غادة زين العابدين تكتب: تغيير دور المدرسة

غادة زين العابدين
غادة زين العابدين

تفاءلت خيرا، حينما بدأ الدكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم الجديد عمله بالتأكيد على استكمال انجازات الوزارة السابقة،وعدم إقصاء أحد- يقصد قيادات الوزارة الموجودة حاليا-ومطالبة كل منهم بمواصلة دوره بنفس الروح والحماس.

ولم ينس الوزير الجديد توجيه الشكر للدكتور طارق شوقى الوزير السابق، على ما أنجزه، مؤكدا انه الذى وضع حجر أساس تطوير العملية التعليمية .
واعترف، بأننى فى البداية لم أشعر بالتفاؤل، وخشيت تكرار ما يفعله معظم الوزراء الجدد، الذين يأتون بحاشيتهم،ويحرصون على هدم كل ما فات،والبدء برؤية جديدة ونفقات جديدة ، ثم فى النهاية لا نرى أى إنجاز حقيقى ،ولكن رسالة الوزير الجديد كانت فى رأيى بداية جيدة.

والحقيقة، أن مهمة وزير التربية والتعليم فى مصر مهمة صعبة جدا، فقد عانينا كثيرا من الوزراء الذين باعوا لنا وهم تطوير التعليم على مدى أكثر من ٥٠ عاما ولازلنا حتى الآن «بلد شهادات» فقط ، بدون تعليم حقيقي، ولازال لدينا نسبة كبيرة من الطلاب يحملون شهادة الابتدائية أو الإعدادية وهم ينصبون الفاعل ويرفعون المفعول..ويحصلون على الثانوية «ميعرفوش انجليزى ولا كمبيوتر»..رغم أنهم يدرسونهما من أولى ابتدائى.
أتصور أن يبدأ الوزير الجديد عمله بتحليل تصريحات الطلاب الاوائل هذا العام ، والتى كشفت عن انهيار قيمة المدرسة ومدرس المدرسة، فقد كررها أوائل الأدبى والعلمى بكل جرأة:»اعتمدنا على الدروس الخصوصية ،ومكناش بنروح المدرسة خالص،علشان منضيعش وقتنا»

أتصور أن تكون البداية،كيف نعيد جذب الطالب للمدرسة، وبالطبع فالحل لن يكون بوضع قواعد وعقوبات صارمة للحضور والغياب، ولكن لابد أن يشعر الطالب «نفسه» بأهمية وجوده فى المدرسة.

احد الحلول فى رأيى هو تغيير دور المدرسة، ففى سويسرا مثلا، يقومون بدمج التعليم الفنى فى مدارس التعليم العام،فتخصص المناهج جانبا كبيرا للجانب العملى،ويتم تزويد الطلاب بمهارات فنية إلى جانب التعليم النظري، وهى مهارات يمارسها الطلاب داخل المدرسة أو داخل مراكز مهنية متخصصة،ولا تحتاج دروسا خصوصية بقدر ماتحتاج ممارسة على يد متخصصين،وتتيح الفرصة للطالب لاكتساب مهارات ينافس بها فى سوق العمل.

ومن الحلول أيضا ضرورة تفعيل حصص النشاط التى تسهم فى بناء الشخصية المتكاملة،وتجذب الطلاب للمدرسة، مع تنظيم مسابقات محلية ودولية،توفر فرص السفر ، وتسهم فى اكتشاف ودعم المواهب.
وفى النهاية ،هذه مجرد أفكار يمكن الإضافة إليها،المهم أن ترتبط أفكارنا بالواقع، وإلا فلن نتقدم خطوة واحدة.