ولد يوري جاجارين لأسرة فقيرة في غرب موسكو بروسيا، في التاسع من مارس عام 1934، وأثناء عمله في أحد مصانع الحديد والصلب تم اختياره لبرنامج تدريب في معهد التكنولوجيا وهناك التحق بمعهد الطيران وتعلم التحليق بالطائرات بامتياز، ومنها التحق بالكلية الحربية للطيران.
وفي عام 1960 بدأ العاملون على برنامج الفضاء السوفيتي عملية بحث دقيقة للعثور على أشخاص مناسبين من أجل تأهليهم وتدريبهم لعملية خطيرة، وقد وقع الاختيار على عشرين شخصا منهم «جاجارين».
وقد خضع جميع الأشخاص إلى اختبارات نفسية وجسمانية شديدة، وفي النهاية تم اختيار يوري جاجارين لكونه الأكثر تميزا أثناء الاختبارات والتدريبات، بحسب ما نشرته جريدة أخبار اليوم في 15 أبريل 1961.
قضى جاجارين في رحلته المثيرة 108 دقائق على متن السفينة الفضائية «فوستوك 1» في مدارها حول الأرض، وكان ذلك في الثاني عشر من أبريل عام 1961.
وجاجارين هو أول رجل يرى الأرض من الفضاء الخارجي، وتعتبر هذه الرحلة من كبرى الإنجازات التي فتحت آفاق ارتياد الفضاء الخارجي، حيث هبط إلى الأرض واقفا على قدميه ولم يتعثر ولم يسقط وقد استقبله عند عودته للأرض الرئيس السوفيتي خروشوف باعتباره بطلا قوميا مما زاد من شهرته.
وقد أعجب الرئيس السوفيتي بالإنجاز غير المسبوق والنجاح الباهر لبرنامج الفضاء السوفيتي، وأمر بزيادة الإنفاق على ترسانة الصواريخ السوفيتية على حساب الأسلحة التقليدية مما أثار غضب وسخط المؤسسة العسكرية وكان هذا من أهم وأبرز الأسباب لسقوط خرشوف سياسيا.
ومع أن جاجارين قد عاش حياته ملحدا إلا أنه عندما خرج إلى الفضاء اهتزت فطرته وظل يبحث في الكون عن خالقه، وفي أول تصريح له عند عودته للأرض، قال: «حين صعدت إلى الفضاء أخذتني روعة الكون فأدركت أن الله خالق هذا الكون موجود في كل مكان».
ومضى في حديثه: «أثناء وجودي في الفضاء تمت ترقيته من مساعد طيار إلى رائد، وقد اندهش السوفيت من عودة جاجارين إلى الأرض سالما فالكل كان متوقعا مصرعه عند اختراقه للغلاف الجوي».
وفي السابع والعشرين من مارس 1968، وأثناء قيامه بطلعة تدريب روتينية تحطمت طائرته بسبب خلل مفاجىء لم يعرف سببه حتى الآن، مما أودى بحياته وحياة كل من كان معه على الطائرة، وقد تم وضع اسمه على لوحة رائد الفضاء فوق سطح القمر تخليدا لإسهامه في سبيل أبحاث الفضاء.
المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
