أحمد الجمَّال
الأناقة ليست مجرد أشياء تتزين بها حواء، بل يتضاعف سحرها حين تحمل دلالة ومعنى جماليًا. هذا ملخص فلسفة الفنانة الشابة سارة مؤمن مصطفى، التى استطاعت أن تحوَّل حقيبة اليد أو الخصر، المصنوعة من الجلد الطبيعى، إلى لوحة تشكيلية، تنفتح أبوابها على مفاتن الجمال، والأروع أنها تستلهم أفكارها من الطبيعة فى الجنوب وتحديدًا بلاد النوبة.
سارة ابنة مدينة الثغر، التى تبلغ السادسة والعشرين من عمرها، لم تكن حياتها الأكاديمية على مسافة بعيدة من عالم الإبداع، فقد تخرجت فى كلية التربية النوعية بجامعة الإسكندرية، ولاحقًا نالت درجة الماجستير فى الأشغال الفنية.
تقول الفتاة السكندرية لـ"آخرساعة": "بدأت العمل على خامة الجلد الطبيعى بطريقة (الهاند ميد) منذ أربع سنوات. فى بادئ الأمر كنت أرى أن ما أنجزه من أشغال يدوية يبدو تقليديًا ولا شيء يميزه عن السائد بالأسواق، ومن هنا قررت الاستفادة من التراث النوبى وعمارته فى تنفيذ تصاميم لحقائب ذات طابع تراثى، ونفذت عددًا من الحقائب بأشكال غير اعتيادية، إذ حاولت أن يكون شكل الشنطة نفسها هى البيت النوبى بأبوابه ونوافذه وألوان جدرانه الزاهية".
توضح سارة أن فنانين كُثرا استخدموا الجلد الطبيعى، إلا أنها امتازت عنهم بأنها ابتكرت مجموعة من تقنيات التلوين المختلفة على هذه الخامة، ونفذتها فى الحقائب، وساعدها فى ذلك أساتذتها بالكلية خلال فترة الماجستير، لافتة إلى أنها تستخدم خامات عِدة أولاها الجلد الطبيعى بأنواعه المختلفة، بجانب الألوان والصبغات والخيوط الملونة والأسلاك النحاسية.
تصاميم سارة المبتكرة أحدثت أصداءً جيدة على السوشيال ميديا، إذ لاقت دعمًا كبيرًا من متابعى أعمالها على مواقع التواصل، بخلاف التشجيع الذى حصلت عليه منذ اتجهت إلى مجال الأشغال اليدوية، وعلى رأسهم أبواها: "لا أنسى فضل أبى وأمى ودعمهما الكبير لى، فمن دونهما لم أكن لأحقق ما وصلت إليه الآن".
وتختتم: "أحلم بأن يصبح لدى (براند) كبير يحمل اسمى، وأن أشارك فى معارض محلية كتلك التى تنظمها وزارة التضامن الاجتماعى مثل (تراثنا) و(ديارنا) وأن أحصل على الدكتوراه فى الأشغال الفنية.