هشام مبارك يكتب: «طعمية» أتلفها الساحل!

هشام مبارك
هشام مبارك

بالأمس دق جرس المنبه مرة ومرتين قبل أن أقوم بوأد صوته كالعادة والاستمرار فى النوم، فى المرة الثالثة انتفضت لتذكرى أن اليوم الأربعاء موعد كتابة مقال احم احم. فى دقائق معدودة كنت قد اختصرت طقوسى اليومية وألقيت بنفسى فى أول ميكروباص ينادى رمسيس.. ركبت وبينما أبحث فى جيبى عن ستة جنيهات ونصف تعريفة الركوب رن جرس موبايلى.

- جود مورننج يافندم مش حضرتك هشام بك مبارك؟
- هو بغباوته بس انا مش بيه ولا حاجة هشام وبس.
- هاهاهاها دم حضرتك خفيف موت زى ما سمعت.
- معلش اعذرنى مش سامعك كويس من دوشة الميكروباص، ممكن بس تدينى فرصة أوصل المكتب؟!
- هاهاها بلاش تواضع واضح طبعا ان حضرتك فى ميتنج خلاص هكلم حضرتك بعد «هاف أن أور» يقصد نصف ساعة!
وصلت المكتب وفى طريقى اشتريت سندوتشين طعمية وقبل أن أشرع فى التهامهما اكتشفت أن الطعمية باردة وانتابنى شعور بالقهر من ذلك البائع الذى خمنى وأوشكت أن أعود له لأخذ حقى منه لولا أن رن جرس الموبايل.
- يا فندم عندنا عروض ماتتفوتش أبدا، قصر على البحر يرد الروح وبالتقسيط المريح على 9 سنين بحالهم!
- هو انت يابنى عارف بتكلم مين؟

- يافندم وهل يخفى القمر، احنا شركة فاهمة شغلها، عارفين حضرتك كاتب كبير وعشان كدة اخترنا لك قصر الفيو بتاعه تحفة يعنى تقدر تقعد فى البلكونة وتكتب وتبدع بقى يا استاذ وتبسط القراء بتوعك!
- انا بشكرك على حسن ظنك طبعا بس عايز أقولك إنى مش محتاج فيو للكتابة يعنى ممكن تلاقينى بكتب فى الميكروباص فى الاتوبيس فى السوق وانا باشترى الخضار، ولما كلمتنى كنت جاى جرى من البيت علشان المقال يلحق المطبعة لولا بس بتاع الطعمية عكنن عليا وقفلى اليوم!
- طعمية ايه بس يا فندم وميكروباصات ايه، ده احنا عاملين كوليكشن قصور وفيلات مخصوصة للسادة الصحفيين المبدعين، انتو ثروة يا فندم ولازم نحافظ عليكم.
- يا بنى الله لا يسيئك سيبنى اكل ساندوتش الطعمية و اشرب كوباية الشاى علشان ابعت المقال لمحمد درويش لأنى كل أسبوع باكون آخر واحد يسلم مقاله وشكلى بقى وحش جدا.
- تقصد محمد بك درويش الكاتب الكبير؟ياريت تدينى رقمه عشان الحق احجز له القصر اللى جنب سعادتك!
- أولا احنا فى الصحافة مبنحبش الألقاب وثانيا ملكش دعوة بدرويش و سيبه فى حاله الراجل وقته كله ضايع فى متابعة المقالات ووضع اكل وميه للقطط

- ويطمن عليهم، وثالثا ممكن تسيبنى هاف ان اور اخلص المقال وتكلمنى؟!
لاحظ زملائى امين ابراهيم وناصر الجندى وأحمد بحيرى وصلاح عطية فى قسم الخدمات المعاونة وكانوا يجلسون فى الطرقة أن صوتى كان مرتفعا فجاءوا يطمئنون ، حكيت لهم الحكاية،فاقترحوا على فكرة قررت تطبيقها، وقبل أن تنتهى الهاف ان أور كان الشاب يطلبنى مرة أخرى فرددت عليه بعد أن قمت بتغيير نبرة صوتى ونجحت فى تشكيكه)
- هو مش حضرتك برضه الكاتب الكبير هشام بك مبارك؟!
- كاتب مين وكبير مين يا استاذ هو سيادتك بتتمهزأ بيا؟
- سورى الظاهر طلبت رقم غلط هو مين معايا حضرتك؟

- وبتقولى حضرتك كمان؟ متعرفش ان ده تنمر عموما محسوبك هشام السباك أجدعها صنايعى فيكى يا «منتئة»!
- ياه صدفة سعيدة جدا يافندم عايز اعرض على حضرتك قصر فى الساحل  انما ايه حكاية وكمان سعادتك من الطبقة اللى ممكن متحتاجش تقسيط وتقدر تدفع تمنه كاش!
- يعنى مش عايز اسمه ايه ولا الأبصر إيه ده الصحفى؟
- لا ياراجل وهم الصحفيين دول حيلتهم حاجة، اسمع بقى يا سيدى العرض!