محمد الجابري يكتب: المقارنة.. من طبائع البشر

محمد الجابري
محمد الجابري

يقارن الانسان دوما نفسه مع غيره ..تحدث المقارنة سواء اردت ام لم ترد ثم تقارن ذاتك مع نفسها نتيجة للمقارنة مع الاخر ولذلك فالمقارنة كلمة مستفزة للبعض .. وللبعض الاخر قد تكون سبب سعادة او شعور بالافضلية
دوما نغضب من المقارنة لاننا نراها في الجانب السلبي من حياتنا .. فنوجه هذا لم لا نملك مثل هذا او نكون في مكانة ذاك
السؤال موجه لذاتك وللبعض ولماذا نشعر بالنقض في سعادتنا وفي الاشياء الجميلة والامور والمواقف اليومية التي نمر بها في حياتنا اليومية أو بالأحرى نشعر ان هناك طرفا مكملا لسعادتنا وهو الناقص
 
لان مبدا المقارنة عند البعض يكتسح مساحة كبيرة من عقولهم .. كيف ؟
ونعود دوما نطرح التساؤلات نفسها .. يتساءل البعض لماذا فلان يملك الشئ الفلاني وانا لا املكه بالرغم من اجتهادي وسعيي الكافي لتحقيقه ؟!
لماذا فلان خال من العيوب او لا توجود لديه مشاكل او دائما اراه بأكمل سعادته او قوته وفي أزهي حلله ؟!
أوجه لك الان يا صديقي العزيز السؤال بالمقابل .. هل عشت معه ؟ هل تعلم بما في داخله ؟
او ما هي التحديات التي واجهها ليصل لهذه المرحلة ؟!
 
هل سيأتيك أحدهم ويشرح لك مشاكله او ما يجول في نفسه ؟
هل تعلم معاناته وآلامه او ما يدور حوله من نزاعات أو أو .. الاكيد لا
 
صفة المقارنة السلبية أيا كانت أسبابها أو اطرافها هي صفة غير حميدة في الغالب .. منبوذة وغير مرغوبة ... لماذا ؟!
 
لا نها تولد لديك شعورا داخليا بعدم الرضا بقسمة رب العالمين ونصيبك في حياتك الدنيا
الذي سيولد في المقابل لديك شعورا دائما بعدم الاستقرار الداخلي والراحة والسكينة في قرارة نفسك
هذا الشعور بحد ذاته سوف يشتتك وياخذك الي جانب مظلم .. وسيدمر أجمل لحظاتك وأيامك أو المواقف التي تحصل لك
لا تقارن نفسك بغيرك .. قد يكون ما منحك الله أفضل مما عندهم
اشياء يفتقدها الاخرون وانت تملكها .. ولا تستشعر نعمة وجودها او قيمتها
في حين ان غيرك يتمناها
 
رب العالمين خلقنا في اشكال والوان وقبائل شتي
والجميع يعيش بأساليب حياة مختلفة وفي اماكن مغايرة .. لماذا تجعل من نفسك نقيضا لهذه الاختلافات ؟
فالاختلاف هو نوع اخر من التميز عن الاخرين .. فأنت مميز بمواهبك .. بمظهرك .. بكلامك .. بعقلك .. حتي في اسلوب حياتك