علاء عبدالوهاب يكتب: «الكاشو» المصرى

علاء عبدالوهاب
علاء عبدالوهاب

«تطوير الأداء الحكومى» كان العنوان العريض الذى تم تحت مظلته إجراء التعديل الوزارى الواسع، وبالقطع فإن الأهداف لا تتحقق من تلقاء ذاتها، وإنما عبر الأخذ بأسباب تحويلها من مجرد آمال وطموحات، تتضمنها سطور على الورق، إلى واقع ملموس.

ولعل أول ما يتبادر للأذهان سعيا لإنجاز عملية التطوير، ضرورة تغيير أساليب العمل القائمة، واستبدالها بالأفضل، والأكثر نجاعة، من خلال تطوير رؤى الإدارة التى عفا عليها الزمن، بتطوير برامج التدريب والتأهيل ورفع قدرات الموارد البشرية.

بالتوازى مع هذه المساعى، لابد من رفع كفاءة آليات تنفيذ العمل، واعتماد حقيقى على العناصر الإدارية المتميزة فى كل موقع، وربما كانت تلك هى الرافعة التى يمكن الاتكاء عليها استهدافا لتطوير الأداء الحكومى.

أحسب هنا أن ثمة دوراً محورياً للإدارة الوسطى فى إنجاز عملية التطوير المرتقبة، لكن المشكلة تكمن فى النظرة غير الإيجابية لهذا المستوى فى الهرم الإدارى، سواء ممن يشغل مواقعها، أو أولئك الذين يشغلون الوظائف العليا والدنيا على السواء!
المثل القائل بأن من يرقص على السلم لا يراه القابع فوقه، ولا يسمعه من فى أسفله، للأسف الشديد يحكم النظرة لشاغلى مواقع الإدارة الوسطى على أهميتها البالغة.

فى النموذج الإدارى اليابانى فإن «الكاشو» أو ممثلى الإدارة الوسطى، يُنظر إليهم باعتبارهم العمود الفقرى للعمل الإدارى، ومن ثم فإنهم صمام الأمان للإنجاز من جانب، والقائمون فعلياً على العديد من عمليات الإدارة فى كل المواقع تقريباً، على الجانب الآخر.

«الكاشو» فى اليابان يهضمون تماما توجهات الإدارة العليا، ثم يتولون نقلها بوضوح لمرؤوسيهم، مع تحفيزهم ومتابعتهم لمراحل التنفيذ، ومراقبة درجة الدقة والجودة أثناء سير العمل.
الاهتمام بـ «الكاشو» فى مصر خطوة لا غنى عنها لتطوير الأداء الحكومى لمستويات مُرضية للمواطن، الذى يجب أن يعمل الجميع من أجله.