السفير حجازي: قمة العلمين تمهد لشراكة استراتيجية وتنم عن وعي عربي بضرورة التضامن لمواجهة التحديات

 السفير الدكتور محمد حجازى مساعد وزير الخارجية الأسبق
السفير الدكتور محمد حجازى مساعد وزير الخارجية الأسبق

أكد السفير الدكتور محمد حجازى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أهمية القمة الخماسية التى تشارك فيها مصر والأردن والعراق والبحرين والإمارات فى مدينة العلمين الجديدة.

وقال إن القمة تأتى وسط اضطراب المشهد العالمى ما يستدعى رؤية عربية تكاملية وواعية تتبناها البلدان الخمسة بحكمة قياداتها، وتسير نحو شراكة استراتيجية لتعزيز الصناعات وتوطينها بشكل تكاملى لتحقيق التنمية المستدامة.

ووصف السفير حجازى، فى تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الإثنين، تلك القمة العربية المصغرة التى تستضيفها مصر بمدينة العلمين الجديدة، بأنها "قمة نوعية" تمهد لشراكة استراتيجية وتنم عن وعى عربى وفهم معمق لمتطلبات المرحلة، وتعد أداة من أدوات مواجهة التحديات فى مجالات الطاقة والغذاء وتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمى.

وأضاف أن "قمة العلمين" تأتى فى إطار الارتقاء بمستوى الشراكة الاستراتيجية بين البلدان الخمسة، بعد أن أسست مصر والأردن والعراق، آلية الشراكة الصناعية التكاملية للتنمية الاقتصادية المستدامة لتنضم الإمارات والبحرين لهذا المنتدى العربى المهم، الذى يسعى إلى توطين الصناعات وتحقيق التكامل الاقتصادى وتعزيز الاستثمارات بين الدول المرشحة لإطلاق أفق جديد للعمل العربى المشترك ولتشكل نقطة جذب لباقى أقطارنا العربية.

وأكد أهمية التوقيت الذى تنعقد فيه "قمة العلمين" بعد أن أدت التطورات الإقليمية والدولية إلى المزيد من الضغط على العديد من الملفات، لا سيما المتعلقة بأمن الطاقة والغذاء وكذلك أمن المياه، بجانب ضرورة تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمى وتعزيز التعاون الاقتصادى والاستثمارى، والتباحث بشأن التطورات الدولية والإقليمية، وعلى رأسها الأوضاع فى اليمن وليبيا وفلسطين وسوريا وأوكرانيا، بجانب ملف سد النهضة، ما يتطلب الجلوس على المائدة للتباحث، مشددًا على أن تلك القمة الخماسية تفتح نافذة جديدة للعمل العربى المشترك لمواجهة كل تلك التحديات، والتصدى لأية محاولات من قوى إقليمية للتدخل فى الشأن الخليجى والعربى.

وتابع أن "قمة العلمين" تضيف إلى المشروعات المهمة التى تبنتها مصر والأردن والعراق فى إطارها سابقًا، وبانضمام البحرين ودولة الإمارات الآن يمكن تحقيق مشروعات الربط فى مجال الغاز الطبيعى والبترولى، وتوطين الصناعات فى هذا الجزء المهم من عالمنا العربى تمهيدًا لانضمام دول عربية أخرى.

وأوضح السفير حجازى أن هذا التوجه الإقليمى يسهم كذلك فى مواجهة وتسوية القضايا السياسية ومكافحة الإرهاب، والأهم أيضًا التصدى لأى توغلات إقليمية بمنطقتنا، وتعزيز قدرات المنطقة العربية اقتصاديا وسياسيا لمواجهة تلك التحديات.

وقال إن البلدان الخمسة المجتمعين بالقمة هم نواة لإطلاق طاقات المنطقة وتجميع استثماراتها وصناعتها، حتى يمكن مجابهة أى اضطراب فى سلاسل القيمة الصناعية أو الغذائية، كما يحدث الآن بسبب التطورات المتعلقة سواء بالملف الروسى الأوكرانى أو بالعلاقات المتوترة بين روسيا والغرب من جهة وبين الولايات المتحدة والصين من جهة أخرى.

كما لفت مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى الزيارة الثنائية المهمة للشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة إلى مصر، حيث تعد الزيارة الأولى له خارجيًا بعد توليه مقاليد السلطة، واصفًا التعاون المصرى الإماراتى بـ"النموذجى" ويمثل مقدمة لإطلاق عملية شراكة استراتيجية كاملة بين الدول العربية.