النبى صلى الله عليه وسلم : (الآن يا عمر) [رواه البخاري]